الاستغفار وتطهير النفس

بقلم/ د. ناهد الخراشي

جعل الله سبحانه وتعالي الإستغفار من أعظم أبواب الفرج إذ أنه من أسباب تيسير الرزق ، وفيه تكفير للذنوب، وتفريج للكروب. (قال صلي الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) (رواه ابو داوود والترمذي والنسائي) ومن أهم فوائد وفضائل الإستغفار أنه سبيل من سبل النجاة اذ أنه نور يضيء سبيل العناية الإلهية والفوز العظيم.

والإستغفار قانون إلهي.. اختص الله به نفسه وأوجده ملازما لعمل الإنسان في الأرض.. فحين يهييء الله للإنسان عملا صالحا فهو بذلك يغفر له ، ومن هنا ندرك أن المغفرة هي أن يكون الإنسان قائما في عمل صالح يغسل به جميع ظلماته ويتطهر به من سيئات أعماله.

ومن يتأمل في معني الاستغفار يجد أن قانون التطهر قانون أساسي يساعد علي نمو الوعي الروحي للإنسان وتطوير إحساسه بكل ما يفعل في هذه الحياة من خلال فكره وعقله وجوارحه فيتحول الإستغفار إلي منهج دائم للإنسان، وليس مجرد التطهر من ذنب بعينه.

والإستغفار الدائم يحرر الإنسان من الكبر والغرور والتسلط وحب السيطرة وجميع الآفات النفسية والسلوكيات التي لا تجذب إلا القلق واليأس والحزن والكآبة وتطرد من أمامك الخير والجمال.
إن الاستغفار قانون لا نستطيع الاستغناء عنه ، وجعله الله لنا رحمة كبري لنا ليتوب علينا ويغفر لنا سبحانه وتعالي أنه هو الغفور الرحيم.
ونحن دائما في حاجة دائمة لأن نتذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين إذ نعود إلي قصة آدم عليه السلام حيث علمه الله عز وجل كلمات ليتوب عليه ، وفي قصة يونس عليه السلام إذ أرشدنا الله سبحانه وتعالي أن الاستغفار كان سببا في نجاة يونس من بطن الحوت، وكانت إشارة لنجاة المؤمنين من خلال الاستغفار.

فحينما تستغفر الله تنتقل إلي قمة العبودية لله ، وتحيا النفس في مظلة التطهر والرحمة الإلهية. فالإستغفار قوة روحية وتطهير للنفس وقيادة لتحيا حياة الأمن والسلام.
وعلينا أن ندرك بأننا باستغفارنا لله نأخذ قوة تعيننا علي أن نصحح طريقنا، ونصوب وجهتنا ، ونقوم سلوكنا، ونهذب أخلاقنا فتكون كل معاملاتنا مع الله .. فإن أخطأنا استغفرنا ورجعنا وحمدنا الله أن كشف لنا خطأنا.

فاجعل قيامك بين الحمد والاستغفار الدائم تحيا حياة آمنة مطمئنة ، وكل عمل نافع يسعي إليك هو عفو ومغفرة من الله الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.