المطلقات فى جحيم
. بقلم خلود النقيب
المطلقة ماهى إلا امرأة أحسنت القرار بحياة لم تسعد بها، تخرج منها اسوأ نسخة لشخصيتها، حياة قد تتعرض فيها للإيذاء النفسي أوالبدنى أوالفكرى.
المطلقة لم تعد امرأة لعوب ولا امرأة سهلة بالعكس هى امرأة قوية استطاعت أن تخرج من بوتقتها التى تنصهر فيها دومآ دون أن يشعر بها احدآ، ولكن للأسف بحكم العادات والتقاليد والفكر العقيم لم تجد راحتها ولا حريتها، أصبحت ترتدى قناعآ تدافع به عن نفسها لتبعد خبثاء النفوس عنها، ويظل يطاردها لقب مطلقة طوال حياتها لفظيآ وفعليأ، وذلك مع الكثير من اللوم أن كان بإمكانها أن تتحمل من أجل أولادها، وربما من أجل عدم حصولها علي هذه الوصمة “المطلقة ”
وتظل المطلقة تنحصر بدائرة الشفقة لأنها مطلقة فلا تستطيع أن تعيش بسلام وبدون ترقب لتصرفاتها العادية، ربما تصرفات قد يفعلها الجميع لكن منها لها نكهة أخري بضمائر الحمقي .
عزيزى المجتمع عليك قبل الترصد لها أن تسألوا أنفسكم بكل موضوعية ورحمة، أين أنتم من أوجعاها؟ أين أنتم من وحدتها؟! أين أنتم من خوفها وهي أصبحت أبآ وأمآ بيوم واحد؟! أين أنتم من محاولاتها لأحتواء نفسها وأولادها؟! أين أنتم من دموعها علي ما ضاع من عمرها وما هو آت دون أمل، ويا ليت الأمر يقف علي الأمل فهناك الكثير من النساء تحتاج لدعم نفسي من متخصص نفسي لكي تتخلص من أثار تجربتها المريرة، التى قد تكون بها ضحية أو مشاركة بالخسارة، ولكنها بالأخرإنسانة علينا الرحمة بها ودعمها نفسيآ وإجتماعيآ لأنها حجر أساس يستند عليه أولادها ومجتمع بأكمله .
أيتها المرآة القوية عليكى أن تستعيدى ثقتك بنفسك وتتغافلي عن الحمقى ولا تتركى أذنك لأحاديثهم العقيمة، واصلى مشوارك، أعملى وأنجحى وكونى، حينها سوف يضع الجميع لسانه بفمه، ومن يريد الحديث عنكى ينتظرك تغلقي بابك لأنه أضعف من الحديث أمامك .
فأنتى فعلتى المناسب لكى وهذا الأمر الأهم، فليس من المهم إرضاء المجتمع ما دام فى حدود المسموح والحلال، فلا أحد يمسح دمعتك ولا يشعر بوجعك، أنتى شراع سفينتك يا عزيزتى، أبحرى بها للوجهة التى ترضى قلبك وعقلك، فلا تتركى شراعك تتطلاطم به الأمواج .
ابدأى حياة جديدة إذا أتاحت لكى الظروف واغتنمى الفرصة، فنحن بمجتمع لا يرحم متزوجة ولامطلقة ولا أرملة ولا عاقر، حتى من لا تنجب ذكورأ أو إناثآ !!
فلا تشغلى البال بماضى الزمان ولا بآت العمر قبل الأوان وأغتنمى من الحاضر لذاته فليس فى طبع الليالى الأمان .