أَمِنْ سبيلٍ للعودة؟ بقلم: ملك ياسر

أَمِنْ سبيلٍ للعودة؟
بقلم: ملك ياسر
أَمِنْ سبيلٍ للعودة؟
سؤالٌ مُباغِت قَيلَ عَلى حِين غرّة، قيل فنافست طبول قلبي حيرة أفكاري؛ سؤالٌ لا أعلم له قائلاً أو مُجيب ، ومن عساه يقول؟؟؟ أهو خيالي المريض ؟أم روحي التي أهلكت آخر رمقٍ بها ؟ أحقاً يكون سائلاًغَيْري ؟وإن كان فأي عوْدَةٍ يقصد؟
أعودةً للديار؟ للوطن الذي خرجت منه فَارًّا ولاجَئًا إلي لا شيءْ، هائمًا في الحياة لا أعلم لي بيتًا أستقر به أو حضنًا آمَنُ إليه وأسكن فيه لتبرأْ روْحي مما أصابها، ديارٌ إذا ساقني لها الحنين أستوحشتها نفسي و وجدت أُنْسِي عَنْها فِي ضَياعِي.
أم تُرِاهُ يقْصِد عوْدةً للحبيب؛ ذاك الذي وجد في محبتي ما يُثْقل كاهله ويُدْمِي رَوْحَه فهجر القلب ليشقى بعده ،ولا يجد في أيٍّ ممن يمر بهم من يعيد له نبضاته أو يحي به ما مات، هجرني وانا المحتاج إليه ضعيفٌ في قربه ذليلُ العشق بَعْدَه،أأعود إليه؟ لكن كيف وأنا الذي بحثت عنه في شتى بقاع الأرض فلم أجد له أثَرًا ؛ كأنه لم يكن موجودًا في الحياة سابقًا.


عساه يقصد عودةً بالزمن ، إلي ما مضى ، إلي كل خطأ ارتكبته عامداً كُنتُ أم غير عامد لأحيله عن كونه خطأ، أن أعود عامين إلى الوراء فلا أقود بتهورى المعتاد وأدهس تلك الكلبة المسكينة علي قارعة الطريق، أكانت أُمًّا لجراء؟ ماذا تُراهم فعلا دونها؟ مؤكد أنهم لاقَوْ حتفهم؛ ذنبهم سيلازمني مدى حياتي، أم أعود ثلاثة أعوام فلا أصفع بابي في وجه ذاك المشرد التعيس الذي إلتجا إلي غير ذي قلبٍ مثلي، ما كان يجب أن أترك الجوع ينهش أحشاءه أو ادع سقيع الجو يحيله لوح ثلج بشري، لنجعلها عشرة أعوام فلا أغادر والدتي المريضة على أعتابِ دور رعاية لن تنفعها مثقال ذره،عجوزٌ خرقاء أفْنِت شبابها فى إنشاء وغدٍ حقير ،أري أن أعود إلى أكثر من ذلك، إلى لقاء والداى الأول ، أن أحيل فعْلةً شاعرية إلي أبشع ما يكون فأمنع مجيئي إلي دنيا كهذه ،أري أن تلك الفِعْلة ستكون كفيلةً بمنع سوابقها من الحدوث أو لنقل تواليها، لكن إن فعلت ذلك ألن ينتهي بي الأمر بولوج دائرةٍ من التكرار، حلقةٌ مُغلقة تبدأ وتنتهي كل مرة بعودتي وإتيان فِعلتي الأخيرة فأتلاشي وأجيء لأكبر وأعاود كا ما اقترفت؟
كُل عوداته تلك أو لنقل ما خلت أنه قصد من سؤاله ذاك أو سؤالي أو قولٍ لا أعلم له سائلاً من مجيب ستنتهي بي إلى حيث أنا الآن، لن يتغير شيء إن جئت أو عدت ، سأعاود مجلسي هذا وأسلم رأسي إلى ركبتاي وأسمعه يردد ما قال سابقاً:
أَمِنْ سِبيلٍ للعودة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.