عفوا ياحكومة .. المواطن على وشك الانهيار !!

بقلم/ د. أشرف رضوان

انتشرت الشائعات، وكثر الحديث عن بيع بعض المواطنين المصريين وحداتهم فى حى الأسمرات للسوريين بمبلغ قد يصل إلى نصف مليون جنيه. ولو صح هذا الكلام، فمعناه أننا رجعنا لنقطة الصفر! وتضيع مجهودات الرئيس فى الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين من قاطنى العشوائيات. فقد أعلن الرئيس السيسى فى إحدى خطاباته التحدى للدول التى تعايرنا بفقرنا، وقد أقسم على ذلك بقوله: (لا والله بس أنا مش هسكت)، وبالفعل بدأ الرئيس فى بناء المشروعات الضخمة ليتحدى العالم من أجل أبناؤه الفقراء، وهو مشروع حى الأسمرات بمراحله المختلفة والذى تمنى الكثير من الطبقات المتوسطة أن يكون لهم وحدة هناك يستقرون فيها من روعة التصميم الذى بُنى به.

ولكن جاءت ردود الأفعال لبعض المواطنين الذين تسلموا وحداتهم بما لا يتوقعه أحد. فكيف بعد هذه النقلة العظيمة من ساكنى العشوائيات إلى سكن آدمى ثم يضرب بعضهم بكل هذا عرض الحائط من أجل بعض الجنيهات ليعود مرة أخرى إلى الشارع. فى الحقيقة لابد أن نعترف بالمجهودات التى يبذلها الرئيس فى شتى المجالات فى سبيل أن يصل بمصر إلى الصفوف الأولى على مستوى العالم. وقد ظهرت هذه المجهودات بوضوح فى إنشاء الطرق، والبنية التحتية، والكبارى، وإشارات المرور الرقمية، ومنظومة الخبز التى قضت على ظاهرة الطوابير، وتحديث القطارات، ومترو الأنفاق. ومن ناحية أخرى فقد لمس المواطن تحسنا ملحوظا فى المنظومة الصحية التى بدأت بمبادرة 100 مليون صحة بالكشف عن فيروس c والأمراض الأخرى مثل السكر والضغط والوزن، وبعدها حملة صحة المرأة للكشف المبكر عن سرطان الثدى، وأيضا حملة الأم والجنين للاطمئنان على صحة الأم والجنين معا والكشف عن السمعيات للأطفال من سن يوم وحتى عام. ليس هذا فحسب، وإنما تعمل وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التضامن على مشروع تكافل وكرامة المواطنين الذين ليس لهم معاش أو مرتب أو دخل ثابت لكى تضمن لهم دخل ثابت مشروط بمتابعة المواطن أو المواطنة والأبناء بزيارة الوحدة الصحية لمتابعة الحالة الصحية لهم، بالإضافة إلى ضرورة تواجد أبناءهم فى المدارس بنسبة حضور لا تقل عن 80%.

وعلى الرغم من اجتياح فيروس كورونا، إلا أن الرئيس وعد بتوفير كل الإمكانات اللازمة لعلاج المصابين بكوفيد-19، وقد ظهرت مصر بمظهر مشرف أمام العالم فى السيطرة على هذه الجائحة، فى الوقت الذى كادت أن تنهار فيه دول كبرى. بالإضافة إلى هذه المجهودات التى تُحسب للسيد الرئيس أنه اهتم بتسليح القوات المسلحة برا وجوا وبحرا إلى أن احتلت قواتنا المسلحة المركز التاسع عالميا والأولى على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا. ولكن من ناحية أخرى بالنظر إلى أداء الحكومة مع المواطن، فنجد أنه من غير المعقول أن يفيق المواطن من جائحة كورونا حتى يصطدم بغلاء الكهرباء والماء والمترو، وأخيرا خفض وزن رغيف العيش فى آن واحد دون أية توازنات والتى قد تؤدى فى النهاية إلى انهيار المواطن، خاصة وأن هذه الحكومة لا تسمع لشكوى المواطن، ناهيك عن انتشار عصابات مافيا النصب العقارى التى تساعدهم الحكومة حتى الآن بمنحهم المزيد من الأراضى التى يبيعون من خلالها الوهم للمواطنين.

والسؤال: هل نعيش اليوم حرب اقتصادية لسلب أموال الناس بالباطل، وبأى حق يقتطع مالكى القرى السياحية من أموال حاجزى وحدات وشاليهات رأس سدر، وهناك أموالا منهوبة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن، وأين التحقيقات فى هذا الأمر، فلا يجوز أن يكون المواطن هو الضحية، بل المطلوب حمايته والمحافظة على مدخراته، وهذا من واجبات الحكومة، وندعو إلى تلافى أسباب هذا الانزلاق كى نحفظ ما جناه المواطن والذى حققه بكسبه الحلال. فعلى الدولة ألا تقبل بأى تدبير أو موقف أو قرار يتناول نهب مدخرات الناس وأموالهم التى جنوها بالحلال وبعرق الجبين. فدور الدولة أن تحمى الناس وتحمى مدخراتهم وحقوقهم بكل إمكاناتها وطاقاتها، لا أن تحرمهم مما جنوه من مدخرات فى حياتهم، لأن هذا سيسبب دمار للمجتمع والأخلاق وإحلال الفوضى.

تعليق واحد على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.