كورونا من وجهة نظر المجتمع

 

كتب / إسماعيل بدوى

 

لا يزال انعدام الثقة بين الناس والحكومات فى معظم دول العالم يلعب دوراً في زيادة الصعوبات التي تواجه معالجة تفشي فيروس “كورونا”. فالتفاوتات الراسخة والعميقة الجذور، والافتقار إلى المساءلة والشفافية، كلها وسائل تزيد من عدم الثقة والخوف والذعر فى حالة الأزمات. فالكُل منزعج سواء حكاماً أو محكومين. فذلك الوباء المُسمى “كوفيد 19” خضع لحسابات السياسة والصراعات في المنطقة واستخدام نظرية المؤامرة التي تسببت فى إرباك خطط ممنهجة ووقف عمليات تكاد تقضي على الأخضر واليابس داخل القرية الكونية، التي ما خُلقت إلا لاستخلاف الإنسان من رب العباد فى الأرض لتعميرها وليس لتدميرها.

فالذين يديرون دفة الأمور يديرونها بعكس ما خُلقت من أجلها الطبيعة، وخُلق معها الإنسان ليعمرها، ذلك الإنسان الذى خُلقت من أجله، ولكنهم أبوا إلا أن يتقاتلوا ويعيشوا على الاختلاف والخلاف، وبعدها سيرحلون مهما طال بهم الزمن أو قصُر، وهجرت نفوسهم السكينة والسلام وحل مكانها الظلام، والخلاف في الرأي يؤذيهُم، فلا مكان لمجتمع يستكين أو يدعى الصمت أو القداسة. فما هى وجهة النظر أمام ذلك الوباء الذى يحيط بالعالم، بالرغم من أنه “فيروس لا يُرى بالعين المجردة”، لكنه أظهر ضعف قوة العالم أجمع أمام غزوه، وأوقف كل من كان يدعى المعرفة ببواطن الأمور، وأخذ يصول ويجول بأنه يعرف دبة النملة، وبأنه إذا دخل فأراً وخرج من هذه الدول فسينكشف أمره. فمن سمح لـ”كورونا” بالدخول؟

ولنعرض رأي بعض الطبقات من المجتمع في هذا الشأن:

الطبقة الأولى: الطبقة الغنية أو الرأسمالية، تسميه وباء مُرعب ومميت ومُخيف، يخافون منه ويتخذون كل التدابير الاحترازية للوقاية من ذلك الشبح المخيف الذى جاء ليقضى على أحلامهم ومكتسباتهم.

الطبقة الثانية: طبقة الحكام والساسة، الذين ينظرون بعين احترازية ويُسخرون كل الإمكانات لمعرفة الخروج من دائرة الخطر، والوسائل التي تحمي العالم من تلك الكوارث والأزمات البيئية. فبالعلم والثقافة تحيا الشعوب، وليس باستحداث الآلات الحربية المدمرة.

الطبقة الثالثة: الطبقة المتوسطة، وينظرون عما ستسفر عنه الأيام معتمدين على جهد الطبقة الثانية، أو الطبقة المتواكلة التي قد تؤدى إلى غياهب الظلمات. وفى النهاية وعلى طريقة “داونى بالتي كانت هي الداءُ”. فالدعاء لرب العباد بأن يكشف عنا الغمة ويُلهم ذوى العقول الرشيدة الصواب.

الطبقة الرابعة: طبقة العلماء والمخترعين، الذين بُح صوتهم بأن لا مكان على هذا الكوكب إلا بتطوير العلم وتسخير الإمكانات لصالح الإنسانية، ولكن الحقيقة ضاعت أمام تسليح خاطىء لآلات عسكرية سخرها الإنسان للحروب والقتل حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا، وأن الله سبحانه وتعالى يضع نظاماً لتسيير الأرض ومن عليها.

الطبقة الخامسة: طبقة المهمشين فى كل شىء، فى التعليم .. والصحة .. والمسكن .. والمشرب ..إلخ، فلا تريد الطبقات الأخرى أن تنظر لهؤلاء بعين الرحمة، وتركوهم عرضة للأمراض وخلافه. وبعدها تريد ان تسألهم الآن عن رأيهُم .. أين أنتم من صحتنا؟ أين أنتم من مسكننا ومأكلنا ومشربنا؟ بل من إنسانيتنا؟ ..

الطبقة الأخيرة: هى الفئة الضالة والمضللة التى اتخذت من الدين ستاراً ومعرفة ببواطن الأمور، وتصرخ عبر منابرها فى أناس أرادت لهم السمع والطاعة دون التفكير فى أمور دينهم وتُعايرهُم وهى فرحة مستبشرة بقرب النهاية لعباد لم تستمع لهم وهم فقط الفرق الناجية من النار وعذابها فى الدنيا والآخرة!

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.