بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان
مدير عام ادارة المعادى التعليمية سابقا
قال رسول الله (ﷺ): “مثلى ومثل الأنبياء قبلى كمثل رجل بني بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا تلك اللبنة، وأنا خاتم النبيين” (رواه البخاري).
حقا، لقد كان محمد بن عبد الله (ﷺ) اللبنة الأخيرة من البيت الذى بُنى بواسطة الأنبياء السابقين، وكان من أجل ذلك خاتم النبيين، مادام محمداً هو اللبنة الأخيرة من ذلك البيت، ومادام خاتم النبيين، فليكن ما أتى به من إصلاح، وما نزل عليه من تشريع هو الإصلاح الذي لا ينتظر أن يعقب بإصلاح، وهو التشريع الذى يصلح مرجعا للأجيال المقبلة، والأجيال المتعاقبة.
وها هى تلك الشريعة الشامخة تقارع العقول فى أوج قوتها، وتتحدى الأفكار فى عز نشأتها فى كل باب من أبواب الحياة، وفى كل لون من ألوان الأخلاق والعادات، وفى كل ناحية من نواحى المجتمع. فبينما تراها تنظم العلاقة بين الخالق والمخلوق، فإذا بها تشرح واجب المرء
نحو نفسه، ونحو أهله، ونحو زوجه وولده، ثم نحو المجتمع كله، لم تترك فضيلة إلا طلبتها، ولا رذيلة إلا حظرتها .
هذا هو النبى صاحب الرسالة، والذي أُرسل للناس كافة، فدعا إلى الإخاء، والسلام، وحبب إلى الناس المودة والوئام، فكان مع خصومه مثلا أعلى للإنسان الكامل .
فعلينا ونحن نحتفل بذكرى ميلاده (ﷺ) أن نستعرض حياته وسيرته، لكى نخرج منها بما ينفعنا جميعا، فكلها دروس وعظات، وياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.