بقلم/ خلود النقيب
بروا أبنائكم يبروكم
من منا لم يسمع يومآ عن برالوالدين؟! ولكن كم من الأباء والأمهات سمعوا عن برالأبناء، فالجميع سبق أن سمع قول الله تعالى”واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئآ وبالوالدين إحسانآ ” وتعددت الأيات والأحاديث التى تحمل بطياتها أهمية برالوالدين، ولكن من سمع قول النبى عليه الصلاة والسلام “كفى بالمرء إثمآ أن يضيع من يعول” .
بر الأبناء غاية لابد أن تدرك، فكما تروي بأذن أبنائك بكل موقف عن ضرورة برك وتحثهم علي ذلك، بل قد تمزق ضميرهم أحيانآ لتصرف ما، عليك أيضآ أن تنهض من مكانك وتعلم أن عليك واجبات لا تقل أهمية عن حقوقك، وأن ما تقدمه من ملبس ومأكل ومشرب وعلاج لا يعنى بر إنما هى حقوق أساسية تسمى ” الرعاية ” إنما الحب والأحتواء والتفاهم وبناء شخصية سوية نفسيآ وأجتماعيآ والدعاء لهم بالخيرحتى ترتوى أذنهم وقلبهم تسمى ” التربية ” .
كم أم تظن نفسها أمآ مادامت علمت بناتها الواجبات المنزلية وعلمت أبنها كيف يأتى بالقرش الحلال ويعول ماديآ، وكم من أب ظن نفسه مسئولآ ما دام ينفق عليهم ببزخ بل الواقع أنك حصرت نفسك كونك فيزا فقط، لقيام الأم بدورها بالرعاية دون التربية، وتراجع كل منكم عن دورة الأسمى والذي سيسأل عليه بالدنيا من أولاده وبالأخرة من خالقه.
عليكم أيها الأباء أن لا تمهدوا الطريق لأولادكم بل ابنوهم ذاتيآ لكى يواجهوا الطرق مهما كانت عليها، عليكم أن لا تخلقوا جيلآ معاقآ نفسيآ يهرب منكم بالجلوس على الهاتف يومآ بأكمله، أو يرمون نفسهم بأحضان أفاعى تلتف حولهم بكل المعانى والأشكال، ,أويتزوجون زواجات غير مناسبة لأحلامهم هربآ منكم، ظنآ منهم أنهم سيجدون الدفئ الذى لا يجدونه بأحضانكم، ولكن الواقع أن الأبناء الذين لا يتشبعوا حبآ لا يرويهم أى حب بالمستقبل، بل تظل أيقونة الخوف تهددهم فى اللاوعى، لذلك عليكم أن تكونوا ماضيهم السعيد الذي لا يجبرهم يومآ أن يذهبوا فى ظلام أيامهم لطبيب نفسى، هذا أفضل ما تقدموه لهم.
احتوا أبنائكم ..أحضنوهم .. لا تحفروا بذاكرتهم مشاهد إهانة لهم تظل وصمة نفسية باقى عمرهم تحدثوا معهم ودربوهم على كيفية التعامل مع الحياة واتركوهم يعرفوها ويدركوها تحت إشرافكم قبل أن يعرفهم عليها عناصر خسة لعينة لا تعرف الضميرولا الرحمة.
اتركوهم يحبوا ويبكوا بأحضانكم، علموهم كيف يختاروا المناسب لهم، كيف يكتشفوا الخبيث من الطيب،علموهم كيف يدركوا الناس وشخصياتهم وييتعاملوا معها، كما عليكم أيضآ أن تعلموهم فن التجاهل وثقافة الفقد، فنحن نشاهد جيلآ يموت لكن يرضى بأقل مما يستحق خوفآ من فكرة الفقد .
علموهم أن الحرية مسئولية ، أن النزهه مع الأصدقاء متعة ولكنها مقيدة بأخلاقك ولا يجب التخلى عنها حتى لو من باب التجربة، لأنها ستطفئ شعلة ضميرك وتشتت بوصلتك وتعتاد على الأمر مع الوقت.
شبعوهم بأمور دينهم وعلقوا قلوبهم بالصلاة فهى عصمتهم بكل المغريات التى تقتحمهم، كما عليكم أن تتقبلوا فكرة الأختلاف بين الأجيال وأشار إلى ذلك الخيلفة عمربن الخطاب رضى الله عنه ” أحسنوا تربية أولادكم فقد خلقوا لجيل غير جيلكم ”
أخلقوا جيلآ متزن نفسيآ فأولادكم مهما نبغوا ولم يكونوا أسوياء نفسيآ لم يتذوق قلبهم الراحة ولا عقلهم النضوج الكامل، بل منهم من يبلغ الرشد وهو ما زال يشعر أنه مراهق، يرغب بتجربة كل شئ لم يدركه من قبل، رغم أنه يدرك مخاطره وضحاياه، ولكن شغفه قد يرغمه على ذلك رغمآ عنه، وستظل صفعات الزمن تتطلاطم بقلوبهم دون رحمة، لذلك فعقوق الأباء للأبناء أنتكاسة للفطرة وآلام لها صدى على كل مراحل حياتهم قد تصل لنموهم أيضآ، الأمر ليس بهينآ بل يحتاج منك أن تربي نفسك وأنت تربى أولادك لتكن على قدر من المسئولية الفعلية.
مقاله ممتازة جدا و الموضوع ممتاز للأسف في وقتنا الحالي الكثير من الآباء لا يعرفون واجباتهم و للأسف لا يعرفون شئ عن عقوق الأبناء
جميل جداااااا
كلام رائع ومقال يلامس الواقع 👍🏻♥️
كلام جميل جدا وربنا يحفظك ويدوم عليكي كلام العقل لاكن ليه ملاحظه او تعليق اوتعفبب كما تسموها في علم النفس الخوف اوالخب الزياده علي الأبناء هو الزي يعطيكي احساس بهزا الموضوع باكمله والله المستعان عما يصفون والحمد لله رب العالمين