بقلم/ د. عصام الشاذلي
مما لا شك فيه أن العدو يراقب قبل الصديق، ويرصُد العدو ويُجرى دراسات يُشير العديد منها إلى أن أوطاننا العربية تواجه تحديات جمَّة، بما يجعل التعاون هو مفتاح كل تلك المشكلات، وأن الحل دوماً سيكون إقليمياً، ولم يعُد محلياً أو دولياً، نظراً لطبيعة هذه التهديدات. نعم كثيرة هى الدراسات التى تناولت المنطقة العربية أو الشرق أوسطية منذ أحداث 25 يناير 2011م بمصر وما قبلها وما بعدها لما لهذه المنطقة المحورية من تأثير فى مجريات الأحداث العالمية. وإذا كان للمنطقة أهمية خاصة واستثنائية، فإن خصوصية مصر أعظم وأشد .وقد كشفت وثيقة أمريكية مُسربة من البيت الأبيض معلومات خطيرة عن مصر، حيث رسمت الوثيقة سياسة واشنطن حول مناطق الصراع والاهتمام بالنسبة لها في العالم. واختصت آخر دراسة متخصصة تم تقديمها للإدارة الأمريكية، حول شكل القوى العالمية في 2020 العام القادم، وتم تصنيف الدول فيها إلى دول آسيا، وأمريكا الجنوبية، الدول الأوروبية بدون روسيا، إفريقيا بدون مصر، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدون مصر؟ روسيا، وما يوضح أهمية دور مصر لصانع القرار الأمريكي ليتم على أساسها تحديد إستراتيجيتها وسياستها. قيامها بعمل دراسة عن مصر كعنصر بحثى مستقل عن الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى ، هذا وقد أظهرت الدراسة أن إنتاج مصر من حقول الغاز الجديدة في 2020، سيسمح للقاهرة بإقامة خط لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا من خلال قبرص واليونان. وأكدت الدراسة، تحديث مصر لقوتها العسكرية وتطويرها، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد وزارة الدفاع، وهو ما يوضح أن تلك المهمة ستكتمل في 2020، ويؤكد خروج مصر من العباءة العسكرية الأمريكية، ويظهر أن تزايد قوة القاهرة السياسية، يمهد لها الطريق كي تصبح من أكثر الدول نفوذاً، وهو ما اعتبرته الدراسة تغييرا في موازين القوى في الشرق الأوسط. وتُشير دراسة أخرى أجراها معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية”EUISS) بعنوان “مستقبل العرب.. ثلاثة سيناريوهات لعام 2025م ، تُعد خلاصة عدة جلسات ضمت خبراء، حررها فلورانس غاب كبير محللين في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، والكسندرا لبن مساعد باحث في الجمعية البرلمانية للناتو في بروكسل.السيناريو الأول: الاضطراب العربي The Arab Simmer يشير إلى أن الدول العربية ستواجه في عام 2025 تحديات متعلقة بالبطالة والمشاركة السياسية، فضلاً عن تمدد تهديد الإرهاب. وإن البطالة التى يعاني منها غالبية الشباب، والتي كانت محركاً أساسياً للتوترات الأخيرة بالعالم العربى، سترتفع بشكل أكبر عام 2025، إذ تقف نسبة البطالة حالياً عند 30٪ نتيجة عدم قدرة أسواق العمل على استيعاب العمالة خصوصاً الحاصلين على مؤهلات عليا. وعلى صعيد إيجابي، سيسهم خطر الإرهاب في توحيد الدول العربية لمواجهته وبخاصة السعودية ومصر. السيناريو الثانى: الانهيار العربى The Arab Implosion حيث يفترض تراجع العالم العربي بسبب ظهور تنظيم داعش عام 2014، والذي أدخل الإقليم في اضطراب كبير جعل الدول العربية تُرسِّخ كل إمكانياتها لمحاربته، وإهمال تحقيق إصلاحات اقتصادية من شأنها خلق فرص عمل جديدة وتحقيق تنمية، حيث سيؤدي تأجيل الإصلاح إلى تآكل نمو الاقتصادات العربية وشل حركتها لأسباب منها الغلاء وعدم الاستقرار، ورفع الدعم، وسترتفع البطالة بشكل كارثي وستتحول ليبيا إلى منطقة كبيرة غير محكومة، حيث ستعمل فيها الشبكات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية بحرية تامة، مما سيؤثر سلباً على جيرانها. كما ستبدأ تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية في إنشاء هياكل للبنية التحتية الخاصة بها، فيما ستركز جماعات أخرى على عمليات الخطف ومبيعات الأسلحة. وبالنسبة للجزائر، فإن اقتصادها لن يصبح قادراً على مواجهة التحديات المتزايدة، فضلاً عن عدم توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. كما أن الصراع فى سوريا ربما تمتد آثاره لـ 15 سنة قادمة. السيناريو الثالث: يفترض أن الطفرة العربيةThe Arab Leap ستصاحب تعافى اقتصاد الإتحاد الأوربى وستصبح نقطة تحول رئيسي في هذا الأمر، حيث إن تطبيق اتفاقية التجارة العربية الحرة مقروناً بتخفيض 5٪ في وسائل المواصلات، إلى جانب إحلال 20٪ من العمالة العربية في دول الخليج بدلاً من الأجنبية، سوف يساهم في إحداث تحول هام في الاقتصادات العربية. وطبقاً لهذا السيناريو، فسوف تنخفض البطالة في مصر بين العمالة الماهرة بنسبة 8٪، وفي المغرب بنسبة 7.2٪، وفي تونس بنسبة 6.9٪. كما سترتفع معدلات الناتج المحلي الإجمالي في جميع الدول العربية، ولاسيما في مصر إلى 6.2٪، وتونس بنسبة 4.2٪. وبالإضافة إلى هذا التكامل والنمو الاقتصادي، فإن قيام الدول العربية – وبالتحديد مصر – بعمل إصلاحات هامة في مجال التعليم سوف يؤدى لانخفاض مستدام في معدلات البطالة وبحلول عام 2025 سيصل الإقليم إلى طفرة غير مسبوقة، سواء من حيث مواجهة البطالة أو مكافحة الإرهاب. كما ستقدم بعض الدول عدداً من المبادرات لحل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها دول المنطقة، وستساهم تلك التنمية الاقتصادية في تقليل أعداد المنتمين للتنظيمات الإرهابية، ومحاصرة الإرهاب بشكل يحول المشكلة من تهديد استراتيجي لأمن الدول إلى مجرد مشكلة “مزعجة”، وذلك بالتزامن مع السياسات العربية المشتركة في مكافحة الإرهاب، والتي ستثبت فعاليتها في تقويض هذا الخطر، بل وستزيد من ثقة العرب في بعضهم البعض. وفي عام 2025 من المتوقع أن تؤسس الدول العربية قوات حفظ سلام خاصة بها تكون تابعة لجامعة الدول العربية. وبشكل عام، فالاضطراب السياسي داخل الإقليم سيظل حاضراً وستنخرط بعض تيارات الإسلام السياسي في العملية السياسية حتى لو تحت مُسميات جديدة، لكن بأفكار أكثر انفتاحاً فيما يتعلق بحقوق الإنسان والمساواة وغيرها. وعلى صعيد متصل، وفي عام 2025 ستكون إيران قد أنهت برنامجها النووي، وبمرور الوقت وبوساطة الأمم المتحدة ستؤدي إجراءات بناء الثقة إلى تحسين الأوضاع وتوفيقها بين إيران ودول الخليج هذه صورة للحال العربى فى السنوات القلائل القادمة ، أنا شخصياً لا أثق فى تصوراتهم لأنها فى الغالب تكون مُغرضة.