الحروب الحديثة فى ضوء التغير الكيمتريلى “المناخى” وماذا أعد العرب لها؟

بقلم/ د. عصام الشاذلى

نعانى هذه الأيام وتعانى منطقتنا العربية ومنذ سنوات من ارتفاع ملحوظ وغير مسبوق فى درجات الحرارة وفى الوقت ذاته أشارت العديد من الدراسات والصحف إلى أن درجات الحرارة خلال شهر يوليه من العام الجارى 2019 هى أعلى درجات حرارة شهدها كوكب الأرض ولقد أصبحت درجة حرارة الصيف بل فصول السنة كلها فى زيادة مستمرة. وأزعم أن ما تشهده منطقتنا من إرتفاع فى درجة الحرارة أمر ربما لا علاقة له البتة بالتغير المناخى.. الكيمتريل السبب.. وربما يوجد سبب آخر..؟!

تغير المناخ يُعرف بأنه الزيادة في إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون التى تؤدى لارتفاع درجات حرارة الأرض، إذ يتكون الغلاف الجوى من غازات تحدد سُمكه وإذا زاد أو قل، تجمدت أو احترقت. هذا ويتفق أغلب المتخصصين على أن أزمة تغير المناخ مرجعها ممارسات بشرية، من أهمها الثورة الصناعية منذ منصف القرن الثامن عشر والتوسع فى استخدام الوقود الإحفورى والحروب والقنابل النووية، وسباق التسلح، والطائرات النفاثة ، وتقلص مساحة الغابات. ومع تفاقم المشكلة وتزايد حدتها ذلك كله جعل العلماء يحذرون من احتباس حرارى يعصف بكوكب الأرض. ولذلك آثار خطيرة لذلك عُقدت ندوات ومؤتمرات وأُبرمت إتقاقيات أبرزها: بروتوكول كيتو، 1997، اتفاق باريس 2015 وخرجت منه الولايات المتحدة عام 2017، بينما تبنته الصين.

العديد من الدراسات الحديثة أظهرت أن الأرض في أزمة احترار شديدة حيث تمر حاليًا بنقطة حرجة في تطورها، ويبدو أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة ، ونأمل أن تكون « النقطة الفاصلة » فوفقًا لدراسة أخيرة نُشرت في دورية نيتشر كلايمت تيشينج، من المرجح أن ترتفع درجة حرارة الأرض نحو درجتين مئويتين حتى عام 2100م أى مع نهاية القرن الحالى القرن الحادى والعشرين، وتعد مؤشرًا مهمًا للاحترار على المستوى العالمى. ففى عام 1977 اقترح عالم اقتصاد من جامعة يال أن يكون ارتفاع درجتين مئويتين العتبة في قياس التغير المناخى العالمى. وحسب تعبير آشلى ستريكلاند من قناة سى إن إن، فإن تجاوز هذه العتبة سيغير من شكل الحياة الذي نعرفه على الأرض. « من الأمور المتوقعة حدوث أزمات جفاف حادة، وتزايد الحرائق، وتناقص المحاصيل ولاسيما الغذائية وتناقص كميات المياه العذبة، ومن المتوقع أيضًا أن ترتفع نسب الوفيات الناتجة عن ذلك. وقد يكون الواقع أسوأ من ذلك بكثير.
هذا وتُظهر دراسة جديدة أن هناك احتمالية بنسبة 90٪ أن الإرتفاع الكلى قد يصل إلى 4.9 درجة مئوية. ، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تغير المناخ سيكون مسئولاً بين عامى 2030 ، 2050 عن زيادة عدد الوفيات بمقدار 250 ألف حول العالم. ولم يكن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس مبعثاً على التفاؤل،. والأمل ضئيل في تجنب تجاوز عتبة الدرجتين مئويتين. هذا وقد نشرت ناسا فيديو جديداً يصوّر حالة التغّير المناخي خلال 136 عاماً الماضية، ويشير إلى اتجاه درجات حرارة الأرض نحو ارتفاعٍ غير مسبوق.

وفيما يتعلق بمنطقتنا العربية فإن تعرضها لارتفاع كبير فى درجة الحرارة يذكرنا بموجه مماثلة تعرضت لها كوريا الشمالية بين عامى 2002 إلى 2004، حيث قامت الولايات المتحدة برش غاز الكيمتريل بأجوائها على ارتفاعات كبيرة وكان لذلك آثار وأضرار كارثية على سكان واقتصاد كوريا قُدرت وقتها بمليارات الدولارات، حيث لم تمطر السماء ما أدى إلى هبوط حاد في محصول الأرز أدى ذلك إلى مجاعات سمع بها العالم شرقاً وغرباً، وموت 2.6 مليون طفل، 1.8 مليون شاب رغم أن كوريا الجنوبية الملاصقة جنوباً والصين شمالاً لم يتاثرا على الاطلاق.

غاز الكيمتريل عبارة عن غازات صناعية يتم إطلاقها بواسطة الطائرات النفاثة تتكون من غازات أهمها أكسيد الألمونيوم والباريوم، أول من اكتشفه كان العالم الصربى نيكولا تسلا أبو الهندسة المناخية، هذا وقد تطورت أبحاث الكيمتريل على يد واشنطن الى درجة إحداث زلازل مدمرة واستحداث ضغوط جوية عالية أو منخفضة تؤدى إلي حدوث أعاصير مدمرة. استخدمته أمريكا وحلفائها ضد مصر ومنطقتنا العربية، تم رصده لأول مرة عام 2007 بواسطة وزارة البيئة المصرية ، بينما تم الرصد عام 2008 بواسطة وزارة الصحة ولم يكن معروفاً لدى أى جهة من الجهتين، لذا تدخل جهاز المخابرات العامة المصرية، وتمكنوا من معرفة تركيبته. وفى عام 2010، تم معرفة أضراره وتأثيراته الكارثية.
الكيمتريل من أسلحة الجيل الرابع لأسلحة الدمار الشامل كتطوير للجيل الأول، البيولوجية ” الجراثيم اختراع بريطانى فى الحرب العالمية الأولى”، ثم الجيل الثانى الكيماوية “استخدمتها ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية” ثم الجيل الثالث النووية “استخدمتها أمريكا لضرب اليابان”، أسلحة الجيل الرابع تشمل أيضاً قنابل الميكرويف والكهرومغناطيسية، والتعتيم، والماصة للأكسجين وكلها استخدمت في أفغانستان والعراق 2003م.

فى7 يوليو 2007، كشف أحد العلماء المصريين المتخصصين: أن أسراب الجراد التى هاجمت مصر وشمال أفريقيا وشمال البحر الأحمر وجنوب شرق آسيا فوق السعودية والأردن أواخر عام 2004، كان السبب الرئيس فيها هو غاز الكيمتريل. كما أنه يُحمَّل ببكتيريا يستنشقها الإنسان وتسبب جميع الأمراض التي نسمع عنها الآن ونسميها أمراض العصر، وهذا ما يفسر إقدام شركات الأدوية على الاشتراك في تمويل مشروع الدرع بمليار دولار سنوياً.

فى محاضرة ألقاها الكولونيل «تامزى هاوس»، أحد جنرالات الجيش الأمريكى، ونشرت على شبكة معلومات القوات الجوية الأمريكية، وكشف فيها أن الولايات المتحدة ستكون قادرة فى 2025 على التحكم في طقس أية منطقة في العالم، عن طريق تكنولوجيا عسكرية غير نووية يتم إطلاقها من خزانات ملحقة بالطائرات النفّاثة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام تقنية الكيمتريل كجزء من أدواتها الرئيسة للحروب المستقبلية.

هل يحترق كوكب الأرض؟
الولايات المتحدة اليوم لا تكترث لعلماء ولا خبراء ولا لمصلحة هذا الكوكب، يتضح لنا أنه لا يوجد في جدول أولويات الولايات المتحدة إلا ما يزيد نفوذها المالي والسياسي على حساب بقية الكوكب، ونهب ثرواته باحتلال البلاد والهيمنة العسكرية على العالم أجمع، وتظهر لنا أنانية ، جشع أمريكا ونظامها الرأسمالي. بينما يستمر ارتفاع معدلات درجات الحرارة، إن تسارع أزمة المناخ نحو نقطة اللاعودة وجشع النظام العالمي يعملان على ترنح هذا النظام، فهل سنرى فى المستقبل القريب تغيرًا جذريًا فى بعض السياسات التى تسعى لتشكيل نظام آخر أكثر مرونة وتشاركية.

مما سبق يبدو أن التغير المناخى ما هو إلا أداة من أدوات الحرب الحديثة، والسؤال ألا يثير الارتفاع الغير معتاد فى درجات الحرارة فضول مؤسسات البحث العلمى، للوقوف على أسباب ذلك والآثار المترتبة وسبل الوقاية، إننى بصوتى الخافت أدعوا الجامعات والمؤسسات البحثية العربية على مختلف تخصصاتها للوقوف على الأسباب الحقيقية لارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل فى منطقتنا العربية خاصة وأن المنطقة أصبحت تئن وتعانى وأصبحت أجراس الخطر تُدق بلا هوادة ولكن من منا يسمع؟! وماذا صنعنا لمواجهة الآثار الكارثية للتغير المناخى أو لاستخدام الكميتريل ضدنا… نحن العرب؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.