دكتور أشرف عوض يكتب الراجل

دكتور أشرف عوض يكتب الراجل

بقلم دكتور اشرف الكواكبي
الراجل مش صوت عالي… الراجل قلب واعي
في شعرة رفيعة جدًا بتفصل بين “الراجل” الحقيقي، وبين اللي بيدّعي الرجولة أو بيقلد وخلاص.
الراجل مش هو اللي بيعترض ويشخط ويزعّق، ولا اللي كلمته ما تنزلش الأرض “أبداً” كأنها فرمان سلطاني.
الراجل الحقيقي هو اللي فاهم إن قوته مش في السيطرة، لكن في الاحتواء… مش في فرض الرأي، لكن في الإقناع بحب.

الراجل اللي بجد… هو اللي يعرف يقدّر الست اللي معاه.
يعرف يخليها تعمل اللي هو عايزه من غير ما تحس لحظة إنها مجبرة أو مغلوبة على أمرها.
هو اللي لما بيحس إنه ضعيف، مش بيكسف منها، بالعكس، بيجري يحضنها… لأنها مش نقطة ضعفه، دي مصدر قوته وشحنه.

الراجل مش اللي كل كلمة عنده “كنتي فين؟ وروحتي مع مين؟ وليه مردتيش؟”
الست مش هتتهرب ولا تتضايق، لو فعلاً حست إنه بيسأل خوفًا واهتمام، مش تحكم وامتلاك.
الراجل اللي بيفهم، بيتناقش… مش بيقفش.

الراجل الحقيقي هو اللي مقدر نعمة ربنا عليه إنه خلق له “من نفسه” واحدة، يسكن إليها… مش مجرد آلة تفريخ يحبها وقت الخلفة وينساها وقت الحياة.

وزي ما قال الأستاذ أحمد ماهر زمان:
“الراجل مش بس بكلمته… الراجل برعايته لبيته وأسرته.”

فـ الرجولة مش بالصوت العالي… الرجولة إنك تبقى ضهر، حضن، أمان… وسكن.
[١٦‏/٤، ١٧:٥٤] دكتور اشرف عوض اشرف: زيرو… مأساة وطن
بقلم الدكتور الكواكبي
تتلخص المأساة التي نعيشها الآن في جملة بسيطة: “عقد زيزو اللي ما حصلش”. 125 مليون جنيه في السنة، أي ما يعادل تقريباً مليون جنيه كل ثلاثة أيام، والسبب؟ الإعلانات. في المقابل، هناك طبيب أو مهندس أو فلاح لا يتجاوز دخله اليومي 300 جنيه، وربما أقل. المفارقة ليست فقط موجعة، بل مُهينة للعقل والمنطق
في بلدنا، الهرم مش مقلوب… الهرم مكفي على آخره. البلد دي فيها الكفاءات، وفيها الطاقات، بس مكبوتة، مكسورة، ومهمّشة. أما الساحة، فمفتوحة على آخرها للتفاهة، وللطبلة اللي شغالة 24 ساعة في مدح “زيزو” وأمثاله. لا مانع أن ينجح لاعب أو فنان أو مؤثر، لكن متى صار هذا النجاح على حساب دم الناس؟
نقص في الدواء، ارتفاع في أسعار الغاز والكهرباء، أنبوبة البوتاجاز بقت حلم. في الوقت اللي في ناس بتتصارع على الفكة، ناس تانية بتحوش من المليارات. في ناس حرفياً عايشة من الزبالة، وخليني أقولها بصراحة: كانوا ناس عادية. لكن الحوجة وحشة، والجوع كافر.
في حارتنا، الصمت هو الطبع. محدش بيحكي، واللي بيحكي بيحكي لبرا، لأنه عارف إن جوّا مفيش حد هيسمع. بس أوعى تفتكر إن الناس نايمة. الناس واعية، بس موجوعة.
يقولون لنا إننا في حرب، وإن علينا نحافظ على البلد. نعم، نحافظ عليها، لكن من مين؟ من الجوع ولا من السفه؟ من الهجرة ولا من الإهمال؟ من “اللي راجعين” ياخدوا من خيرها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.