بقلم/ ملك عبدالله سمرة – باحثة أثرية
لا تزال منطقه سقاره مليئه بالكنوز، وتخفي الكثير من الأسرار، فهي مركز إشعاع حضاري أُقيم فيها أول بناء حجري. فالتاريخ متمثل في “هرم زوسر” الذي يحوي الجبانه الوحيدة التي تضم منذ بداياته حتى أواخر جميع أسراته، يقع في الجهة المقابلة لـ “منف “وتعود تسميتها للإله “سوكر”، إله الجبانة في مصر القديمة. وأن الاكتشافات الحديثة ما هي إلا استكمالاً لما سبق، وبداية للإكتشافات القادمة.
فقد تم مؤخراً الإعلان عن اكتشاف جديد من قِبل بعثه الحفائر ووزارة الآثار عن وجود 59 تابوت بمنطقه الحفائر، ووجود أكثر من 100 تابوت خشبي ملون مغلق منذ 2500 سنة، يعود لبداية الأسرة “26 وحتى الأسرة 30” من العصر البطلمي. وقد ذُكر أن حالة التوابيت أفضل من التوابيت المُكتشفة من قبل، وأن النقوش والألوان لا تزال فى حالة ممتازة بمرور الزمن.
والجدير بالذكر أنه عند دراسة هذه التوابيت، سوف نكتشف طبيعة الحياة خلال ذلك العصر المتأخر وعقائد الدفن حينئذ، والكتابات الدينية، والرسوم، وفن التحنيط، حيث أن الدفن في أواخر تلك الأسرات كان في “مقابر بئرية”، اعتادوا فيها على حفر آبار للدفن يصل عمقها إلي 30 متراً، ووجدت التوابيت في 3 آبار بعمق 12 متراً بعد رفع 9 متر من الرديم. وكان هناك اختلاف ملحوظ بين أول توابيت اكتُشفت وآخر اكتشاف، وهذا يدل على اختلاف الطبقات الاجتماعية لأصحاب التواببت. كما تم اكتشاف 40 تمثال للإله “بتاح سوكر”، الإله الرئيسي للجبانة وعدد كبير من تماثيل الأوشابتي مصنوعة من الفاينس، و4 كارتوناچ مذهب، وبعض التمائم، بينهم تمثال برونز مطعم بأحجار كريمة مثل “العقيق الأحمر والتركواز واللازورد” للإله «نفر توم» طوله 35 سم، ومكتوب على قاعدته إسم صاحب التمثال وهو الكاهن “بادي آمون”، وعُثر أيضا على تمثالين من خشب السنط المحلي لقاضي من الأسرة السادسة «4300/4400» داخل مقبره” نبو مس “وكان يدعي (حتب كا)، المبجل لدي الملك، ومن المقرر نقل التوابيت والتماثيل ليتم عرضها في متحف الحضارة، والمتحف الكبير، والمتحف المصري بميدان التحرير.
وختاماً، فإن سقاره لم تبُح بواحد في المائة من أسرارها.