مصر.. تظلين رغم جراحي سلواي ونجواي .٠٠قيثارتي نايي وعود.ي
كتب:إبراهيم هلال
مصر وطني وملاذي هي تشتد بي الكروب وحين لا أجد لجراحي وآلامي وأوجاعي ملاذا وموئلا تبقين أنتي ملاذي وموئلي رغم كل الجراحات والأوجاع والأنين والآهات ،مع إشراقة شمس كل صباح باتت تحمل لنا ما لم يدر يوماً بخلدنا وما لم تستطع عقولنا أن تستوعبه، فإن ما يحدث عصي على العقل البشري أن يتفهمه ، إذ أصبحت الإنسانية مجرد حلم بعيد المنال تهفو إليه أرواحنا وتتطلع إليه ونتساءل .. هل أصبحت الإنسانية إزاء ما نسمع ونرى وتصم به آذاننا دربا من الخيال وسرابا في عالم بائس نالت منه الأقدار ؟
أعرفك يا مصر وأعشق ثراكي مذ كنت طفلا صغيرا يمتلئ الكون بضحكاته كنت أصحو على قبلات أم لطفلها وأسمع دعوات أمي في صلواتها حين يؤذن لصلاة الفجر وهكذا سارت بنا دروب الحياة فوق أرضك وتحت سمائك يا مصرنا المحروسة ولله درك
كان يحمل لنا الصباح إشراقة أمل لا تنقطع ورياحين الغد المشرق المعطرة بإطلالته
هكذا عشنا فوق ثراكي ولازلنا يومنا، لكننا اليوم نتساءل .. هل مازلتي يا مصر كما عهدناكي وكما كنتي حيث ننهل من خيرك الوفير وعطائك الغزير
هل ناسك اليوم هم ناسك بالأمس وأبناؤك ؟!
لقد خرجوا وشذوا عن دربك الرؤوف الرحيم ، وها أنا ذا أصبحت أستيقظ على دموع الثكالى وأسمع أنينهم وصرخات المظلومين المقهورين ، بت الآن أستقبل صباحي بفاجعة يشيب لها الولدان فها هي أم تقدم على قتل أطفالها ! بدعوى عدم تمكنها من الإنفاق عليهم وهم فلذات كبدها وأخرى تفعل نفس الجرم مع طفليها؛ إنتقاما من زوجها!
هناك أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات ماذا صرنا وكيف بلغ بنا الأمر إلى هذا الدرب المخيف المفجع ودعونا ننتقل إلى مشهد آخر أكثر ألما، فبالأمس القريب وكأن مسرح المعاناة لم يسدل ستاره بعد بل تتوالى فصوله المؤججة للمشاعر حيث الحدث الجلل الذي لا يزال يلقي بتداعياته القاتمة؛إذ زفت إلينا الأنباء عن استشهاد تسع عشرة عروسا في حادث سير ! وكلنا نحتسي كأس المرارة والمعاناة وكأن كل واحدة منهن ا بنة لنا أو أختا نعيش فصولا من الأحزان لا يبدو لها نهاية
هل أنتِ مصر ؟!
ورغم كل أوجاعي وآلامي ما زلتِ يا مصر في قلبي ووجداني وفي دمي
عودي يامصر كما كنتي فإنك إن تعودي يخضر بعد الموت عودي