العدوانية عند الأطفال: أسبابها وطرق علاجها

بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان

مدير عام إدارة المعادى التعليمية سابقاً

نشهد هذه الأيام سلوكيات يرفضها مجتمعنا منها البلطجة، والعدوانية، والتحرش، والمشاجرات إلى غير ذلك من السلوكيات التى يرفضها مجتمعنا. ويمكننا القول أن الأسرة هي المسئولة الأولى، حيث لم تهتم بالطفل الذى يظهر عليه السلوك العدوانى منذ صغره فلم تشبع رغباته وتظل مكبوتة على ساحة الشعور، وتظهر على شكل العدوان وتتطور هذه المشاعر تدريجيا خلال مراحل نموه، ونظرا لعدم العلاج فى حينه، فقد يظهر هذا السلوك عندما يصبح رشيدا. ولذا يجب على الوالدين عدم التغافل عن هذا الأمر ومحاولة استشارة المختص للعلاج.

وفي المقال التالي نتناول مظاهر العدوانية لدى الطفل وأسبابه وطرق علاجه:

مظاهر السلوك العدوانى لدى الطفل :

يمكن تقسيم العدوان إلى عدة مظاهر أساسية منها:

1- العدوان الجسدي: من مظاهره استخدام القوة الجسدية بأشكالها تجاه الآخرين بهدف الأذى.

2- العدوان اللفظى: من صوره التراشق بالألفاظ البذيئة، والسب، والسخرية، وكتابة الألفاظ السيئة على الجدران مع رسومات فيها انحطاط وتدهور أخلاقى .

3- العدوان على الممتلكات: ومن صوره تحطيم وتخريب ممتلكات الغير للانتقام، وتمزيق الملابس والكتب، وكسر الأشياء الثمينة ورميها، إلى غير ذلك.

أسباب السلوك العدوانى عند الطفل:

كشفت أحدث الدراسات أن من أهم العوامل والأسباب المؤدية إلى السلوك العدوانى هي الوراثة. ومن أسبابها النواحي الاجتماعية، وتتمثل فى الآتى:

– طريقة تعامل الأسرة مع طفلها ونخص بالذكر الأسلوب المتشدد والقسوة الزائدة من الوالدين أو أحدهما مما ينتج عنه رغبة الطفل فى الانتقام.

– قد ينشأ الطفل وسط أسرة عدوانية ويكتسب منها هذا السلوك ككثرة الشجارات.

– عدم إعطاء الطفل الحرية فى التعبير عن آرائه وحاجاته المختلفة .

– تسلط الآباء والمدرسين بحرمان الأطفال من حريتهم فيؤدى إلى أن يشبوا عدوانيين .

–  الشعور بالذنب أو الضعف فى الدراسة مع وجود من يعيَرهم من الزملاء .

* الأسباب النفسية: شعور الطفل بالنقص ويحاول تغطيته عن طريق السلوك العدواني، وتتلخص العوامل النفسية فى الآتى:

– الشعور بالإحباط والتوتر والضغط المستمر وعدم الشعور بالراحة والأمان والاستقرار .

-سوء التوافق النفسى الداخلى لدى الطفل، فيلجأ إلى الانتقام أو كسر ما يقع تحت يديه بأسلوب لا شعورى فيشعره باللذة والنشوة لانتقامه ممن حوله .

طرق علاج العدوانية عند الطفل :

تلعب الأسرة دوراً كبيراً فى علاج الطفل العدوانى ويتمثل ذلك فى الآتى:

1- عرض الطفل على طبيب متخصص لعلاجه من الاضطربات _إذا وجدت _ خاصة اضطربات الغدة الدرقية .

2- عدم مقارنة الطفل بغيره وعدم معايرته بذنب أرتكبه أو خطأ وقع فيه أو تأخر دراسى.

3- إمداد الطفل بألعاب الفك والتركيب كالمكعبات والميكانو والصلصال .

4- إشعار الطفل بذاته وتقديره وإكسابه الثقة فى نفسه وإتاحة الفرصة له لإبداء الرأى.

5- العمل على إحداث تغييىر فى البيئة التى يعيش فيها عن طريق ابتعاد المثيرات الخاصة بالسلوك العدوانى لدى الطفل.

6- تنمية الأفكار الجيدة لدى الطفل بالقضاء على الأفكار الغير المرغوبة المرتبطة  بالسلوك العدوانى وذلك بتنمية قيم التسامح والعفو لديه عندما يتعرض لسلوك عدوانى من الغير، والإكثار من الحديث عن الحب والتعاون وفضل الصداقة بسرد قصص دينية عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وعن الصالحين.

7- تحبيب الطفل بمشاهدة البرامج الدينية التى تتناول القيم والأخلاق الكريمة التى يجب أن يتحلى بها مع دور الأسرة فى التوجيه والمتابعة والمراقبة .

8- توفير الجو العائلى الهادىء وعدم مقابلة غضب الطفل بالغضب والابتعاد عن  القسوة وإحلال المرونة محلها.

9- إلحاق الطفل بالنادى الرياضى لممارسة أنواع الأنشطة الرياضىية المختلفة التى تتفق مع عمره، مما تساعده على تنمية سلوكيات طيبة لديه كالتعاون، والمنافسة الشريفة، والابتعاد عن الأثرة والأنانية. كل ذلك يساعد الطفل على تنمية المهارات  الاجتماعية الطيبة، وتبعده عن السلوك العدوانى الذى يرفضه مجتمعنا والذى انتشر بين الناس، خاصة بين شبابنا بصوره المتعددة فى االمدرسة أو فى الشارع أو فى  تجمعات المناسبات لمختلفة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.