ماذا بعد:
افتتاح نفق الشهيد أحمد حمدى (2) ومطار رأس سدر؟!
بقلم/ د. أشرف رضوان
انتظرت الحكومة أعواما من أجل تحقيق حلم بناء مطار رأس سدر، وحفر نفق الشهيد أحمد حمدى (2)، الذى يمثل حلاً لمشكلة انتظار السيارات بالساعات فى نفق الشهيد أحمد حمدى (1) حتى الانتهاء من إجراءات التفتيش. ومن المنتظر أن تكون هناك حزمة إجراءات سوف تتخذها الحكومة مع المستثمرين فى مدينة رأس سدر لكى تتواكب مع التطوير الذى نفذته الحكومة وأنفقت عليه المليارات. فقد آن الأوان لكى تستعيض الحكومة ما أنفقته، ولكى يحدث هذا لابد من تطبيق القانون وبشدة مع كل مستثمر يماطل فى بناء وتسليم الوحدات المحجوزة من قِبل المواطنين، لأن التباطؤ والتهاون معهم قد يؤدى إلى الجمود وإهدار مبالغ طائلة على الدولة.
فلا تزال سياسة دولة داخل الدولة موجودة فى رأس سدر، ولا تستطيع أية جهة اختراق هذه المنظومة المغلقة بإحكام وبمساعدة بعض الشخصيات المسؤولة، ولا يدفع ثمن هذا العبث سوى آلاف الأسر من ضحايا العديد من شركات النصب فى هذه المدينة.
أتحدث عن مافيا تلعب باحترافية مطلقة، وتستخدم أسلوب المماطلة مع الملاك حتى لا يكون أمامهم سوى إرجاع الشاليه واسترداد المبلغ المدفوع على أقساط بشيكات غالبا بدون رصيد، أو مطالبة الملاك بدفع زيادات تصل إلى ضعف ثمن الشاليه بدون أي مقدمات تُذكر، أو اللجوء إلى القضاء، وهى الجهة الوحيدة التى تنصف الملاك المظلومين. ونتوقف مرة أخرى عند تنفيذ الأحكام التى نعانى من إجراءاتها البطيئة، والنتيجة فإن المالك لا يجد مفرا سوى الخضوع لإحدى هذه الفخاخ التى نُصبت له ولغيره، مادامت الحكومة لم تتخذ قرارات حاسمة لردع هؤلاء المستثمرين. والسؤال الآن: بعد إنفاق المليارات على مطار رأس سدر ونفق الشهيد أحمد حمدى (2)، هل ستظل الحكومة بنفس النمط فى تعاملها مع هؤلاء المستثمرين؟ خاصة وأنه يتردد الآن أن هناك قرارات حاسمة مع كل من تقاعس منهم ولم يبنى بالقرى إلا القليل حتى لا يتم سحب الأرض منه. فقد تمهله الحكومة فرصة لاستكمال البناء فى فترة محددة، وإذا لم يتم البناء فى هذه الفترة سوف تحاسبه على متر الأرض بسعر اليوم، وسيدفع فروقا كبيرة، خاصة وأن المستثمرين حصلوا على مزايا فى أسعار الأراضى لتشجيع الاستثمار هناك، ولكن النية كانت مبيتة للنصب من قبل معظم الشركات.
لذا، لابد من مراجعة تاريخ كل شركة من أعمال سابقة قبل إعطائهم مزايا لا يستحقونها سواء من هيئة الاستثمار أو هيئة التنمية السياحية التى تنضم إلى صفوف هؤلاء المستثمرين على حساب الملاك الضحايا!!.