بقلم/ أفراح رامز عطية
باحثة ماجستير فى التربية المقارنة والإدارة التعليمية- جامعة مدينة السادات
تعتبر الفروق الفردية ( individual differences)، إحدى صور التباين والاختلاف بين البشر، وتتمثل بظهور جوانب اختلاف مباشر، أو غير مباشر، في أفراد فئة معينة من مجموعة ما، علما بأن الفروق الفردية هي إحدى سمات جنس البشر، وهي تمثل الفرق في الكم، وليس في النوع؛ حيث إن الأفراد جميعهم يملكون قدرات وصفات معينة، إلا أن الفرق بينهم هو فقط في مقدار توفر هذه القدرات والصفات في الشخص، وذلك لأنظمة البشر جميعهم يتعرضون للقوانين السيكولوجية نفسها أثناء النمو، والتعليم، والتفكير، كما أنهم يختلفون في نمط القدرات العقلية، مثل: الذكاء، والقدرة على التعلم، والصفات الجسمية، مثل: الحجم، والشكل، والقدرة على بذل الجهد، والخصائص الاجتماعية، والخلقية.
وقد تختلف قدرات الشخص نفسه في خصائص وسمات معينة، فقد يتميز الفرد بالقدرة الإبداعية، إلا أنه من ناحية أخرى قد يكون قليل الذكاء، وقد يتميز بالذكاء، على إلا أنه ضعيف الإرادة، أو قد يكون الفرد ذا قدرات لغوية ممتازة، بينما يتصف آخر بالقدرة الميكانيكية، وآخر يتميز بالمقدرة على التفكير، والتحليل؛ لذلك يجب أن تراعي المؤسسات التعليمية الفروق الفردية بين الطلبة، بحيث يتم تعليمهم، وإرشادهم، وتوجيههم، بما يتناسب مع قدراتهم، وسماتهم الفرديةالتعامل مع الفروق الفردية داخل الصف يختلف الأفراد داخل الصف في قدراتهم ومواهبهم، ومن هنا يأتي دور المعلم في التعامل مع كل طالب بناء على قدراته وسماته الشخصية، وفيما يأتي نذكر كيفية التعامل مع الفئات المختلفة للطلبة داخل الصف:
الطالب الموهوب تعتبر فئة الطلبة الموهوبين ذات أهمية كبيرة في المجتمع؛ فهي التي ستساهم في الازدهار الحضاري، والتقدم في مجالات الحياة جميعها؛ لذلك يجب على المعلم مراعاة الإمكانيات العلمية، والعملية لهذه الفئة، وعدم إهمال القدرات العقلية لديهم، وفيما يأتي نذكر أهم النصائح التي يمكن أن يتبعها المعلم للتعامل مع الطالب الموهوب: الاهتمام بالطالب، والتواصل مع ذويه؛ لشرح حالته، وتقديم النصائح لهم حول كيفية التعامل معه.
وضع الطالب في بيئة تمكنه من ممارسة أفعال تنمِي قدراته العقلية: كألعاب الذكاء، وتمارين حل الألغاز.
توجيه الطالب لاتباع أساليب القراءة الفعالة، واختيار الكتب ذات المحتوى العلمي، والفكري، والتي من شأنها أن تُنمِّي قُدْراته العقلية، والفكرية.
تعويد الطالب على توقع حدوث الأشياء، بالاعتماد على المعطيات، والتحليل المنطقي، والاستنتاج.
مساعدة الطالب على اكتشاف قدراته، وهويته، وتعليمه على استخدام أساليب التفكير الموضوعي.
التفاعل العلمي مع الطالب، من خلال التحدُّث معه في مواضيع علمية، سواء في المنهج الدراسي، أو في واقع حياته.
مساعدة الطالب على إبداء رأيه، والتعبير عن مشاعره، وإظهار الاهتمام والتقدير لها.
الإجابة عن أسئلة الطالب جميعها، سواء كانت من داخل المادة، أو من خارجها، وإشباع فضوله ورغبته في التعلم.
الاستمرارية في متابعة الطالب، ووضع برامج خاصة له.
الطلبة ذوو الإشكالات تحتوي الصفوف في العادة على ثلاثة أنواع من الطلبة، وهي: طالب العلم: وهو الطالب الذي يذهب إلى المدرسة؛ بهدف التعلم.
الطالب المحب للمرح: وهو الطالب الذي يتخذ المدرسة مكانا لإضاعة الوقت واللعب.
الطالب المكره: وهو الطالب الذي أُحضر إلى المدرسة بالغصب، مما يدفعه ذلك إلى إثارة المشاكل، والمتاعب في المدرسة.
ويتم التعامل مع الإشكالات المختلفة للطلبة، والتي تؤثر على المعلمين، من خلال استخدام ما يسمى بتطبيق الذكاءات المتعددة، بحيث يتم توجيه الطالب للتعلُّم باستخدام إحدى قدراته، أو مهاراته.
الطالب السلبي وهو الطالب الذي يشعر بنوع من الإحباط لدى قدومه إلى المدرسة، ويتم التعامل مع هذه الفئة من خلال ما يأتي: تحديد سبب إحباط الطالب. اختبار كل طالب قبل بداية الدرس، وذلك عن طريق وصف ما يرغب بتحقيقه، وتطبيقه من الدرس.
محاولة إشراك الطالب السلبي مع باقي طلاب الصف، ضمن مبدأ التعلم التعاونيّ؛ بهدف القضاء على مواقفه السلبيّة. تحديد المجالات التي يفضلها الطالب، ومنحه أنشطة تتضمن هذه المجالات.
الطالب المشاكس ويتم التعامل مع هذه الفئة من قبل المعلم أو المربي من خلال ما يأتي: ضبط الأعصاب، والتعامل مع الطالب على أن تصرفاته لا تستهدف شخص المعلم.
محاولة ضبط النفس، وعدم الانفعال من قبل المعلم، وترك الطالب يعبر عن مشاعره تجاه البيئة الدراسيّة. التعاطف معه، ومنحه الاهتمام.
التفاعل مع الطالب، وإشراكه باقتراح بعض الأساليب، والأفكار في كيفية التعامل مع المواقف الصعبة.
الاستعانة بزملائه في الصف؛ لمعرفة المشاعر السلبية لديه.
الطالب الخجول وهو الطالب الذي يعاني من قلة الثقة بالنفس، أو الشعور بالخوف من الإخفاق، أو من تعرضه للسخرية من باقي زملائه، مما يؤثر على مشاركته الاجتماعية، ويمكِن للمعلم التعامل مع هذا النوع من الطلبة من خلال اتباع ما يأتي: الحذر من إشهار أخطائهم، أو تعريضهم للسخرية.
إشراك الطالب بالدرس، ومحاولة التركيز على جانب الكتابة بشكل أكبر.
وضع الطالب ضمن مجموعة للتفاعل معهم؛ وذلك بهدف كسر حاجز الخجل لديه.
ترك التركيز عليه بالنظر.
إعطاؤه الحرية الكاملة للتعبير عن رأيه، وعدم التعليق عليه.
الاهتمام بلغة الجسد، ومحاولة الاستجابة إليها؛ وذلك لمعرفة ما يرغب بمشاركته.
وضع مسافة كافية بين المعلم وبين الطالب أثناء إجابته عن سؤال معين؛ لأن صوت الطالب غالباً ما يكون مُنخفِضاً.
الطالب الانطوائي وهو الطالب الذي يشعر بنوع من التفكير العميق قبل التحدث، أو يشعر بأنه لا يريد التحدث؛ لرضاه عما شرح في الدرس، أو قد يكون ذا رغبة ضعيفة في إثراء الدرس، ويتم التعامل مع هذا النوع من الطلبة من خلال اتّباع ما يأتي: إعطاء الطالب الفرصة للإجابة عن سؤال مطروح، وعدم إجباره على الإجابة عنه من المرة الأولى؛ لأن هذه النوع من الطلبة يحتاج إلى المزيد من الوقت؛ للتعمق في التفكير. تطبيق أسلوب تبادل الأدوار، أو التدريس.
منح الطالب فكرة عامة عن الدرس، ومن ثم القيام بطرح بعض الأسئلة عليه.
إشراك الطالب في العملية التعليمية، ضمن مجموعة من زملائه.
أهمية معرفة الفروق الفردية للطلبة إن تحديد المعلم للفروق الفردية للطلبة داخل الصف، يساعده على وضع أساليب وطرق تعليمية تناسب القدرات والسمات الخاصة بالطالب؛ مما يساهم في رفع مستواه؛ حيث أشارت بعض الدراسات والأبحاث إلى أن وضع المعلم للطرق العلمية التي تتناسب مع إمكانيات الطالب، نتيجة تحديد ومعرفة الفروق الفردية، أدى بشكل كبير إلى رفع المستوى العام للطلبة، وزيادة تحصيلهم العلمي.