“بيروت مدينتنا المرصودة”
الكاتبة والشاعرة اللبنانية تغريد فياض
————————–
تتهادى غيمًا من وهج وحنان
تَتَشَكَّل أقواسًا من فيض الألوان
دُرَّة تاج.. تتراقص شلال جمال
على شَطِّ الأبيض مسحورًا
يداعب موجَه في ولهٍ وجنون
تلك النائمة المحسودة
غافيةً على رمل الأحلام
بيروت مدينتنا المرصودة
تحاصرها سود الغربان
وهي على رمل الفن، الوله، اللعب
غافيةً في تيه وأمان
فَتَحَتْ عينيها الحورية
فَرَكَتْ عينيها الجنيَّة
فَرَدَتْ أذرعَها في كل مكان
طاش الحسد، الحقد، الغيرة
تَشَكَّلَ في طرفةِ عين
قنبلة من موت ودخان
امتدَّت ألسنة النيران
تَحرق أطفال الحورية
تَخنق أحلام الأطفال
تمحو كل جمال رَسَمَتْه الحورية
كل بناءٍ حَفَرَتْه أناملها السحرية
شلالاً من حب وحنان
امتدَّت ألسنة النيران
تمحو آثار بني لبنان
بيروت مدينتا المرصودة
لم تنعم بأمان وسلام
منذ رآها شرار الغربان… تتهادى على شَطِّ المتوسط
تَشِعُّ جمالًا، نورًا، أحلامًا
لم تخطر قط في بال إنسان
بيروت مدينتنا المحسودة
تَتَخَطَّى كل الألم قريبًا،
ماردٌ يولد من رحم البركان….
—————————
القاهرة- 7/ اغسطس/2020
من وحي انفجار بيروت يوم 4/اغسطس/2020