جولة السيسي وماكرون في “قلب القاهرة”.. رسائل سياسية وسط الصراعات الإقليمية✍️بقلم: [ #المستشار_محمد_شعلان]
في مشهد بدا أشبه برسالة سياسية مصورة، تجول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برفقة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في شوارع القاهرة الفاطمية، وتحديداً في شارع المعز، أحد أبرز المعالم التاريخية الإسلامية في مصر. المشهد لم يكن بروتوكولياً بحتاً، بل حمل دلالات إعلامية وسياسية عميقة، جاءت في توقيت بالغ الحساسية إقليمياً ودولياً.
#القاهرة.. الهوية الحية ورسالة التوازن
👈من الناحية الإعلامية، فإن اصطحاب رئيس غربي إلى واحد من أقدم شوارع القاهرة، المكتظ بالحضارة الإسلامية والإنسانية، هو إعلان صريح أن مصر ليست فقط دولة محورية سياسياً، بل صاحبة تاريخ وثقافة تستحق أن تُعرض على العالم. في زمن تُختزل فيه الدول بالمصالح والتقارير الأمنية، تقدم القاهرة نفسها من جديد كـ”عاصمة للهوية”، ومركز للتوازن الروحي بين الشرق والغرب.
هذه الجولة تُعيد رسم صورة مصر في أذهان المتابعين، ليس فقط كموقع جغرافي أو ثقل عسكري، بل كمصدر للقوة الناعمة والتسامح الثقافي والديني. وفي ظل تنامي الخطابات المتطرفة في أكثر من جهة، تأتي هذه الصورة لتقول:
“الإسلام المعتدل ما زال حيًّا في قلب القاهرة”.
#تحالف_مصري_فرنسي.. شراكة ضد الفوضى
👈سياسياً، تحمل الجولة رسالة تأكيد على عمق التحالف الاستراتيجي بين القاهرة وباريس. فمن مكافحة الإرهاب إلى أمن المتوسط مروراً بليبيا وملف الهجرة، تقف مصر وفرنسا على جبهة واحدة. فرنسا، التي تبحث عن شركاء في شرق المتوسط وأفريقيا بعيداً عن واشنطن، تجد في مصر دولة مستقرة، واقعية، وتحظى بنفوذ في ملفات عديدة، أبرزها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبالمقابل، ترسل مصر عبر هذه الشراكة رسالة بأن سياساتها متوازنة ولا تتقوقع في تحالفات ضيقة، بل تنفتح على الغرب من دون التبعية، وتبني جسور المصالح مع الشركاء الأوروبيين.
#الشرق_الأوسط_يشتعل.. ومصر تثبّت مركزها
👈تأتي الجولة في توقيت حرج، حيث تستعر الحرب في غزة، وتتنامى التهديدات على جبهات لبنان وسوريا والبحر الأحمر. وفي ظل كل ذلك، تسعى مصر لتثبيت موقعها كمركز للتوازن الإقليمي.
فهي الوسيط الأهم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والحاجز الجغرافي والسياسي أمام تمدد الفوضى. وجود ماكرون في القاهرة – ليس فقط في القصر، بل وسط الناس – هو اعتراف رمزي بهذا الدور المصري، ورسالة دعم من أوروبا لدور القاهرة الإقليمي.
#رسائل_غير_مباشرة.. إلى طهران وأنقرة
👈من وجه آخر، يمكن قراءة الجولة كرسالة ضمنية لكل من إيران وتركيا، القوتين الإقليميتين المتنافستين على النفوذ في العالم العربي. فمصر تقدم نفسها كقوة عاقلة غير أيديولوجية، لا تسعى إلى تصدير مشروع ديني أو مذهبي، بل إلى تثبيت الاستقرار في محيطها.
ووسط تراجع أدوار تقليدية لبعض العواصم العربية، تعود القاهرة إلى الواجهة كشريك موثوق للغرب، وصوت مسؤول في الشرق الأوسط.
#الخليج_ومفهوم_الشراكة_المستقلة….
👈الجولة تحمل أيضاً رسالة لدول الخليج، مفادها أن مصر ليست مجرد متلقٍّ للدعم، بل دولة تقدم دوراً إقليمياً لا غنى عنه. فهي الضامن في ملفات الأمن العربي، والمدافع عن القضية الفلسطينية، وصاحبة التاريخ الطويل في إدارة التوازنات الدقيقة.
⬅️قراءة الصورة
في السياسة، الصورة ليست دائماً مجرد لحظة عابرة. أحياناً، تحمل الصورة ما لا تقوله التصريحات. جولة الرئيسين السيسي وماكرون في قلب القاهرة لم تكن نزهة عابرة، بل خريطة طريق لتحالف ناعم في شرق أوسط مشتعل. خريطة عنوانها: القاهرة لا تزال تقود… لكن بأسلوب مختلف.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم وقائدها الحكيم…
#مركز_السلام_العالمي
#المجلس_الوطني_لمكافحة_الإرهاب_والتطرف_الفساد
#زيارة_ماكرون_للقاهرة
#العلاقات_المصرية_الفرنسية