عمرو الكاشف يكتب لوحات الفنان العالمى المستشيكل عماد نافع التشكيلية تحرك فضاءات المسرح في ” نفا ….يات “

لوحات الفنان العالمى المستشيكل عماد نافع التشكيلية تحرك فضاءات المسرح في ” نفا ….يات ”
مصر / عمرو الكاشف
معرفتي بالفنان العراقي العالمي “عماد نافع ” تعود الى عام 2019, وتحديدا من معرض الفراعن الدولي الذي اقيم في القاهرة وشارك فيه عماد نافع كضيف شرف على المهرجان , واستمر تواصلي معه , عبر النت , حتى التقيته مؤخرا في القاهرة , ضمن مشاركته في المهرجان العربي الدولي للاداب والفنون ” مطروح اسكندرية ” , وكانت فرصة رائعة لاتعرف عليه عن قرب , واتعلم منه بعض معطيات وأسس تجربته العالمية في المستشكيل ” المسرح التشكيلي ” , واعترف اني شخصيا تعلمت منه الكثير بوصفي فنانا تشكيليا يهوى المسرح , عماد نافع له فلسفة الخاصة في تحريك الساكن , وكتابة النص اللوني المتحرك , مبارك لنا بهذه الموهبة العربية من بلد الحضارات والامجاد عراق الفن والجمال.ز
العمل مع المستشكيل عماد نافع فيه متعة كبيرة , لانه يخلق ابدا فضاءات جمالية للتحليق بها ابداعيا .
يقول عنه شيخ الصحفيين العراقيين ” قحطان جاسم ” :
معرفتي ب” عماد نافع ” تعود الى بدايات التسعينات حين كتبت عنه في مجلة الف باء وكان قد قدم معرضا تشكيليا ومن يومها انا اتابع تجربته الثرة كمس تشكيل يجمع ما بين المسرح والتشكيل فهو رسام ذو رؤية عميقة في التشكيل وبذات الوقت يتمتع برؤية اخراجية وتأليفية يحسد عليها ومن هنا جاء مصطلح المس تشكيل. عماد فنان راق بسلوكه وبرؤاه التشكيلية والمسرحية وكلما قدم عملا جديدا يأخذك في اجواء المسرح والتشكيل في آن واحد. وهو يواصل اليوم مناقشة طريقته في تحدي الواقع والاجابة عن اسئلة التحديات في مسرحيته الجديدة(نفا..يات).في هذا العمل ايضا يتحدى الواقع الذي فرضته علينا شلة الفساد واللصوص ممن ازاحتهم المصادفة علينا وجعلوا من بلادنا نفايات بكل معنى الكلمة. وقال نافع كلمته المأثورة في هذه المسرحية الممتعة(يستلون خناجرهم للموت…ونستل عقولنا للحياة) وهي عبارة حكيم فهم ما يدور بعقول الفاسدين الذي لايهمهم البلد وتراثه وتاريخه بل تهمهم فلوسه حتى اذا كانت النتيجة الخراب والموت لشعبه وحضارته. وقد لخص عماد نافع رؤياه للعرض بعد مشاهدته جماهيريا اثناء العرض على مسرح الطليعة يوم الخميس الماضي بقوله ::-
مونو دراما ” نفا…..يات ” , تحمل رسائل انسانية عديدة , وفي مقدمتها التصدي لفايروس الجهل و الفكر الاسود , هذا الفايروس أخطر بكثير من الفايروسات الطبية , الطبيعية والمصنعة , بيد انه يمسخ مجتمعات بأكملها لاسيما اهم شريحة بالمجتمع , وهي شريحة الشباب , ولا يستثنى من ذلك , حتى بعض المحسوبين على معسكر الجمال والابداع , بدليل ان بطل العمل , بالرغم من حسه الفني والجمالي بوصفه عازفا لالة ” الساكسفون ” , ورساما كما عرفنا ذلك , في المشهد الاخير , وهو يقول مستنكرا اعماله البشعة : ” هذا ليس انا …بل ذاك أنا …مؤشرا على خامة الرسم ” , لكن ذلك لم يمنعه من السقوط في المستنقعات الموحلة , بسبب الفايروس الفكري الاسود
اما في الانزياح الفني والاسلوبي , فقد جاء العرض عبارة عن لوحات تشكيلية تقود العرض الى نقطة التقاء بين اللون والحركة , وبين النص المسرحي والنص اللوني , انه العناق , الذي يمنحنا متعة الفرجة , بشكلها “الايروسي” حسب / رولان بارت , سوغرافية العرض ضمت اربع لوحات كبيرة , تبدأ بالفريم , الفارغ على يمين المسرح , ومكب النفايات الذي كان عبارة عن لوحتان كبيرتان رسمت بطريقة الكولاج , واللوحة الرابعة التي خرجت خامتها من الفريم التقليدي لتمتد كثيرة وتلتف بها جثة , ويعمل من داخلها البطل ” الرسام” , ويخرج منها غراب علاء بشير , “مع خالص محبتي وتقديري للفنان والطبيب العبقري د علاء بشير الرسام واخصائي التجميل “,اما رسالة العمل فهي كما كتبت على ” فولدر ” العرض , وختمت بها المسرحية بصوت الاعلامي القدير ” حسين تركي ” : يستلون خناجرهم للموت ……ونستل عقولنا للحياة ”
نعم ما نحتاجه اليوم هو ان نستل عقولنا لنحارب الجهل المستشري في مجتمعنا , ونعيد بناء سلوكنا من جديد . لنتصدى الى بعض تبعات الثورة التقنية , التي تحاول بقوة لا فراغ عقول الشباب , وملأ ها بالغريزة والشذوذ الجنسي فقط.

مسرحية اغنت الذاكرة الجمعية بطروحات جمالية
وقال المعلم الدكتور عقيل مهدي يوسف:-
المسرحية تأتي في توقيت مناسب للعب دورا فنيا وتثقيفيا للجمهور الذي يتطلع لمشاهدة عروض جادة تغني الذاكرة الجمعية بطروحات جمالية تطور الذائقة.. نحو قيم رفيعة.. ومما يسر في هذا العرض.. انها اكدت على.. اسلوب.. المون ودراما.. وكذلك اعادة تنشيط… مسرح الطليعة.. بوصفه فضاء.. يحفز المسرحيين. والجمهور معا على مواصلة الحضور والمشاركة في مشاهدة عروض قيمة.. تحقق المتعة.. والثقافة.. والانفتاح على.. تجارب مسرحية جديدة.. تثري الفكر والوجدان.. شكرا لكل من قدم العرض المسرحي.. للمؤلف. والمخرج والممثل.. والسينوغراف والادارة المسرحية.. والشكر.. موصولا لإدارة مسرح الطليعة.. لدعم الحركة المسرحية.. وللشباب على وجه أدق.. نتمنى الانفتاح على مزيد من هذه الفعاليات والطقوس المسرحية.. المتألقة في التأليف والاخراج وتقنيات العرض واجتذاب.. الجمهور.
عمل لامس الجرح العراقي
استوقفنا رأي الفنان الدكتور جواد محسن الذي اشار الى :
ان الفنان عماد نافع يخطو الان خطوة رصينة اخرى في تأكيد مشروعه المعرفي الذي جسده في عمله المسرحي الاخير ( نفا…يات ) .
فقد ناقش فيها قدرة الجنون على محاكمة العقل الذي يقف احيانا ضدا نوعيا لخيارات الانسان، بل ويضلله في كثير من الاوقات.
ابتعد العمل عن الاستخدام المفرط للعناصر السينوغرافيا التي تعمل احيانا على تجاوز نقاط الضعف والترهل في العمل.
فعماد نافع في نفايات مقتصد جدا في الانشغال بهذه العناصر التي كان يعتقد انها ربما تزيد من ترهل العمل وتفقده توهجه.
عمل مسرحي لامس الجرح العراقي الذي يتأرجح بين اللامعقول والمعقول حينما يجنح العقل الى ضفة الجنون، مقتربا من خيار مفتوح على كل الاحتمالات .
“وقالت الناقدة والشاعرة التونسية ” منيرة الحاج يوسف :
قد تنصلح الأخلاق باللعب” نفا….يات مونودراما باذخة بمواصفات فنية تجاوزت المألوف من تأليف وإخراج الدكتور المستشكيل عماد نافع وآداء الممثل البارع مرتضى كاظم ، تعالج قضايا إنسانية متعددة تميزت بتعاشق فنون الموسيقى والإضاءة واللوحات التشكيلية التي احتلت أدوارها على الركح بنجاح باهر، هذه التجربة المستشكيلية بإمضاء فنان قبض على ألوان الإبداع بمهارة شعرا ومسرحا وتشكيلا، استوعبها الممثل الشاب ذو القدرات العالية فأداها آداء بديعا، حبذا لو يعرض العمل في مختلف البلاد العربية، فالمسرح بشكل خاص والفنون بشكل عام سبيل الإنسان لتخطي عقبات الواقع ومعالجتها بطريقة فنية ماتعة تحول القبيح إلى جميل، فما بالك لما تجتمع الفنون لتشكل عملا فنيا ذا جمالية واسعة ومتنوعة،


ما أحوج المسرح العربي لتجارب مماثلة تطهر ما دنسه الواقع بالمضامين المستشكيلية التي أبدعتم في تناولها بتعبيرات فنية راقية أمتعت الجمهور وزادت من تعلقه بالركح ..واخيرا لابد ان اشيد بتنفيذ السينوغرافيا للمبدع بشار طعمة , والموسيقى والمؤثرات الصوتية , التي كانت بحق موفقة جدا لمرتضى كريم , والادارة المسرحية لـ” احمد العراقي ” لهم مني جميعا أحر التهاني .
اما الاعلامي المصري المعروف عمرو الكاشف فكان له هذا التعليق :
قبل كل شيء انا تعلمت من المستشكيل عماد نافع الكثير بوصفي تشكيليا يهوى المسرح , بعيدا عن العمل الصحافي والاعلامي , ومونودراما ” نفا….يات ” عمل يشرف كل المهرجانات العربية والدولية , لتكامل عناصره ,” النص والاخراج والاداء , للمثل البارع ” مرتضى كاظم ” .
وقالت الفنانة القديرة زهرة الربيعي : ادهشنا عماد نافع بعمله مونودراما ” نفا ….يات ” , نصا واخراجا وادءا رائعا للمثل المسرحي الواعد مرتضى كاظم , ابهرني جدا توزيع اللوحات التشكيلية المتحركة على خشبة المسرح ,اقول متحركة , لانها كانت بمثابة بطل ثان مع الممثل , لاسيما الحوارية الجميلة والمؤثرة مع الجثة , كل العناصر على المسرح كانت ناطقة ومتألقة ومرسومة بفرشاة دقيقة لرسامها البارع عماد نافع .

تعليق واحد على

  1. ان عودة الحياة لمسرح الشباب (الطليعة سابقاً) هي بداية موفقة لعودة الجمهور العراقي المتعطش للعروض المسرحية الجادة وخصوصا في هذا المسرح المهم فنياً وجغرافياً.. كل التوفيق والنجاح لكادر العمل.
    د. صاحب جياد

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.