السلسلة التربوية: العصبية عند الطفل .. أسبابها وطرق علاجها

بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان

مدير عام إدارة المعادى التعليمية سابقا‏

سبق أن تناولنا من السلسلة التربوية: الطفل الثرثار، والطفل العنيد، والطفل الخجول، والطفل العدوانى، وهذه النماذج نشاهدها فى حياتنا اليومية. ونركز فى هذا المقال على نموذج آخر يتميز بالعدوانية والعنف، وهو ما نسميه “عصبية الطفل”، والذى يتطلب التدخل من جانب الأسرة لعلاجه حتى لا يتفاقم الوضع قبل فوات الأوان، فالأسرة لها دور كبير فى هذا المجال، وكذلك المدرسة فى حال ظهور هذه الحالة بها .وهذا ما سنوضحه فى هذا المقال، الذى نشير فيه إلى أعراض العصبية، وأسبابها، وطرق علاجها :

أعراض العصبية:

*يصاب الطفل بالغضب من أتفه الأمور.

* يلجأ إلى الصراخ عندما يطلب شيئا .

*يقوم بتكسير ما يتناوله ويُعنف ما حوله.

* يسعى إلى جلب المشاكل مع زملائه، وقد يلجأ إلى ضربهم وعنادهم.

* يقرض أظافره، ويمص أصابعه، وشارد الذهن دائماً.

أسباب العصبية:

العصبية عند الأطفال تنقسم إلى: نفسية، ومرضية، وتربوية .

أولاً- الأسباب النفسية :

يرى علماء علم النفس أن الأسباب النفسية تتمثل فى الآتى :

  • فقدان الطفل الدفء والحنان الأسري، والقسوة الزائدة، أو التدليل وعدم إشعاره برضا من حوله.
  • شعور الطفل بعدم قدرته على مسايرة الآخرين نتيجة ضعفه العقلى سواء فى التحصيل الدراسى أو اللعب وهذا ما يجعله فى ضيق شديد ينعكس على عصبيته .
  • فى حالة تمتع الطفل بالذكاء يشعر بأنه مختلف فى التفكير عن غيره ويشعر بالملل، وأحيانا لا يستجيب المدرس له من كثرة أسئلته، وزملاؤه يسخرون منه، ومن هنا تظهر عليه الأعراض.

ثانيا- الأسباب المرضية :

* نقص الحديد وفيتامين “د” خلال الشهور الأولى من الولادة .

*  قد تظهر على الطفل التهابات أثناء التبول، وفى اللوز، والجيوب الأنفية، واضطرابات فى الغدة الدرقية، وازدياد إفرازها عن الحد الطبيعى فى بعض الحالات، مما يزيد من عصبيته .

*  وجود صعوبة فى النطق أو عدم مقدرته على إيصال المعلومة للآخرين، مما يجعله يواجههم بالعصبية.

ثالثا- الأسباب التربوية:

تتعلق بأسرة الطفل، وهى كثيرة ومتنوعة، تتمثل فى الآتى :

1- فقدان الطفل للحنان، وأيضاً  التفرقة بين الأخوة داخل الأسرة.

2- القسوة الزائدة سواء بالضرب أو الصراخ من جانب الوالدين تجاه الطفل.

3-كثرة المشاكل والخلافات بين الوالدين والتلفظ بينهما بألفاظ غير لائقة أمام الطفل.

4-عدم إعطاء الطفل فرصة للحوار وسماع رأيه مع عدم احترام وجهة نظره .

5- عدم مراقبة الأسرة للطفل عند مشاهدته الأفلام التى بها عنف مما يجعله يقلدهم .

طرق علاج الطفل العصبى:

للأسرة دور مهم فى علاج الطفل العصبى، وهى كما يلى:

*  إذا كانت الأسباب مرضية، فلابد من عرضه على الطبيب المختص .

*  الهدوء والاستقرار فى الأسرة من أهم العوامل التى تساعد على علاج الطفل .

*  توفير الألعاب المناسبة لسنه، والتى تجعله يفكر ويزيد من مهاراته كالصلصال والمكعبات وغيرها .

*  توفير ساعات نوم هادئة للطفل لما يزيد على ثمانى ساعات يومياً .

* جعل الطفل يشعر بالحب لمن حوله، وهذا يعتمد على دور الأسرة والمدرسة .

* عند معاقبته لابد من تعريفه بالسبب، وعدم الكلام معه عند بكائه أو صراخه، فعندما نجاريه فى عصبيته تصبح عندئذ الوسيلة ليحصل على ما يريد.

* تشجيعه على الاشتراك فى الرحلات المدرسية وممارسة الأنشطة المختلفة المناسبة، فذلك يساعده على الابتعاد عن العصبية مع اختيار أفضل الأصدقائه.

*  معاملة الطفل العصبى تتطلب من الأسرة التوسط فلا إهمال، ولا قسوة ، ولا تدليل .

وهكذا، فإن للأسرة والمدرسة دوراً مهماً فى علاج الطفل العصبى فهو يمثل أمانة فى عنقهم ورعايته واجبة عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.