[١
شعر/ منصور جبر
mansourjabr@
أقبل الليل يا فتاتي فهيّا
نتلاقى هناك عند الثريا
نترك الأرض والنيام ونرقى
لنرى الكون ساحرا قرمزيا
والمجرات حولنا تتجلى
والتسابيح فوقنا تتهيا
نتغنى هنيهةً ثم نشدو
ليجيء الصباح شيئا فشيا
وإذا البدر عندنا يتناغى!
فهو قد جاء عاشقا يتزيا
علميني هناك كيف أصلي
أنا قد صرت ناسكا شافعيا
أو شجاعا وفارسا في نزالٍ
أو شكيماً وقائداً يعرُبيا
وعلامَ إذا أردتِ حديثا
تجعلين الكلام حلوا نديا
نغمة الصوت حيرتني زماناً
ففؤادي متيما وشجيا
تأسريني وتأخذيني لكونٍ
وحدنا فيهِ عمرنا سرمديا
ربما كنتُ شاعرا أصمعياً
وخطيبا مفوها ألمعيا
وإذا بي مُدَلَّهاً أتناءى
أتدانى مشتتاً سامريا
وإذا رُمتِ نظرةً في عيوني
فارحمي فيّ قلبي البشريا
وارمقيني بخُفيةٍ دون علمي
واجعليني مدللاً وصبيا
ثم هيا نسيح في الكونِ طولاً
ثم عرضاً نجول فيه سويا
[١١/٨، ١٧:٤٥] السعودية منصور منصور جبر: *عــــاصفة*
منصور جبر
@mansourjabr
تعصف بالحياة عواصف مزمجرة ، هزيمها يدمر الطموح ، ويفتك بالآمال ، والقوي هو الذي يخرج منها أشد صلابة وإصرارا
لا بد من عواصف تداهمك في حياتك ، تهز ثباتك أحياناً ، وتوقعك في أحايين أخرى ، تُعَرِّيْك ، تكشف ضعفك ، توهن شوكتك
عاصفة .. تعلمك كيف تتماسك ، كيف تشد عزيمتك ، كيف تبني أساسك بقوة ، تعلمك أن تعتمد على نفسك ، وكيف تتقوى بغيرك .. وتعلمك كيف توطن نفسك على المخاوف
تأتي العواصف أحياناً فَتَبْغَتُك بلا مقدمات ، تَشْدَهُك بوجهها المخيف ، ترعبك بليلها القاتم ، بشوكها القاسي ، بنيرانها المشتعلة ، ببركانها الذي يصهر الأخضر واليابس ، بصوتها المجلجل الذي يُرعِب كل ذرة في جسدك .. أنت فقط تحتاج إلى تريث وثبات وحُسن تصرف ، لأنها سَتَمُر ، وستعود الحياة كما كانت
لا بأس إن طارت أوتاد خيمتك ، أو تحطم مقلاع شراعك ، أو ارتج بنيانك ، فإنه درس قاسٍ لكنه جاء ليعلمك
فوق السموات رب يراك ، هو ملجؤك في خوفك ، وأمانك في فزعك ، أنت بدون عنايته لا شيء .. احتمِ به إن اشتدت حولك العواصف
وإن داهمتك عاصفة فلعله يريد لك من تلك العاصفة أن تعود قويا ، أو أن تغير مسارك ، أو تراجع اختيارك ، أو ترتب أوراقك ، أو تنكشف لك معادن أصدقائك
الحياة مليئة بالعواصف ، كن صديقا لها ، وتعلم منها جيدا