هل نستوعب الدروس السابقة فى الانتخابات البرلمانية؟
الإنتخابات البرلمانية على الأبواب.. وقد بدأت بالفعل فى عدد من المحافظات، ولعل كل ناخب حالفه الحظ بالنجاح أن يسترجع ذكريات خمس سنوات مضت من عمر الشعب المصرى دون أن يقدم له البرلمان السابق ما يشعره بالإطمئنان نحو المستقبل القادم، بل على العكس، كان هناك العديد من القوانين قد تم تمريرها لا تخدم الشعب المصرى وكأن الرسالة التى قام بتوجيهها هذا البرلمان إلى الشعب أنه قد جاء ليس من أجل المواطن البسيط الذى كان يأمل في أن يجد فيه الأمل المنشود، ولكن خاب ظن الشعب فى هذا المجلس. فقد ذهب بكل ذكرياته المؤلمة التى لم تجنى سوى الألم والحسرة على ما فات. فالكثير من فئات الشعب المختلفة قاموا بتوجيه النداءات والاستغاثات لهذا المجلس من أجل حمايتهم من براثن اللصوص الذين سرقوا أحلامهم تحت رعاية بعض المسؤلين الفاسدين فى الحكومة، ولم نبالغ إذا أطلقنا عليهم خائنين للوطن، فهناك من يسرق قوت الشعب فى المصالح الحكوميةـ وهناك من يسرق أحلامهم فى مشروعات صغيرة وضعوا كل أموالهم فيها من أجل بناء مستقبل لأبنائهم، ولم تتحرك أجهزة الدولة المعنية لحمايتهم.
ولم نبعد كثيراً، إذ نخص بالذكر هؤلاء المرتزقة الذين يطلقون عليهم مستثمرى النصب العقارى الذين أصبحوا يلعبون بالورق المكشوف على مرأى ومسمع من المسؤولين، ويعلنون عن مشروعاتهم الوهمية لإيقاع المواطن فى فخ النصب من خلال أسعار مغرية وتقسيط على سنوات طويلة، ثم يعلنون إنسحابهم وعدم القدرة على إستكمال المشروع. نقول لهؤلاء هذا ليس خطأكم بقدر ما هو خطأ من يساعدكم من مسؤولى الدولة على ارتكاب هذا الإثم، ويبارك لكم فيه على حساب المواطن البسيط. ولكن الله يمهل ولا يهمل .. فسوف يأتى يوم يُحاسب فيه كل هؤلاء الظالمين الذين ظنوا أن لا حساب لهم لأنهم فوق القانون ولا تستطيع الأجهزة ملاحقتهم.
لذلك نوجه هذه الرسالة إلى مجلس النواب القادم .. تجنبوا كل السلبيات التى وقع فيها المجلس السابق ولا تستخدموا المسكنات بالوعود للشعب دون تحرك حقيقى على أرض الواقع من أجل المواطن، فلم يدخل أحد منكم المجلس الموقر من أجل مصلحة شخصية، وإنما جاء من أجل تحقيق العدالة والعدل لجموع الشعب، ولن تثبتوا ذلك بالكلام والوعود، فالفرصة لا تزال سانحة أمامكم لكى تصلحوا ما أفسده الآخرون.