استعادة طفلة

يا من ملكت قلبي وحنيني
سأقص عليك معاناتي
وهمي الكبيرُ
يا من أسكنتك ذاكراتي
ومنحتك سهلي وهضابي
حروفي قد باتت تنبض
لتحكي لك معاناتي
كنت بالأمس طفلة
مجدولة الضفائر
أصبحت أما ً تحمل
في القلب هماٌ
مسؤلة رغماً عني بأسرة
تزين الدار
مجازاً وصدفة ذهب عني
نهاري
وربما كنت أحلم ولكن
كان هذا واقع
تحولت داخلِي معركة
بين عنادي كأنثى وأم
ورغبتاً في أنتصاري
بأن أكون ساطعة بين
القمر كالنجوم في السماء
أشرق مع شروق السمش
وأسكب عليها تنهيدتي
وأرسم أشعاري
وأكون ربما نجمة داخل داري
ولكن بداخلي رغبة وعناداً
تجتاح ظنوني رغباتي
أري أحياناً خيوط الشمس
تداعب أفكاري
وأري أحياناً قبراً ينادي
على روحي ويكتمل بنقصاني
زخات ضعفي ترهقني
وأبكي بعض الأحيان
تباً لأمرآة لا تعرف متى
الفرار مقرونة بماض وحاضر
لا تعلم غيرهما
إلا في الاحلام
تنبئني فيها بعش ليحط
على هضابي
ارآه بحواس الروعة
سابحة فيه بأعماقي
لم أعلم متي سيحتويني
وينقلني خارج نطاق الجاذبية
ويهمس بزفير أنفاسي
ويعزف لحن جديد على ولادتي
الجديدة
حيث تعود الطفلة ذات الضفائر
المجدولة على بساط الفرحة
تلعب وتجري ولا تحمل هماً
وكأنني أتيت من كوكب أخر
يحملني كأرض خصبة مكسوة
بحواس الروعة
تتزين بخيوط الأمل
بيدي شمس تفرد شعرها
على ضفاف النيل
داليا إياد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.