ذكريات الاستاذ محمود الكاشف في اليمن .. ( التدريس .. السلاح .. السياسه ..)

ذكرياتي في اليمن ..
( التدريس .. السلاح .. السياسه ..)
الحلقه الخامسة عشره ( 15 )

-البعض لا يتحمل الغربه ويضيق بها ذرعا ولا يتحمل الظروف الصعبه التى تواجهه فيها ولا الأوضاع الجديدة المختلفه تماما عن حياته فى بيته بين أهله وأسرته .

– قارن مثلا بين المعيشة فى بيت واسع به ماء وكهرباء وثلاجة وغساله وربما جهاز تكييف وغيره من وسائل الراحه ، وبين المعيشة فى سكن ضيق مكون من غرفة واحده ومطبخ وحمام ( بالعافيه 😊) وليس به كهرباء أو ما ء .. هذا بالإضافة إلى ما يمكن أن تتعرض له من اخطار الأمراض والعقارب والثعابين والقرود والمجانين 😅( اه والله بجد ) ( هاحكى لكم تجاريى وذكرياتى مع كل هؤلاء 😳😳)

– واحد من الزملاء عاد إلى مصر بعد أقل من شهرين ، البعض كان يبكى 🤔 ، اثنان من الزملاء منهم زميلى الاستاذ حمدى كان من بين مجموعة تقدمت لأداء فريضة الحج ( رخيصه من اليمن ) وحصلا على تأشيرة خروج لكنهما لم يتمكنا من الذهاب الى الحج لأسباب لا يتسع المجال لذكرها فما كان منهما إلا أن حجزا تذاكر سفر وعادا إلى مصر وقضيا فيها شهرا كاملا ثم عادا مرة أخرى إلى اليمن

حكى لى زميلى حمدى أنه كان يضحك وهو فى السياره فى طريقه إلى قريته بمحافظة الفيوم.( مش مصدق أنه رجع مصر تانى 😅) وحين. رأى ابنه الصغير قال له معبرا عن فرحته ودهشته فى ذات الوقت ..يا ولا انت حسام !! انت ابنى،! 😊 ..وكان الولد يعلق بعد ذلك بقوله ( بابا لما جه من اليمن ما عرفنيش 😄😄)

– فى الغربه تكثر الهواجس والأحلام الشيطانيه.. فيتخيل الشخص أن أحداث سيئه قد وقعت لأولاده أو زوجته أو أحد أقاربه كمرض أو حادث أو غير ذلك..ولا يستريح الشخص الغريب وتهدىء نفسه إلا بوصول خطاب أو شريط تسجيل ( لا يعرفه مواليد 2000 وما بعدها ) ..أما المكالمات الهاتفية فكانت قليله ومكلفه وتحتاج إلى الذهاب الى المدينه خاصة فى العامين الاوليين 2002 و 2003..( لم تكن الموبايلات منتشره مثل هذه الأيام )

وكان وصول خطاب ويسمونه فى اليمن ( مكتوب ) أو وصول شريط تسجيل هو يوم فرحه وعيد بالنسبة لى .. لم تكن الخطابات تصل مباشرة إلى القريه بل كانت تصل إلى محل مشهور بالمدينه ( تعز ) يمتلكه أحد سكان القريه ، فإذا ما مر على هذا المحل واحد من سكان القريه او ذهبت انا إلى المدينه اخذت منه الخطاب ..

– لم أكن انتظر حتى اعود إلى السكن فى القريه او الفندق بالمدينة حتى افتح الخطاب ، بل كنت افتحه واقرءه بمجرد استلامه وانا فى طريقى إلى السكن او الفندق .. وكنت اقراه مرتين وثلاثه واربع .. ثم اقراه فى اليوم الثانى والثالث وبعد عدة أيام 🤔

أما شرىط التسجيل فكان وقعه على النفس اجمل .. فأنت تسمع صوت زوجتك وأولادك واقاربك وربما بعض جيرانك المقربين .. يعبرون عن حبهم واشواقهم وامانيهم .. ويحكون أحوالهم وما يحدث معهم من أحداث فى البيت أو المدرسه او المنطقه أو القريه ، وربما اسمع منهم بعض النكات أو المواقف المضحكه .. كنت اسمعه مرات كثيره وعلى فترات عديده فيزداد الشوق والحنين ولكن يطمئن القلب .

– وفى البعد والغربه يزداد الحب والشوق والحنين وتكثر عبارات العاطفه والمحبه ( تعالى شوف دلوقتى كل يوم مشاكل وخناقات 😩🤣 ) ..
كان الاستاذ حمدى يبدأ خطاباته – كما حكى لى _ بعبارة .. زوجتى العزيزه/ … فكتبت له زوجته .. ايه زوجتى العزيزه دى ، هو انا كنت معاك فى الجيش 😅😊 ..
وكان يعول كثيرا على الاحلام ، فكان يرى احيانا أحلاما سيئه فيشعر بالقلق معتقدا أن أحلامه ( لا تقع الأرض ) فلعل هذا من الأسباب التى دفعته إلى السفر الى مصر وقضاء شهر كامل بها. .. قضيته بمفردى .

ماذا فعلت فى هذا الشهر وكيف قضيته وكيف مر علي .. وكيف يواجه الغريب الأيام فى الغربه ويتغلب عليها ؟ ..هذا ما سوف احكيه فى الحلقات القادمه ..
فانتظرونى مع حلقات أكثر متعة وتشويقا …
وشكرا لكم على آراءكم وتعليقاتكم.

اخوكم / ابو ايثار المصرى
..محمود الكاشف ♥️♥️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.