فيروس مطربى المهرجانات .. ومحاربة الفن الهابط

د. أشرف رضوان يكتب لإبداع العرب

100 مليون مصرى ينتظرون قرار وزير الإعلام فى حال ظهور “نمبر وان” number one وهو اللقب الذى أطلقه الممثل محمد رمضان على نفسه على شاشات التليفزيون والفضائيات التى تمثل هيبة الدولة .. بالرغم أنه لم يوافق على الظهور فى التليفزيون من قبل، لأنه غير موجود على قوائم الشاشات التى تدفع بسخاء للضيوف من أجل استضافتهم. وفى الحقيقة أن القضية ليست فى رمضان الذى أصبح رمزاً للبلطجة وفساداً لمعظم الشباب بما يقدمه من إسفاف، ليس لأنه لا يمتلك أدوات التمثيل، ولكن المشكلة فيمن يستضيفه من السادة المذيعين أو الإعلاميين.

الإعلامى وائل الإبراشى تنقل فى الفترة الأخيرة عدة مرات من قناة إلى قناة حتى انتهى به الأمر فى التليفزيون المصرى الذى لم يفكر يوماً أن يقدم على شاشته برنامجا من قبل ولم يمثله فى أى وقت سابق .. ربما المسؤولين لديهم ما يبرر ظهوره على شاشات التليفزيون بما لديه من حضور إعلامي مميز. ولابد أن نعترف أن ما يجرى فى “ماسبيرو” هى حالة غليان نتيجة هذا القرار المستفز الذى أثار غضب إعلاميي ماسبيرو الذين استقبلوه بإحساس من المهانة وعدم التقدير لسنوات عمرهم التى قضوها فى خدمة الإعلام المصري. ومما زاد “الطين بلة” قرار استضافة “نمبر وان” كضيف لبرنامج وائل الإبراشى فى أولى حلقاته، وكأنه يتحدى حالة الغليان التى انتابت الناس مما يقدمه هذا الممثل من أعمال البلطجة وانتشار العنف بين الشباب، وتسبب فى النهاية بضياع مستقبل طيار من الصفوة المشهود لها بالكفاءة فى الطيران الحربى والمدنى وسحب رخصته، وهذا كفيل بتعاطف كافة الشعب المصرى مع هذا الطيار الذى حتى ولو أخطأ فمحاسبته ليس بجلوسه وسط أبناءه بالمنزل وسحب رخصته، ولكن بإعادة النظر فى هذا القرار المجحف، وبالتالى مناشدة واستجابة الشعب بمقاطعة هذا الفنان الذى حصل على نسبة كبيرة من المقاطعة عن طريق السوشيال ميديا بأنواعها. والسؤال الذى يتبادر فى الأذهان: أين قرار وزير الإعلام من هذه المساوئ التى عمت الشعب المصرى.

ومن جهة أخرى، شاهدنا رأى المطرب الاستعراضي سعد الصغير فى إحدى البرامج يوجه رسالة احترام وتقدير لقرار الفنان هانى شاكر نقيب المهن الموسيقية على قراره بمنع مطربى المهرجانات أمثال حمو بيكا وحسن شاكوش وغيرهم من الغناء بشكل نهائي وذلك بسبب ما يقدمونه من كلمات تحتوى على إيحاءات جنسية، ولم ينهى سعد حديثه إلا بعد أن توجه بسؤال للفنان هانى شاكر بأن ينقذ هؤلاء المطربين من الانسياق وراء الجريمة؟! وقال فى سؤاله ماذا يعمل هؤلاء بعد قرار التوقف عن الغناء؟ فهو بالنسبة لهم حماية من أعمال البلطجة التى كانوا يشاركون فيها ممن يطلب منهم المشاركة نظير عزومة! وهكذا كان رأى سعد الصغير، الذى كان أحد الذين كانوا يشاركون فى أعمال البلطجة أو “الخناقات” إلى أن أخذ طريق الرقص والغناء فى الملاهى الليلية والأفراح وأصبح نجم سينما. وأضاف الصغير بأن قرار منع هؤلاء المطربين سيكون له آثاره السلبية على كل من يعمل معهم من موسيقيين وغيرهم لأن دخلهم الأساسي يعتمد على تقديم هؤلاء المطربين إلى الجمهور وكأنها وسيلة إنقاذ. لابد من إصدار حكم رادع بقانون بعقوبة الحبس أو الغرامة لكل مطرب أو ممثل يتعمد استخدام الألفاظ الخادشة للحياء كوسيلة للربح السريع.. وهكذا يكون الردع والحفاظ على المكانة الفنية وحسم هذه المهزلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.