قوى مناعتك فى زمن “الكورونا”

أجرت الحوار/ حنان الجارحي

شجرة المورينجا أو moringa oleifera هى كنز ضخم لما تحويه من العناصر الغذائيه المهمة لجسم الإنسان، وتعتبر من أسرع الأشجار فى النمو، حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين فى أقل من شهرين، وأكثر من ثلاثة أمتار فى أقل من عشرة أشهر من الزراعة، ويصل ارتفاعها ما بين 9 إلى 12 متراً خلال ثلاث سنوات. فهى الشجرة الأقوى والأغنى فى العالم لما تحويه من فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية ومقويات للمناعة وبروتينات أضعاف المتواجدة فى أى نبات آخر على وجه الأرض، وهى صيدلية متكاملة تحمل فى أجزائها المختلفة الشفاء لكثير من الأمراض، كالأنيميا وأمراض القلب والمخ والأعصاب والسرطان، والكبد والطحال، والأمراض الجلدية والروماتيزم وغيرها.

فى هذا الإطار يحدثنا المهندس الزراعى حاتم الجارحى عن الخواص والفوائد الطبية والعلاجية العديدة فى الحوار التالى مع “شارع الصحافة”:

فى البداية حدثنا عن نشأة شجرة المورينجا؟

شجرة المورينجا تم نسبها بالخطأ إلى دولة الهند وباكستان كبلد منشأ بعد أن ذهبت لها فى حركة التجارة وقت الملكة حتشبسوت، ولكن قام فريق بحثى لاكتشاف الموطن الأصلى لأشجار المورينجا، حيث تبين أن منشأها الأصلى والبرى فى سيناء وتحديداً فى منطقة جبل الطور، وهذا ما أكدته مخطوطة كتاب “اللآلئ الدرية” للمؤرخ أحمد أفندى كمال عام 1306 الموجودة فى المتحف المصرى، ومخطوطات فرعونية اكتشفها وكتب عنها الدكتور زاهى حواس وتم نشرها.

وسُميت المورينجا بـ”شجرة الحياة” أو “الشجرة المعجزة” لاحتوائها على العديد من الفيتامينات لما لها من فوائد طبية وعلاجية عديدة أهمها أنها ترفع مناعة الجسم والتى نحتاج لها لمقاومة الأمراض الفيروسية كـ”الكورونا” التى تجتاح العالم حاليا وغيرها، وتعتبر مصنعا طبيعيا لمقاومة الأكسدة ومسببات السرطان.

ما هى مميزات شجرة المورينجا؟

المورينجا سماها اليابانيون “شجرة الحياة” لأنها تحمل أسرار الشفاء، وقد أنعم عليها الخالق بصفات وفوائد كثيرة لايزال العلماء منذ سبعة آلاف سنة وحتى يومنا هذا يكتشفون فيها فوائد علاجية وغذائية وتجميلية، لدرجة أن قدماء المصريين كانوا يستخدمون زيتها ضمن الزيوت المقدسة التى كانت تقدم كقرابين للآلهة وقتها، واستخدموا زيتها فى التحنيط.

ويشير الجارحى إلى أنه طبقا لأبحاث منشورة فى مجلات علمية عالمية، فإن المورينجا بها مضادات فيروسات وبكتيريا والتهابات وفطريات، وبالتالى فإنها يمكن أن تلعب دورا فى مكافحة فيروس كورونا، وغيره من الفيروسات. أما بالنسبة للأملاح المعدنية، ففيها نسبة عالية من الحديد الذى يرفع المناعة، فضلا عن الكالسيوم والماغنسيوم والبوتاسيوم المهمين للصحة، وأوميجا 3 و6 و9 المسئولين عن ضبط الجهاز الدورى من ناحية الكوليسترول وضيق الشرايين.

ما أهم الفوائد الطبية والعلاجية للمورينجا؟

أظهرت الدراسات أن كل 21 جرام من أوراق المورينجا تحتوى على الآتى من احتياج الجسم اليومى لها: 2 جرام من البروتين، و12% من فيتامين (c)، و11% من عنصر الحديد، و 19% من فيتامين  b6، و11% من فيتامين b2، و9% من فيتامين A، و8% من عنصر الماغنسيوم.

مضادة للإلتهابات

أوراق المورينجا قادرة على تثبيط الإنزيمات والبروتينات الإلتهابية فى الجسم، مما يجعلها قادرة على معالجة الالتهابات الموجودة وكذلك الوقايه منها مستقبلا، وتحتوى كذلك على العديد من المضادات الحيوية (مضادات بكتيرية، وفيروسية، وفطرية، ومضادات الالتهابات).

تحافظ على الصحة النفسية والعصبية

تحتوى أوراق المورينجا على الفيتامينات، مما يجعلها مقاومه لانتكاس الخلايا العصبية، مما يحسن من وظائف المخ، كما أنها تساعد على تحسين المرسلات العصبية للسيروتونين والدويابين وكثير من المواد الكيميائية التى يفرزها المخ، ووظيفتها تحسين الذاكرة والمزاج العام مما يقلل من حالات القلق والاكتئاب.

تخفض الكوليسترول ومستوى السكر فى الدم

أظهرت إحدى الدراسات التى أُجريت على 30 إمراه أن تناول 7 جرامات يوميا من مسحوق أوراق المورينجا لمدة ثلاثة أشهر يؤدى إلى خفض معدل السكر لديهن بمعدل 13.5%، وأفادت دراسة أخرى أُجريت على 6 من مرضى السكرى بأن إضافة 50 جرام من الأوراق إلى النظام الغذائى تؤدى إلى خفض نسبة السكر بمعدل 21%. كما أظهرت أن أوراق المورينجا تحتوى على خصائص مقاومة للكوليسترول المضاد وتعمل على تخفيضه، مما يعمل على وقاية القلب وحمايته، فهو مضاد للأكسدة.

كما تحتوى الأوراق على الفلافونيدات -بوليفينول- وحامض الإسكوريك، وهى مضادات أكسدة قوية تقوم بمحاربة الجذور الحرة داخل الخلايا مما يساعد على سلامتها وعدم إصابتها بالشيخوخه والأمراض المزمنه٠ وبرغم هذه الفوائد العظيمة، إلا أن هناك بعض المحاذير التى يجب الإشاره إليها: يجب على المرأه الحامل تجنب تناول أزهار المورينجا، حيث تشير الدراسات إلى إمكانية حدوث الإجهاض، وهناك بعض الشعوب التى تأكل جذور نبات المورينجا، ولكنه قد يتسبب فى حدوث صدمه عصبية.

هل للشجرة أجزاء مهمة للاستخدام، وفيم تُستخدم؟

كل أجزاءها مهمة ومفيدة، فأزهارها وثمارها تُستخدم فى أغراض الزينة، ولها استخدامات فى صناعة العطور ومستحضرات التجميل، وأوراقها من أفضل مصادر الحديد التى تساعد فى عملية الهضم، وزيت بذورها من أجود أنواع الزيوت التى تحتوى على مواد مضادة للميكروبات، وله قدرة مذهلة على الوقاية والشفاء لأكثر من 300 مرض من الأمراض المستعصية والمزمنة كالسرطان، وتليف الكبد، والأنيميا، وفقر الدم وغيرها.

ويختتم المهندس حاتم الجارحى حواره بأن شجرة المورينجا أو “الشجرة المعجزة” لها مميزات تجعلها مرشحة كشجرة اقتصادية تدخل فى كثير من مجالات الاستثمار فى مصر والعالم العربى.