–
بقلم د. محمد حسن جمعة
أستاذ أصول التربية المساعد- كلية التربية- جامعة دمياط
هل ندمت على حبك الصادق لشخص كنت تعبره أخا بمنزلة صديق ؟!
هل فجعت في إحساس عشته واقعا بينما الآخر سحقه بنعليه أمامك ؟!
هل مرت عليك أيام تجردت فيها من ذاتك وهمومك وبيتك وزوجك وأولادك لتتقمص دور من تحب حزينا مهموما لهمه كأنه أنت ؟!
هل دعوت الله مرارا وتكرارا أن يفك كربا ألم به ؟!
وهل فرحت لفرحه كفرحة أم منحها الله فلذة كبد بعد طول اشتياق ولهفة وانتظار ؟!
هل توقعت أن يقابل إحساسك بجحود ونكران وعداوة وادعاء وقطيعة ؟!!!
نعم تساؤلات حائرة تظل بركانا ثائرا في أعماق ذاتك ، يحرق بحممه المحرقة ستائر القلب الرقيقة ، ويدمر بوحشية حصون العقل العتيقة ، لتبقى أنت مجردا من رد الفعل ، قليل الحيلة عاجزا متسائلا :
ماذا جرى ؟! ، وماذا يجري؟!
تمر الصدمة ، وتخمد حمم بركانك الثائر في أعماقك ، وإذا بك تبصر العالم من جديد ، بواقع جديد ، بقلب جديد ، بإحساس جديد ، وتقول لنفسك بقوة وحزم وعزيمة :
أيتها النفس الساذجة اعلمي :
عواطف الصدق في زمن المصالح غدت غباء فاسحقي عواطفك بنعليك …
افراطك في الولاء والحب والاهتمام بالآخر دليل طيب أصلك ونقاء قلبك ، ولكنه طيب ونقاء اجتمعا لمن يقابلهما بإحساس الكراهية العفن …
حب الذات ، عشق الذات ، تقديس الذات ، تسخير الآخرين لتقبيل نعلي الذات سنة حياة من ذابت ذاتك عشقا في ذواتهم يوما ما ، فاستيقظي من وهمك الكبير …
الحياة مدرسة ، والغبي من لايتعلم واقع دروسها ، ومن لم يستفد من عثراته وخيبات أمله فيمن كان يراهم أصدقاء وأحبة وأهل !!!
بعض الأصدقاء سراب تراهم وميضا ، وحين تتفحص حقيقة أمرهم تفجعك كارثة الواقع المشوه بعار الخداع ودنس الزيف …
أحبتي :
الصداقة روح تمنح قلوب المحبين حياة ، ونبض يسري في عروق العاشقين ، وشعاع يضئ دروبا مظلمة تهفو إلي نور جديد ، وأمل لمن يتربص بهم اليأس القاتل ، وملاذ قلوب حائرة ضاقت بها الأرض فوسعتها قلوب من تحب …
هكذا الصداقة في زمن الحب يامن بعتم الصداقة في سوق النخاسة …