سارة طالب السھیل تكتب : الصدق سبیل وحید لنجاة البشریة من الھلاك

تحن فطرتنا الإنسانیة للعیش زمن الأجداد، وترى فیھ جمالا كن نظنھ استجابة لحاجتنا إلى التواصل مع جذورنا، ولكننا بعدما عشنا وقائع حیاتنا المعاصرة وما تموج بھ من علوم تقنیة فائقة وسیاسات دولیة تقھر الشعوب، وتسلب أقواتھا وتدمر دولھا، وتعدم استقرارھا وتقضي على ثوابتھا الأخلاقیة والدینیة، وتوظف علومھا الحدیثة من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بكل أقسامھ في نشر الكذب والخدیعة والأوھام، أدركنا سر انجذابنا لزمن الأجداد حیث راحة البال والأمن والطمأنینة بفعل صدقھم وأمانتھم. عالمنا المعاصر بات یعایش الأكاذیب كما یأكل ویشرب ویتنفس، والغریب أنھ یصدقھا من كثرة إلحاح المیدیا علیھ كالسحر، فصار الكذب ھو الصدق!، والنتیجة كما انتشار القلق والخوف والأمراض النفسیة والعضویة وفقدان الثقة بین الناس، لأن الإنسان خالف فطرتھ السویة التي تستوجب قیمة الصدق في نفسھ، وفي التعامل مع الآخرین.

قد یبرر البعض اللجوء إلى الكذب رغم أنھ محرم أخلاقیا، وفي كل الأدیان السماویة والثقافات والحضارات عبر تضلیل الناس بمعلومات مغلوطة بكل صوره في البناء والتعلیم والصحة والتجارة والسیاسیة، بأن لھ الغلبة الظاھرة، وأنھ لا یمكن تحقیق المصالح بدون الالتفاف على الحق والصدق، فصار الزیف الذي ھو عملة العصر طریق أقصر لجلب المنافع، وھذا التبریر قادنا إلى نقص الخیرات في الأرض وانتشار الأوبئة والأمراض وھلاك الطبیعة، فأي منافع نحققھا بالكذب والغش؟!!!

الواقع أثبت أن الكذب أدى إلى خسارة الثقة والصداقة، والشك والحزن، وجعلنا نعیش في عالم من الوھم والخیال، وأبعدنا عن الواقع والحقیقة، وأضعف شخصیتنا وثقتنا بأنفسنا، لأن الكذب یقترن بارتكاب الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة، كما یقترن ببعض المھن مثل الدبلوماسیة أو الحرب النفسیة الإعلامیة.

والكذب ھو من خصال المنافق، كما وصفھ النبي محمد صلى الله علیھ، وسلم “أربع من كن فیھ كان منافقًا خال ًصا، ومن كانت فیھ خلة منھم كانت فیھ خلة من النفاق حتى یدعھا: إذا حدث كذب، وإذا عاھد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر. ویقول رسول الله صلى الله علیھ وسلم: “علیكم بال  ِّصدق، فإ  َّن ال  ِّصدق یھدي إلى الب  ِّر. ، وإ  َّن الب  َّر یھدي إلى الجن َّة، وما یزال ال  َّرجل یصدق، ویتح  َّرى ال  ِّصدق حتى یكتب عند الله ص  ِّدیقًا. وإی َّاكم والكذب، فإ  َّن الكذب یھدي إلى الفُ ُجور، وإ  َّن الفُ ُجور یھدي إلى الن َّار، وما یزال ال  َّرجل یكذب، ویتح  َّرى الكذب حتى یُ ْكتَب عند الله ك  َّذابًا” صدق. رسول الله الكریم

ضرورة الصدق

من ھنا تصبح حاجتنا إلى استعادة الصدق في حیاتنا ضرورة كحاجتنا إلى الماء الھواء والطعام، لأن الصدق في حد ذاتھ باب تفتح بھ مغالیق أساسیة لسعادتنا وأماننا، حیث یتشعب منھ الصبر، والقناعة، والزھد، والرضا، والأنس والإخلاص والیقین، والخوف والمحبة. ولذلك یعد الصدق أحد أھم القیم الأخلاقیة التي یجب أن نتحلى بھا في حیاتنا، بوصفھ. مطابقة القول للفعل والوفاء بالعھود والوعود وما یجلبھ لنا الثقة والاحترام وإشعارنا بالسعادة والرضا وحمایتنا من المشاكل والندم، وتطویر شخصیتنا ومھاراتنا وحب الخیر للجمیع.

وفي واقعنا الیومي تموج وسائل التواصل الاجتماعي بأكاذیب سیاسیة ودینیة واجتماعیة تفرق الأمم، وتفت في عضد الدول، وتھدم الأسر وتھدم اقتصادیات الدول، وتروج لأدیان فاسدة، وقلما أن تجد كلمة حق صادقة من كثرة الأباطیل الكاذبة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والنتیجة أن المجتمع الإنساني فقد بوصلة الأمان الاجتماعي والنفسي والسكینة الطمأنینة، وصار تائھا في بحار من الضمات.

ویظل الصدق ھو سفینة النجاة التي تنجي البشریة من الغرق الذي نعیشھ في عالمنا المعاصر – خاصة وأن الصدق من صفات الله-عزوجل-كماقالفيمحكمكتابھقال-سبحانھ-وتعالى:قُْل َصَد َق  َّاللهُ. َوَمْنأَ ْصَد ُق ِمَن  َّاللهِقِیًلا. َوَمْنأَ ْصَد ُق ِمَن  َّاللهِ َحِدیثًا. والصدقمنصفاتالأنبیاءوالرسلكمافيالقرآنالكریم:َواْذُكْرفِياْلِكتَاِبإِْبَراِھیَمإِن َّھَُكاَنِص ِّدیقًانَبِیًّا»مریم41«.

َََََْ ُُْْ َََّْْ ًًََُُّْْ َََََْْْْ فل  َّما اعتزلھُ ْم َو َما یَعبُدو َن ِمن دو ِن اللهِ، َوھَبنا لھُ إِس َحا َق َویَعقو َب َوكلا َج َعلنا نبِیّا * َو َوھَبنا لھُ ْم ِمن َرح َمتِنا، َو َج َعلنا لھُ ْم لِ َسا َن

ِص ْد ٍق َعلِیًّا »مریم 49، 50«. َواْذُكْرفِياْلِكتَاِبإِْسَماِعیَلإِن َّھَُكاَن َصاِدَقاْلَوْعِد،َوَكاَنَرُسوًلانَبِیًّا»مریم54«. إدریس:َواْذُكْرفِياْلِكتَاِبإِْدِریَسإِن َّھَُكاَنِص ِّدیقًانَبِیًّا،َوَرفَْعنَاهَُمَكانًاَعلِیًّا»مریم56«. یُو ُس ُف أَی ُّھَا ال  ِّص  ِّدی ُق أَ ْفتِنَا فِي َس ْب ِع بَقَ َرا ٍت ِس َما ٍن »یوسف 46«. أما نبینا المصطفى محمد صلى الله علیھ وسلم، فكان أصدق الناس علما وعملا قبل بعثتھ بالرسالة ملقبا بال ّصادق الأمین، وبعد تحققھ بالوحي السماوي أطلق علیھ أصحابھ »ال ّصادق المصدوق«،. أما رب العزة، فقد نزه المصطفى عن الغوایة، وھوى النفس كما في قولھ تعالى: َما َض  َّل َصا ِحبُ ُك ْم، َو َما َغ َوى * َو َما یَ ْن ِط ُق َع ِن اْلھََوى*إِْنھَُوإِ َّلاَوْحٌيیُوَحى»النجم2-4«.  َّ ْ ُ ْ  َُّ والصدق من صفات المتقین كما أخبر الله في كتابھ: َوال ِذي جا َء بِال  ِّصد ِق، َو َص  َّد َق بِ ِھ أولئِ َك ھُ ُم ال ُمتقو َن »الزمر 33«.

تعدد مجالات الصدق؛

بدءا بالصدق مع الخالق جل جلالھ مصداقا لقولھ تعالى: َوال َِّذیَنآَمنُوابِا َّöَِوُرُسلِِھأُولَئَِكھُُمال ِّص ِّدیقُوَن. والصدق في النیات بحیث ینطبق ظاھر الإنسان مع باطنھ وصدق في النیة بالعمل. والصدق في الأقوال، فلا ینطق لسانھ إلا بصدق وقول الحق الصدق في القول یستوجب على الإنسان أن یحفظ لسانھ فلا یتكلم إلابصدق،ولاینطقإلابحق،ولذلكقالالحكماء،أحسنالكلامماصدقفیھقائلھُ،وانتفعبِھسامعھُ،وإّنالموتمعال ّصدق خی ٌر من المو ِت مع الكذب. إن البشریة كلھا باتت في أشد الحاجة إلى استعادة توازنھا النفسي والشعور بالأمان الداخلي والطمأنینة، وھذا ألا یتحقق بمعزل ھجر الكذب والعودة إلى الصدق، فعلى كل تاجر أن یتحرى الصدق في ترویج سلعتھ، ویتوقف فورا عن الحلف كذبا، وعلى أصحاب الحرف والمھن أن یتحروا الصدق في المواد التي یستخدمونھا، وفي مواد الصناعة والبناء، وعلى الموظفین تحري الصدق في مواعید عملھم وقضاء مصالح الناس وفق معطیات وظائفھم، وعلى الساسة وأصحاب المناصب العلیا أن یتحروا الصدق فیما یعلنونھ وما یتخذونھ من قرارات في صمیم حیاة الناس الیومیة. أما أصحاب العلم والفكر والإعلام ورجال الدین وغیرھم من الفئات التي تشكل وعي الناس فھم الأجدر على تبني الصدق قولا وفعلا؛ لأنھم ھم الذین یشكلون ذائقة الصدق والإخلاص فیما یقدمونھ للناس، فیجب ألا یقدموا لھم سوى كل ما ھو صادق ومخلص، حتى لا تسمم عقولھم وأفكارھم وجوارحھم بالزیف والغش.

وللإعلام الصادق دور رئیسي في كشف الزیف ونشر الوعي بالصدق ومحاربة الزور والبھتان واختلاق الأزمات بین الفرق الدینیة، وإلصاق التھم جزافا بالشرفاء تشویھا لسمعتھم. وھنا أیضا یبرز دور المجتمع نفسھ أن یحارب الكذب بعدم تصدیق الإشاعات التي تھدم الأوطان، وتدمر الكیانات الأسریة والاجتماعیة، فتمحیص وتدقیق الأنباء عملاً عقلیاً ومنطقیاً قبل أن نشرع بإصدار أحكامنا على الآخرین، أو نصدق عنھم إشاعات مغرضة قیلت بحقھم زوراً وبھتانا، مصداقا لقولھ تعالى: )یَاأَی ُّھَاال َِّذیَنآَمنُواإِْنَجاَءُكْمفَاِسٌقبنبأفَتَبَی َّنُواأَْنتُِصیبُواقَْوًمابَِجھَالٍَة،فَتُْصبُِحواَعلَىَمافََعْلتُْمنادمین.

الصدق وبناء الشخصیة. ولذلك یعد الصدق مفتاحاً رئیسیا في بناء شخصیة الإنسان وتطویر حیاتھ، حیث یقوده الصدق إلى تنفیذ الوعود والالتزامات الواجبة علیھ في تعلیمھ المستمر لتطویر عقلھ والتزود بالمھارات، وفي الوفاء بحقوق الأھل والجیرة وزملاء العمل وأداء حقوق العمل على الوجھ الأكمل، مما یشعر الآخرین بالثقة والأمان في التعامل معھ دونما غدر أو خذلان. كما أن الصدق یدفع صاحبھ إلى الاعتراف بالخطأ بعیدا عن الكبر والمعاندة وما یستتبعھ ذلك من تصحیح ھذه الأخطاء، فیظھر للآخرین مدى نزاھة ھذا الشخص الصادق؛ مما یخلق في نفوسھم الثقة بھ، وتتكامل عناصر الثقة النابعة من الصدق الداخلي للإنسان بسعیھ إلى مساعدة الآخرین في العمل والمنزل، مما یجعلھ مدعاة للاحترام والتقدیر. تنعكس أخلاق الصدق في النفس الإنسانیة، فتجعل صاحبھ أكثر صراحة ووضوحا، ولا یدعي لنفسھ ما لیس لھ من المعارف، ویعرف قدر نفسھ من المعرفة دون نقص أو مزایدة، فإذا سئل عن شيء یعرفھ في العمل، فیقر بمعرفتھ إن كان لا یعرفھ یقر بعدم معرفتھ احتراما لنفسھ وللآخرین، بل وقد یسعى لمعرفة ما ینقصھ من مھارات ضروریة في العمل إذا تطلب الأمر ذلك مما یجعلھ محلا لثقة الناس ومحبتھم.

یا أیھا الناس بكل بساطة كونوا صادقین وربوا أولادكم من الصغر على الوضوح فالوضوح ثقة بالنفس واعتزاز. وتحروا الصدق، ولا ترضون إلا بالحقیقة اخلعوا عنكم ھذه الوجوه لسنا في حفل تنكري أزیحوا الأقنعة وانظروا لأعین بعضكم البعض ابحثوا عن الصدق فالصدق نجاة

 

 

الأدبية سارة طالب السهيل تكتب عن احتفال إصدار كتاب اتحاد الأردن السنوى

 مساء الثقافة وأنوار الابداع ، مساء الفكر والتلاقح الادبي والعلمي والانساني والوحدة الوطنية والانتماء والفخر بالوطن ، وكل القيم التي تنهض بوطننا الاردن .فإعلاء  قيم المواطن والمواطنة والوطن من أهم الادوار التي تقوم بها وزارة الثقافة بقيادة الدكتور هيفاء النجار، والذي يقوم به اتحاد كتاب الاردن حامل مشاعل الفكر والابداع بقيادة الشاعر عليان العدوان وأعضائه الموقرين .
ونحن نحتفل بصدور كتاب الاتحاد السنوي ، أود أولا ان نشكر وزيرة الثقافة د. هيفاء النجار على رعايتها لهذا الحفل ، والذي يؤكد  دعمها للاتحاد  ومؤازرة جهوده وأنشطته في نشر الثقافة بالمجتمع الأردني ورعاية المواهب ، وغرس قيم الانتماء للوطن وقيادته وتوحيد صفوفه في مواجهة كل التحديات الاقليمية والعالمية التي تحيط بنا وبعالمنا العربي .
والحيوية والانطلاق والنشاط  والعمل الدؤوب  لخدمة الوطن  نموذج غرسته الدكتورة هيفاء النجار في ربوع وزارة الثقافة التي تعمل كخلية نحل في  النهوض بالمجتمع الأردني . وكما يقال في الاثر الرجل المناسب في المكان المناسب ، فان د. هيفاء قد اختارها المسئولين لقيادة وزارة الثقافة بعناية فائقة لتكون في المكان المناسب استثمارا لطاقتها في العمل ، وخبراتها الواسعة في  كل حقل وميدان عملت به وأثبتت فيه جدارة وتفوق جعلها نموذجا مشرفا للمرأة العربية وامرأة سياسية وتربوية وادارية من الطراز الاول ، واستحقت عن اخلاصها وتميزها اختيارها من جانب  مجلة الأعمال الأردنية عامي 2008 و 2014 كواحدة من أقوى نساء الأردن ، واختيارها من جانب  مجلة فوربس كواحدة من بين أقوى 200 امرأة في العالم العربي عام 2014 .
ومسيرتها العملية تشع بالعمل المخلص والجاد والمشرف للرجل والمرأة الأردنية معا ، كمديرة مسئولة عن المدارس الاهلية والمطران ، كمسئولة للبحث والتطوير وكعضوة بعدد من المجلس كمجلس التربية والتعليم ، والاعيان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيرها .
هذه المسيرة المشرفة لوزيرة الثقافة استحقت عنها التقدير بجوائز وشهادات التقدير المختلفة  ، من اهمها : وسام الحسين للعطاء المتميّز (2001)
جائزة الحسن بن طلال للتّميّز الأكاديميّ (2002)
جائزة عضو مجلس  الأمناء  المؤسس  لأكاديمية  الملك مقدمة  من جلالة  الملك عبد الله  الثاني 
وأكاديمية الملك (12 تموز 2006)
جائزة المجلس الأوروبيّ للمدارس الدّوليّة الدّوليّ ECIS (2009)
درع الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط للعطاء الدّائم والخدمة المستمرّة (2011)
شهادة مع مرتبة الشّرف من الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط (1998)
 نشكر  وزيرة الثقافة الوزارة وقيادتها والعاملين فيها علي الدور الكبير الذي يقومون به في  تحصين المواطن الأردني ثقافيا ضد اي تحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اتساقا مع خطى جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني راعي المسيرة و المعلم الأول للنهوض بالمملكة في المئوية الثانية .
ونشكر الوزيرة على جهودها في تعزيز مفاهيم القيم العدالة والكفاءة وعادلة توزيع المكتسبات  ودعم  جميع المحافظات في كافة المجالات وخصوصا المجال الثقافي ، والتعدد  والتنوع في مشاريع وزارة الثقافة وبكل محافظات المملكة .
فقد نجحت وزيرة الثقافة في تحقيق التكامل بين وزارة الثقافة ومع الوزارات الأخرى مثل الإعلام والسياحة  والاقتصاد الرقمي والتربية والتعليم، وقد تمت ترجمة هذا التكامل من خلال اطلاق العديد من المنصات مثل ثقتك تحقق” بين وزارتي الثقافة والإعلام.
 اتحاد الكتاب :
أما اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين منذ تأسيسه عام 1987  وحتي وقتنا هذا وهو يقوم بأدواره في تثوير المجتمع الاردني بالثقافة الشاملة التي تحافظ علي مورثاته وتنفتح علي العالمين العربي والاسلامي ، وتتواصل مع معطيات الفكر العالمي بعقول واعية قادرة علي التلقي والنقد  .
ويواصل الاتحاد القيام بأدواره الثقافية المهمة بقيادة شاعرنا الكبير  عليان العدوان  ، في تنشيط المشهد الثقافي الأردني  داخل المملكة أو خارجها ، و إصدار المطبوعات ، مثل مجلة الكتاب الأردني ودعم الكتب التي تخصّ الأعضاء ، وتقوية الجسور الثقافية بين الاتحاد واتحادات الدول العربية .
وشاعرنا رئيس الاتحاد الذي نال رئاسة اتحاد الكتاب للمرة الخامسة  في تاريخه، مما جعله أهلا لثقة المثقفين والادباء والمفكرين  الأردنيين ، استطاع  بإيمانه بالثقافة ودورها في تماسك وحدة المجتمع ، ان  يحول الاتحاد الي شجرة مثمرة تؤتي أكلها كل حين ، وفيها من كل الثمرات المعرفية والفكرية والدينية والتراثية .
 فقد حقق رئيس الاتحاد  العديد من الانجازات المهمة مثل توقيع الاتفاقيات الاعلامية وتحويلها الى اتفاقيات دائمة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الاردني وايضا اتفاقية التعاون المشترك بين اتحاد  الكتاب من جهة والاتحادات المماثلة في الدول الأخرى والصديقة مثل اتحاد الكتاب في  الصين      الشعبية ، واتحاد كتاب أذربيجان ، ، واتحاد كوسوفو ، ومشاركة الاتحاد لأول مرة في مهرجان جرش  للثقافة والفنون منذ بداية رئاسته لاتحاد الكتاب في 2014  والمشاركة  لأول مرة في   مراقبة العملية الانتخابية النيابية كمراقبين محليين ، وتبني مبادرة طريق الحرير الثقافي .
وحفز رئيس الاتحاد طاقات الكتاب والمبدعين علي المنافسة واطلاق العنان لمواهبهم من خلال تنظيم العديد من المسابقات والجوائز المختلفة في المناسبات الوطنية والقومية ، مثل :
تنظيم  مسابقة جائزة مئوية الثورة العربية الكبرى بالتعاون مع شركة فوج التميز للمناداة بتوحيد  الامة العربية تحت لواء الراية العربية الكبرى، والتي كانت النواة لتأسيس أول دولة عربية مستقلة  وبزعامة ملك العرب الشريف الحسين بن علي .
وكذلك تنظيم  جائزة نمر بن عدوان للشعر النبطي وفليفة ، وهي الجائزة التي تنتصر للشعر النبطي الذي ينسب الي العرب  الأنباط  ، والذين شيدوا حضارة عريقة وحققوا نهضة أدبية وشعرية في مدينة البتراء الأردنية  واستمر نبضة بالحياة حتي عام  106 قبل الميلاد .
أقيم في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين مساء الخميس احتفالية كبيرة حول التراث وأهميته في     المجتمع الأردني ، حاضر فيها الباحث التراثي رئيس الاتحاد  الشاعر عليان العدوان ، بحضور كبير ومداخلات ثرية.
وتناولت الاحتفالية أفكار العدوان وآرائه حول قيمة الأثر التراثي المادي وغير المادي وأهمية       تربية النشء الجديد والأجيال على الوفاء للتراث، وتنقيته من الأدران والأعمال التجارية التي لحقت  به وتتسلق على ظهره ، وتتخذه وسيلةً للشهرة دون أن يكون لها روح حقيقية تقرأه كأسلوب  حياة وقيم أصيلة وعادات متوارثة ، يمكن أن نتنازل عن الشوائب والسيء فيه ، لكن  لا نضحي به على الإطلاق.
تحية لرئيس اتحاد الكتاب الذي يؤمن بأهمية الحفاظ علي تراثنا الأردني المادي والشفاهي من منطلق دوره في الحفاظ على الهوية الاردنية وصونها للأجيال القادمة ، فهو كما قال في مناسبات مختلفة : أنّ الأمة التي لا تحافظ على تراثها هي أمّة تفقد هويتها في نهاية الأمر وتنساق وراء    غيرها دون أصالة.
ونشاركه اليوم نفس الايمان بأهمية تراثنا الوطني الأردني  كمصدر للفخر والاعتزاز  ونعتز بمسيرته الفكرية والابداعية المشرفة  بين التوثيق والإبداع الشعري النبطي  ، وحرصه علي حفظ  ذاكرة الامة الاردنية من الضياع  ، ودعواته  الوطنية المخلصة لتربي النشء الجديد والأجيال على الوفاء للتراث .
ويطيب لي ان نستمتع معا ببعض الابيات الشرعية لرئيس اتحاد الكتاب من ديوانه ” سليل-المجد”
ياسليل المجد واشرف العقيدة
يا شعار العزة والعزم الحديد بعيدك  … الميمون فحرتنا جديدة
من صميم القلب نكتب به قصيد …من صميم القلب نظمت القصيدة
حيث حب ساريا وسط الوريد
ومن قصيدته  «درب المجد»:
«أهلا هلا يا منبع الجود كله… واهل الشهامة ما اعتلوا حد مرقاك
عالي المحادر ادري بأصلك نصله… يا مكرم الضيفان يا زين ملقاك
نزرع بدربك تسعه وخمسين فله… وعقبا لميه نزرعه حنا وياك
من ذمكم ما خاط خيطه مسله… شيمه ملكنا بالسموحة عرفناك
سلامي لك يا سيف عز نسله… وقشر الليالي فيها سوى سواياك
لك يا ملك قدر رفيع نجله… والطيب شلته رابين وسط يمناك
درب المجد ما كل رجلا يدله… بعالي سنامه ملقى عرشك وسكناك
أنته كما بدر تمام مطله… منهو بمثلك سيدي ومنهو شرواك
وريث مجد من ملوك اهلة… زايد على الحكام مهما وصفناك
عهدك عطا يا سيدي زاخر سجلة… بعد الحساني سيدي ما نصفناك.
يا هلال عيد وفرحنا في مهله/ يوم السعد شوفك ويومي انتحراك
تاج الكرامة سرع لاقى محله/ هامك شموخ وربنا هيبة اعطاك
******
أما الكتاب المبدعون أعضاء الاتحاد يسهمون في تطوير الثقافة والفكر والتعبير  عن الرأي والمواقف  من خلال كتاباتهم المتنوعة في حقول المعرفة ، ونشر المعرفة والوعي والتأثير على أفكار  وسلوك المجتمع.  بما يحافظ علي تماسك المجتمع ووحدته  ، ويتحملون مسؤولية  استشراف  المشكلات التي تواجه المجتمع والتعبير عنها في أعمالهم  في محاولات مخلصة لإيجاد حلول عملية مناسبة لها .
يسهم اتحاد الكتاب من خلال انشطته المختلفة في رفع مستوى الوعي بالقضايا الاجتماعية ، والوطنية  وتوفير منصة للمناقشة والتغيير .
 يقوم اتحاد الكتاب والادباء الأردن  بدور رئيسي  في تنشيط الحركة الثقافية في المملكة  ومد جسور  التعاون مع عدد من الدول من خلال توقيع الاتفاقيات الثقافية ، بجانب أدواره المهمة في رعاية المواهب الإبداعية و اكتشاف وتنمية  العباقرة والموهوبين ودعمهم  لخدمة مواهبهم وتوظيفها في خدمة الوطن واعلاء شأنه .
 فتحية عطرة صادقة للأدوار المشرفة التي يقوم بها  الاتحاد في رعاية الكتاب والأدباء الواعدين من  الشباب   ، ونشاطه المكثف في عقد الدورات والندوات والمؤتمرات والمعارض  واللقاءات الثقافية ، وادارة  المشروعات الثقافية والأدبية ورعايتها ، وخدمة الحركة الثقافية الاردنية ، وتعزيز الانفتاح على الثقافة العربية والأجنبية والمشاركة في الفعاليات الثقافية والأدبية والفكرية.
أتمني للجميع أمسية سعيدة وفي رحاب وزارة الثقافة وجهود اتحاد الكتاب ، وتهنئة من القلب لكل المكرمين  في هذه  الليلة السعيدة .

ومن قصيدته  «درب المجد»:
«أهلا هلا يا منبع الجود كله… واهل الشهامة ما اعتلوا حد مرقاك
عالي المحادر ادري بأصلك نصله… يا مكرم الضيفان يا زين ملقاك
نزرع بدربك تسعه وخمسين فله… وعقبا لميه نزرعه حنا وياك
من ذمكم ما خاط خيطه مسله… شيمه ملكنا بالسموحة عرفناك
سلامي لك يا سيف عز نسله… وقشر الليالي فيها سوى سواياك
لك يا ملك قدر رفيع نجله… والطيب شلته رابين وسط يمناك
درب المجد ما كل رجلا يدله… بعالي سنامه ملقى عرشك وسكناك
أنته كما بدر تمام مطله… منهو بمثلك سيدي ومنهو شرواك
وريث مجد من ملوك اهلة… زايد على الحكام مهما وصفناك
عهدك عطا يا سيدي زاخر سجلة… بعد الحساني سيدي ما نصفناك.
يا هلال عيد وفرحنا في مهله/ يوم السعد شوفك ويومي انتحراك
تاج الكرامة سرع لاقى محله/ هامك شموخ وربنا هيبة اعطاك
******
أما الكتاب المبدعون أعضاء الاتحاد يسهمون في تطوير الثقافة والفكر والتعبير  عن الرأي والمواقف  من خلال كتاباتهم المتنوعة في حقول المعرفة ، ونشر المعرفة والوعي والتأثير على أفكار  وسلوك المجتمع.  بما يحافظ علي تماسك المجتمع ووحدته  ، ويتحملون مسؤولية  استشراف  المشكلات التي تواجه المجتمع والتعبير عنها في أعمالهم  في محاولات مخلصة لإيجاد حلول عملية مناسبة لها .
يسهم اتحاد الكتاب من خلال انشطته المختلفة في رفع مستوى الوعي بالقضايا الاجتماعية ، والوطنية  وتوفير منصة للمناقشة والتغيير .
 يقوم اتحاد الكتاب والادباء الأردن  بدور رئيسي  في تنشيط الحركة الثقافية في المملكة  ومد جسور  التعاون مع عدد من الدول من خلال توقيع الاتفاقيات الثقافية ، بجانب أدواره المهمة في رعاية المواهب الإبداعية و اكتشاف وتنمية  العباقرة والموهوبين ودعمهم  لخدمة مواهبهم وتوظيفها في خدمة الوطن واعلاء شأنه .
 فتحية عطرة صادقة للأدوار المشرفة التي يقوم بها  الاتحاد في رعاية الكتاب والأدباء الواعدين من  الشباب   ، ونشاطه المكثف في عقد الدورات والندوات والمؤتمرات والمعارض  واللقاءات الثقافية ، وادارة  المشروعات الثقافية والأدبية ورعايتها ، وخدمة الحركة الثقافية الاردنية ، وتعزيز الانفتاح على الثقافة العربية والأجنبية والمشاركة في الفعاليات الثقافية والأدبية والفكرية.
أتمني للجميع أمسية سعيدة وفي رحاب وزارة الثقافة وجهود اتحاد الكتاب ، وتهنئة من القلب لكل المكرمين  في هذه  الليلة السعيدة .

سارة طالب السهيل
[٤/‏٣, ١:١١ م] سارة طالب السهيل: احتفال إصدار كتاب الاتحاد السنوي
سارة طالب  السهيل
 مساء الثقافة وأنوار الابداع ، مساء الفكر والتلاقح الادبي والعلمي والانساني والوحدة الوطنية والانتماء والفخر بالوطن ، وكل القيم التي تنهض بوطننا الاردن .فإعلاء  قيم المواطن والمواطنة والوطن من أهم الادوار التي تقوم بها وزارة الثقافة بقيادة الدكتور هيفاء النجار، والذي يقوم به اتحاد كتاب الاردن حامل مشاعل الفكر والابداع بقيادة الشاعر عليان العدوان وأعضائه الموقرين .
ونحن نحتفل بصدور كتاب الاتحاد السنوي ، أود أولا ان نشكر وزيرة الثقافة د. هيفاء النجار على رعايتها لهذا الحفل ، والذي يؤكد  دعمها للاتحاد  ومؤازرة جهوده وأنشطته في نشر الثقافة بالمجتمع الأردني ورعاية المواهب ، وغرس قيم الانتماء للوطن وقيادته وتوحيد صفوفه في مواجهة كل التحديات الاقليمية والعالمية التي تحيط بنا وبعالمنا العربي .
والحيوية والانطلاق والنشاط  والعمل الدؤوب  لخدمة الوطن  نموذج غرسته الدكتورة هيفاء النجار في ربوع وزارة الثقافة التي تعمل كخلية نحل في  النهوض بالمجتمع الأردني . وكما يقال في الاثر الرجل المناسب في المكان المناسب ، فان د. هيفاء قد اختارها المسئولين لقيادة وزارة الثقافة بعناية فائقة لتكون في المكان المناسب استثمارا لطاقتها في العمل ، وخبراتها الواسعة في  كل حقل وميدان عملت به وأثبتت فيه جدارة وتفوق جعلها نموذجا مشرفا للمرأة العربية وامرأة سياسية وتربوية وادارية من الطراز الاول ، واستحقت عن اخلاصها وتميزها اختيارها من جانب  مجلة الأعمال الأردنية عامي 2008 و 2014 كواحدة من أقوى نساء الأردن ، واختيارها من جانب  مجلة فوربس كواحدة من بين أقوى 200 امرأة في العالم العربي عام 2014 .
ومسيرتها العملية تشع بالعمل المخلص والجاد والمشرف للرجل والمرأة الأردنية معا ، كمديرة مسئولة عن المدارس الاهلية والمطران ، كمسئولة للبحث والتطوير وكعضوة بعدد من المجلس كمجلس التربية والتعليم ، والاعيان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيرها .
هذه المسيرة المشرفة لوزيرة الثقافة استحقت عنها التقدير بجوائز وشهادات التقدير المختلفة  ، من اهمها : وسام الحسين للعطاء المتميّز (2001)
جائزة الحسن بن طلال للتّميّز الأكاديميّ (2002)
جائزة عضو مجلس  الأمناء  المؤسس  لأكاديمية  الملك مقدمة  من جلالة  الملك عبد الله  الثاني 
وأكاديمية الملك (12 تموز 2006)
جائزة المجلس الأوروبيّ للمدارس الدّوليّة الدّوليّ ECIS (2009)
درع الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط للعطاء الدّائم والخدمة المستمرّة (2011)
شهادة مع مرتبة الشّرف من الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشّرق الأوسط (1998)
 نشكر  وزيرة الثقافة الوزارة وقيادتها والعاملين فيها علي الدور الكبير الذي يقومون به في  تحصين المواطن الأردني ثقافيا ضد اي تحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اتساقا مع خطى جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني راعي المسيرة و المعلم الأول للنهوض بالمملكة في المئوية الثانية .
ونشكر الوزيرة على جهودها في تعزيز مفاهيم القيم العدالة والكفاءة وعادلة توزيع المكتسبات  ودعم  جميع المحافظات في كافة المجالات وخصوصا المجال الثقافي ، والتعدد  والتنوع في مشاريع وزارة الثقافة وبكل محافظات المملكة .
فقد نجحت وزيرة الثقافة في تحقيق التكامل بين وزارة الثقافة ومع الوزارات الأخرى مثل الإعلام والسياحة  والاقتصاد الرقمي والتربية والتعليم، وقد تمت ترجمة هذا التكامل من خلال اطلاق العديد من المنصات مثل ثقتك تحقق” بين وزارتي الثقافة والإعلام.
 اتحاد الكتاب :
أما اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين منذ تأسيسه عام 1987  وحتي وقتنا هذا وهو يقوم بأدواره في تثوير المجتمع الاردني بالثقافة الشاملة التي تحافظ علي مورثاته وتنفتح علي العالمين العربي والاسلامي ، وتتواصل مع معطيات الفكر العالمي بعقول واعية قادرة علي التلقي والنقد  .
ويواصل الاتحاد القيام بأدواره الثقافية المهمة بقيادة شاعرنا الكبير  عليان العدوان  ، في تنشيط المشهد الثقافي الأردني  داخل المملكة أو خارجها ، و إصدار المطبوعات ، مثل مجلة الكتاب الأردني ودعم الكتب التي تخصّ الأعضاء ، وتقوية الجسور الثقافية بين الاتحاد واتحادات الدول العربية .
وشاعرنا رئيس الاتحاد الذي نال رئاسة اتحاد الكتاب للمرة الخامسة  في تاريخه، مما جعله أهلا لثقة المثقفين والادباء والمفكرين  الأردنيين ، استطاع  بإيمانه بالثقافة ودورها في تماسك وحدة المجتمع ، ان  يحول الاتحاد الي شجرة مثمرة تؤتي أكلها كل حين ، وفيها من كل الثمرات المعرفية والفكرية والدينية والتراثية .
 فقد حقق رئيس الاتحاد  العديد من الانجازات المهمة مثل توقيع الاتفاقيات الاعلامية وتحويلها الى اتفاقيات دائمة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الاردني وايضا اتفاقية التعاون المشترك بين اتحاد  الكتاب من جهة والاتحادات المماثلة في الدول الأخرى والصديقة مثل اتحاد الكتاب في  الصين      الشعبية ، واتحاد كتاب أذربيجان ، ، واتحاد كوسوفو ، ومشاركة الاتحاد لأول مرة في مهرجان جرش  للثقافة والفنون منذ بداية رئاسته لاتحاد الكتاب في 2014  والمشاركة  لأول مرة في   مراقبة العملية الانتخابية النيابية كمراقبين محليين ، وتبني مبادرة طريق الحرير الثقافي .
وحفز رئيس الاتحاد طاقات الكتاب والمبدعين علي المنافسة واطلاق العنان لمواهبهم من خلال تنظيم العديد من المسابقات والجوائز المختلفة في المناسبات الوطنية والقومية ، مثل :
تنظيم  مسابقة جائزة مئوية الثورة العربية الكبرى بالتعاون مع شركة فوج التميز للمناداة بتوحيد  الامة العربية تحت لواء الراية العربية الكبرى، والتي كانت النواة لتأسيس أول دولة عربية مستقلة  وبزعامة ملك العرب الشريف الحسين بن علي .
وكذلك تنظيم  جائزة نمر بن عدوان للشعر النبطي وفليفة ، وهي الجائزة التي تنتصر للشعر النبطي الذي ينسب الي العرب  الأنباط  ، والذين شيدوا حضارة عريقة وحققوا نهضة أدبية وشعرية في مدينة البتراء الأردنية  واستمر نبضة بالحياة حتي عام  106 قبل الميلاد .
أقيم في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين مساء الخميس احتفالية كبيرة حول التراث وأهميته في     المجتمع الأردني ، حاضر فيها الباحث التراثي رئيس الاتحاد  الشاعر عليان العدوان ، بحضور كبير ومداخلات ثرية.
وتناولت الاحتفالية أفكار العدوان وآرائه حول قيمة الأثر التراثي المادي وغير المادي وأهمية       تربية النشء الجديد والأجيال على الوفاء للتراث، وتنقيته من الأدران والأعمال التجارية التي لحقت  به وتتسلق على ظهره ، وتتخذه وسيلةً للشهرة دون أن يكون لها روح حقيقية تقرأه كأسلوب  حياة وقيم أصيلة وعادات متوارثة ، يمكن أن نتنازل عن الشوائب والسيء فيه ، لكن  لا نضحي به على الإطلاق.
تحية لرئيس اتحاد الكتاب الذي يؤمن بأهمية الحفاظ علي تراثنا الأردني المادي والشفاهي من منطلق دوره في الحفاظ على الهوية الاردنية وصونها للأجيال القادمة ، فهو كما قال في مناسبات مختلفة : أنّ الأمة التي لا تحافظ على تراثها هي أمّة تفقد هويتها في نهاية الأمر وتنساق وراء    غيرها دون أصالة.
ونشاركه اليوم نفس الايمان بأهمية تراثنا الوطني الأردني  كمصدر للفخر والاعتزاز  ونعتز بمسيرته الفكرية والابداعية المشرفة  بين التوثيق والإبداع الشعري النبطي  ، وحرصه علي حفظ  ذاكرة الامة الاردنية من الضياع  ، ودعواته  الوطنية المخلصة لتربي النشء الجديد والأجيال على الوفاء للتراث .
ويطيب لي ان نستمتع معا ببعض الابيات الشرعية لرئيس اتحاد الكتاب من ديوانه ” سليل-المجد”
ياسليل المجد واشرف العقيدة
يا شعار العزة والعزم الحديد بعيدك  … الميمون فحرتنا جديدة
من صميم القلب نكتب به قصيد …من صميم القلب نظمت القصيدة
حيث حب ساريا وسط الوريد
ومن قصيدته  «درب المجد»:
«أهلا هلا يا منبع الجود كله… واهل الشهامة ما اعتلوا حد مرقاك
عالي المحادر ادري بأصلك نصله… يا مكرم الضيفان يا زين ملقاك
نزرع بدربك تسعه وخمسين فله… وعقبا لميه نزرعه حنا وياك
من ذمكم ما خاط خيطه مسله… شيمه ملكنا بالسموحة عرفناك
سلامي لك يا سيف عز نسله… وقشر الليالي فيها سوى سواياك
لك يا ملك قدر رفيع نجله… والطيب شلته رابين وسط يمناك
درب المجد ما كل رجلا يدله… بعالي سنامه ملقى عرشك وسكناك
أنته كما بدر تمام مطله… منهو بمثلك سيدي ومنهو شرواك
وريث مجد من ملوك اهلة… زايد على الحكام مهما وصفناك
عهدك عطا يا سيدي زاخر سجلة… بعد الحساني سيدي ما نصفناك.
يا هلال عيد وفرحنا في مهله/ يوم السعد شوفك ويومي انتحراك
تاج الكرامة سرع لاقى محله/ هامك شموخ وربنا هيبة اعطاك
******
أما الكتاب المبدعون أعضاء الاتحاد يسهمون في تطوير الثقافة والفكر والتعبير  عن الرأي والمواقف  من خلال كتاباتهم المتنوعة في حقول المعرفة ، ونشر المعرفة والوعي والتأثير على أفكار  وسلوك المجتمع.  بما يحافظ علي تماسك المجتمع ووحدته  ، ويتحملون مسؤولية  استشراف  المشكلات التي تواجه المجتمع والتعبير عنها في أعمالهم  في محاولات مخلصة لإيجاد حلول عملية مناسبة لها .
يسهم اتحاد الكتاب من خلال انشطته المختلفة في رفع مستوى الوعي بالقضايا الاجتماعية ، والوطنية  وتوفير منصة للمناقشة والتغيير .
 يقوم اتحاد الكتاب والادباء الأردن  بدور رئيسي  في تنشيط الحركة الثقافية في المملكة  ومد جسور  التعاون مع عدد من الدول من خلال توقيع الاتفاقيات الثقافية ، بجانب أدواره المهمة في رعاية المواهب الإبداعية و اكتشاف وتنمية  العباقرة والموهوبين ودعمهم  لخدمة مواهبهم وتوظيفها في خدمة الوطن واعلاء شأنه .
 فتحية عطرة صادقة للأدوار المشرفة التي يقوم بها  الاتحاد في رعاية الكتاب والأدباء الواعدين من  الشباب   ، ونشاطه المكثف في عقد الدورات والندوات والمؤتمرات والمعارض  واللقاءات الثقافية ، وادارة  المشروعات الثقافية والأدبية ورعايتها ، وخدمة الحركة الثقافية الاردنية ، وتعزيز الانفتاح على الثقافة العربية والأجنبية والمشاركة في الفعاليات الثقافية والأدبية والفكرية.
أتمني للجميع أمسية سعيدة وفي رحاب وزارة الثقافة وجهود اتحاد الكتاب ، وتهنئة من القلب لكل المكرمين  في هذه  الليلة السعيدة .

افلام الخيال ومخطط تدمير الانسان لصالح الربوت

بقلم / سارة طالب السهيل

الشغف بالمستقبل  فطرة جبل عليها الانسان ، وهي مبعث أحلامه وطموحاته الشخصية ، وأداة من أدوات تعمير الكون والارتقاء به ، والعلم سبيل رئيسي في تحقيق هذه الطموحات  المستقبلية ، وبه تتكامل علوم الماضي بالحاضر بالمستقبل ، لذا وجدنا أفلام الخيال العلمي تنبش في ذاكرتنا الماروائية لتكشف أخيلة علمية هي موجودة في الاصل  في كوامن خلقتنا الاولى منذ ان خلق أبينا آدم وعلمه الاسماء كلها، فلا غرابة اذن ان تتحول افلام الخيال العلمي إلى حقائق واقعية على الارض ، فالعلوم كلها مكتنزة داخل الانسان  والتي قد تبدأ مراحل اكتشافها عن طريق التخيل ، ولكن العبرة في توظيفها لصالح الانسان أو تدميرها  له ، لذلك كانت الدعوة الصالحة ربنا علمنا ما ينفعنا  ، وانفعنا بما علمتنا .

والكثير من أفلام الخيال العلمي قد تجسدت لاحقا في علوم ومكتشفات عملية نافعة للبشرية ، والبعض الآخر وظف لأغراض شيطانية  لعل أخطرها ما يجري تنفيذه على مراحل من مخطط المليار الذهبي الذي يقضي على البشرية تارة بالأوبئة الفتاكة والفيروسات كما في وباء كورونا ، أو تغيير الجينوم البشري ، وتشجيع المثلية الجنسية لوقف التكاثر الطبيعي ، وتدمير البيئة بأدوات علمية معينة لتقليص الانتاج الغذائي وتجويع الشعوب وخفض مناعتها للإسراع بهلاكها بجانب الحروب المستخدمة للأسلحة الفتاكة وغيرها لحصد ملايين الأرواح بسبب هذه الحروب .  

هناك العديد من الأفلام السينمائية التي أثبتت قدرتها على توقع المستقبل وتخيل شكله كما نحياه اليوم عبر توقع ابتكار أجهزة تكنولوجية ، أو حدوث تغييرات اجتماعية ، مثل فيلم عرض ترومان- The Truman Showـ الذي  تنبأ ببرامج الواقع  من خلال قصة  “ترومان”، وهو جيم كاري ، مندوب المبيعات الذي يعيش حياته دون أن يعرف أنها مسجلة عبر برنامج واقعي، كل شيء فيها مخطط له بعناية من قبل الخروج ، وكل تجاربه مصطنعة.

والحقيقة ان هذا الفيلم  نجح في التنبؤ بتحولنا كلنا إلى “ترومان” ، وبدلًا من أن يسيطر مخرج برنامج على حياتنا سيطرت علينا كلنا التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي.

كما ان فيلم الكرتون مونستر إنك  monster inc الذي كان يحكي عن قصة استخدام الوحوش لتخويف الأطفال لان من صراخهم يتم انتاج الطاقة و هذا الفيلم تجسد على الواقع بأشكال عديدة رمزية من حروب و قتل واستغلال الأطفال و تدمير مستقبلهم من اجل مصالح شركات اعادة الإعمار او مصانع الاسلحة او لاهداف استعمارية توسعية او اقتصادية او استغلال الثروات كما ان هناك امرا غريبا مازلت لا افهمه و تبعاته عن ما يحكى من مدة عن جزيرة تستخدم الاطفال لعمل منتجات خاصة الموضوع عندي غامض وغير مكتمل المعلومات إلا انه ذكرني بقصة مونستر انك .

أما فيلم ملحمة الفضاء – A Space Odyssey ( ملحمة الفضاء ) للمخرج  ستانلي

كوبريك الذي استخدم في الفيلم المنتج عام 1968 جهازا يشبه الأي باد لم يكن موجودا في عصره ، وبه  خاصية “هال 9000” التي تشبه تطبيق “سيري” على هواتف “أي فون ” ، وهذا المخرج “كوبريك”  قد توقع  ايضا وجود سياحة فضائية في المستقبل ،

وبالفعل بدأت بعض الشركات الخاصة تخطط لإنشاء فنادق فضائية لاستقبال الزائرين .

وتنبأ فيلم  “ لديك بريد “ بالبريد الاليكتروني “ الايميل “ من خلال قصة توم هانكسوميج رايان وتبادلاهما المواعدة والتعارف عبر الإيميل ، بعد مرور عدة أعوام على ظهور الفيلم أصبح التعارف الإلكتروني أمرا اعتياديا .

أما فيلم ( العودة إلى المستقبل ) فقد نجح  في  جزئه الثاني في توقع نظارات الـ3D التي نشاهدها في السينمات ودور العرض ، وتحول الصور على الشاشة إلى عرض هولو جرامي .

وهذا الفيلم الذي عرض عام 1989 سعي لتقديم صورة للعالم في عام 2015، وانطلق أبطاله ليعشوا في المستقبل ويعلمون بعدم الحاجة إلى المحامين ، وامكانية تجفيف الملابس من تلقاء نفسها، وايضا التنبؤ بالطقس ووقت توقف هطول المطر وبعض التطبيقات التي تشبه جوجل وغيره .

وتحققت نبوءة فيلم ( رجل السلك ) بطولة النجم جيم كاري في تحقيق واحدة من اهم النبوءات التكنولوجية ، عندما استلقي بطله كاري علي طبق  الساتلايت قائلا : انه لن يمر وقت طويل قبل أن تدمج أمريكا الهاتف المحمول والكمبيوتر والتلفزيون جمعهم في جهاز واحد ، وحينها سيصبح بإمكاننا التسوق ونحن في المنزل ، وهو ما نعيشه في عالمنا اليوم بكل حذافيره .

مخاوف منتظره

النجم جيم كاري ايضا في فيلمه الرومانسي اللاحق ( إشراقة أبدية لعقل نظيف ) ينجح في التنبؤ بالمستقبل مجددا عبر محو الذكريات المؤلمة بينه وبين حبيبته بعد انفصالهما بقصة حب عميقة ـ فيقرر كاري محو كل ما يتعلق بحبيبته كيت من ذاكرته وكنا نظن ان ذلك محض خيال حتي توصل العلماء بجامعة تورنتو  عام 2017 وإلى اكتشافه بإمكانه محو الذكريات السيئة من المخ ، بعد إجراء تجارب على مجموعة فئران .

وبرأيي ، ان  اكتشاف العلماء القدرة على محو الذاكرة السيئة من حياتنا قد يبدو أمرا جميلا طبعا ، لكنه في نفس الوقت يحمل في طياته مكامن الخطر في قدرة العلماء أيضا على محو ذاكراتنا كلها ومن بينها ذاكراتنا الدينية والثقافية مثلا فلا  يبقى منها شيء لصالح أصحاب الاجندات الخبيثة في العالم وما أكثرها !

ومن منظور تجاري وأمني تحققت نبوءة فيلم “ الاستدعاء الكامل “Total Recall   وهو الفيلم الذي أجبر بطله أرنولد شوارزنيجر ، المرور عبر ماسح ضوئي كامل للجسم من جانب  أفراد الأمن . وبالفعل تم لاحقا  تجهيز المطارات بالعالم كله  بآلات مسح ضوئي لكامل الجسم يمكنها رؤية كل شيء عن أجسامنا في أقل  من  ثانية وكشف مدي حمل   الشخص لسلاح غير مشروع من عدمه .

في عام 1990 يتجلي خيال التكنولوجية الطبية  في الفيلم الميلودرامي  Darkman» للمخرج سام ريمي من خلال قصة حياة عالم لامع ( جسد دوره ليام نيسون ) ينطلق للانتقام من زعماء الجريمة الذين تركوه ليموت بعد أن أحرقوه حياً .

 فيكشتف  د. بيتون ويستليك طريقةً لإنتاج جلد اصطناعي ، تتيح إعادة بناء وجهه المشوه بعد الاعتداء عليه .

فقد تنبأ هذا الفيلم ،  بالتطور النهائي للطباعة ثلاثية الأبعاد كأحد  أبرز تقنيات المستقبل التي نعيشها اليوم .

خسارة البشر

على الجانب الآخر من أفلام الخيال العلمي المرتكزة على فانتازيا الفضاء ، فان الكثير منها يثير الرعب بقلب الانسان ويثير الذعر بشأن مستقبله وأمنه بل ومستقبل بقائه على الارض من عدمه لصالح كائنات أخرى ، وهو ما تجلى بعدد من نهايات بعض أفلام الرعب التي تعكس صراع الانسان مع المخلوقات الشريرة ، وبعد ان كان عبدا مكرما من الخالق العظيم سخر له الكون لخدمته صار عبدا للمخلوقات الشريرة التي تعوم فوقه  أو تسيطر على دنياه في انتصار ملحوظ للشر على الخير ودمار الارض وخرابها .

 هذه الخسارة البشرية نراها متجلية في  فيلم الكارتون WALL-E    إنتاج بيكسار

وإخراج أندرو ستانتون، 2008) وفيه يضطر البشر القادرون على النفاذ إلى كواكب  مصنوعة  الى ترك كوكب الأرض ، وتحول كوكبنا الي مزبلة يجمعها ويسيطر عليها الآلات التي ورثت هذه الارض .

 

كما ان مسلسل عائلة سمبسونز

 The Simpsons

و التنبؤات الغريبة التي تسبق الاحداث تجعلنا نتسائل هل البيضه قبل الدجاجة ام الدجاجة قبل البيضة و من الذي يسرب هذه المعلومات لمنتج المسلسل وما الهدف من هذا .

 

كما ان موقع امازون حاليا يطرح فيلما كرتونيا جديدا يصدر فيه ان الشيطان كان بريئا و مسكينا بتفاصيل صادمة و على الاغلب الهدف منها التمهيد لهدم القيم القديمة المتوارثة عن منظور الخير و الشر في وجدان الناس

 

وكذلك تؤكد أحداث  فيلم «لوغان» لجيمس ما نغولد (2017) ، خسارة البشر لحياتهم بجانب خسارتهم الارض التي يعيشون عليها أيضاً .

وفي معظم الأفلام التي أخرجها  رولاند إيميريش ، فان الدمار هو سيد الموقف المستقبلي  مثل فيلم « غودزيللا » (1998)، « يوم ما بعد غد (2004) و«2012» (المنتج سنة2009) الهجوم الآتي من أعماق البحار أو من أعماق الفضاء سيفني        الأرض البيت الأبيض ذاته سيدمر عن بكرة أبيه في «سقوط البيت الأبيض»(2013)

سينما الدمار

كانت افلام الرعب لهيتشكوك تصور تعرض الانسان لهجوم من الكائنات المحيطة بنا مثل الكلاب والضفادع والجرذان والأسماك بعد توحشها للفتك بالبشر وغالبا ينجح البشر في هزيمة هذه الكائنات والانتصار عليها ، بينما الكثير من افلام الخيال العلمي المعاصرة باتت تبعث برسائل احباط لبني آدم وتثبط من همتهم وقدرتهم على مقاومة مخاطر الكائنات المتوحشة في البرية أو وحوش الفضاء والآلات الذكية ، هذه الافلام باتت تكرس لضعف الانسان وفشله المحتم في حماية نفسه وتأكيد دماره ودمار أرضه  الا اذا اعتمد علي عبقرية الالة الذكية لصبح نفس انسان ونصف آلة روبوت ، كما في العديد من افلام ثمانينات  القرن الماضي كما في فيلم ول ڤرهوڤن RoboCopسنة 1987 حيث يتدخل العلم لإنقاذ حياة الشرطي أليكس (بيتر وَلر)       وتحويله إلى نصف آدمي – نصف روبوت لديه قوّة لا تقهر في مقاومة المجرمين و الانتصار عليهم .  

هذا يعني ان تكريس افلام الخيال العلمي للروبوت كحل وحيد بدأ في الثمانينات وتطوره اليوم للذكاء الاصطناعي فيه تدمير محقق لقدرات الانسان الذاتية على الابتكار وتحدي البقاء على الارض .

وهنا يمكن فهم أسباب تحقق افلام الخيال العلمي ، ولكن الكثير منها مخطط له بدقة عالية لقبوله فنيا وهضمه عقليا ونفسيا والاستسلام اللاحق لأهدافه بنعومة فائقة ، فرويدا رويدا يفقد الانسان وظيفته ومحل اكل لقمة عيشه لتحل الالة مكانه ، وتارة يفقد القدرة على تطوير مواهبه العقلية الا من خلال الآلة الروبوت التي تقوم بدلا بكل الوظائف العقلية والمهنية لتنهي على الانسان وتسقطه ارضا في انتصار ساحق للعقول الذكية الآلية على العقل البشري الذي ميز به الله تعالي الانسان علي جمع المخلوقات ، ولاشك ان تدمير الانسان هو نفسه تدمير للأرض وما عليها .

ووفقا  لمركز أمان الذكاء الاصطناعي فان  “إضعاف البشر” يعني أن البشرية  ” ستصبح معتمدة اعتمادا كاملا على الآلة ، وهو سيناريو شبيه بقصة فيلم وال-إي ” . الذي يصور البشر على أنهم حيوانات سعيدة لا تقوم بأي عمل على الإطلاق ، وتستطيع بالكاد الوقوف على القدمين بدون مساعدة ، في حين أن الروبوتات تنفذ كل المهام  والأعمال التي يحتاجونها .

في تصوري ، ان الكثير من أفلام الخيال العلمي سحبتنا في بحور أخيلتها المحبوكة دراميا ووظفت كل تقنياتها السحرية في تخويف الانسان من الكائنات والطبيعة ، و اظهار ضعفه في مقابل قوة الآلة وسيطرتها عليه فبدونها لا بقاء للإنسان حيا ، وانما بقاء انساني مستعبد للآلة فاقدا السيطرة علي عمله او زرقه او مكامن قوته .

 

 

احتفالات قبط مصر بأعياد الميلاد بميراث فرعوني وفاطمي

بقلم / 
سارة طالب السهيل

 

تضامناً مع غزة و أطفال غزة وما يحصل لهم من ابادة جماعية اختلف هذا العيد عن باقي الأعياد رغم انه عيد ميلاد يسوع المسيح الطفل الذي ولد في فلسطين و ذاق العذاب من صهاينة ذاك الزمان و كأنه مكتوب على أطفال فلسطين العذاب على يد الصهاينه منذ ذاك الوقت حين علق جسد المسيح الطاهر على أخشاب الصلب وانفطر قلب امه مريم العذراء عليه كما ينفطر قلوب امهات أطفال فلسطين على من طردوا من ديارهم و عذبوا و قتلوا و هدمت بيوتهم عليهم ظلما و بهتاناً

قبل الاحزان الأخيرة كان
في كل عام بمثل هذا الوقت تزدان الكرة الأرضية بأنوار الاحتفالات بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه وأمه مريم القديسة السلام، وتأخذ احتفالات الشعوب بهذا العيد مظاهر مختلفة تعكس ثقافتها وحضارتها شرقا وغربا من شجرة الميلاد والشموع والطقوس المختلفة، وربما الغرائبية منها.
غير أن احتفال أقباط مصر بعيد الميلاد، وإن كان يشترك في الدلالة الروحية من حيث الصيام السابق على الأعياد أو الأناشيد والتراتيل الدينية، وتجهيز الفاخر من الثياب والطعام وجمع الأحبة والتصدق على الفقراء وتوزيع الهدايا، فإن الموروث الحضاري الفرعوني يكاد يطل برأسه في مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد بدءا من التقويم الفلكي القبطي الذي يحدد بموجبه احتفالاً بالعيد يوم 7 يناير مقارنة بالغرب الذي يحتفل به في 25 من ديسمبر، مرورا بأصل شجرة الميلاد لدى القبط وطبيعة الأطعمة التي يحرص مسيحيو مصر على تناولها ارتباطاً بالمعتقدات الروحية والدينية، والتي تستمر حتى عيد الغطاس التالي لعيد الميلاد المجيد.
ولأسباب فلكية محضة – كما يقول القساوسة – فإن كنائس مصر تحتفل بعيد الميلاد يوم 7 يناير، دون يكون لذلك علاقة بالعقيدة أو اللاهوت أو الروحيات، فكنيسة الإسكندرية تسير على التقويم المصري القديم الذي يبدأ بشهر توت، وقد حددوا رأس السنة (1 توت) في يوم قران الشمس مع ظهور نجم الشعرى اليمانية، وهو ألمع النجوم في السماء، ويُسمى باليونانية “سيروس وبالمصرية بدت وبموجب هذا التقويم يبلغ طول السنة: (365 يوماً + 6 ساعات.
تعتمد الكنيسة المصرية الأرثوذكسية التقويم القبطي الفرعوني في عبادتهم ومناسباتهم الدينية وهو مرتبط أيضا باستخدام فلاحي مصر له في الزراعة،
وقد احتفظ الأقباط بالنظام الفرعوني للتقويم المصري على أساس السنة الشمسية ذات الـ 12 شهرا كل منها 30 يوما، ولم يأخذ التقويم القبطي بتصحيح التقويم الجريجوري للتقويم الميلادي؛ مما جعل ميلاد المسيح يوافق 7 يناير في التقويم القبطي 25 ديسمبر في التقويم الجريجوري.
كما احتفظ التقويم القبطي بأسماء الشهور القديمة التي عرف بها التقويم الفرعوني منذ الأسرة الخامسة والعشرين في عهد الاحتلال الفارسي لمصر، وهذه الأشهر هي “1 توت – 2 بابه – 3 هاتور – 4 كيك – 5 طوبة – 6 أمشير – 7 برمهات – 8 برمودة – 9 بشنس – 10 بؤونة – 11 أبيب – 12 مسرى”.
جذور شجرة والحضارة الفرعونية
وشجرة الكريسماس التي يرجع أصولها إلى ال ق 16، لارتباطها بالمُصلح المسيحي البروتستانتي مارتن لوثر، الذي قيل إنه أضاف الشموع المضاءة إلى شجرة خضراء، يرى مؤرخي الأقباط، أن شجرة أوزوريس التي أحضرتها إيزيس هي أصل شجرة الحياة بالثقافة البابليَّة، وشجرة الميلاد بالثقافة الأوروبيَّة، ويتم في احتفال عيد الميلاد بالكنيسة إحضار هدايا للأطفال من شجرة الميلاد.
وتعدد مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد لدى أقباط مصر بنكهة فرعونية، ومنها صنع كعك العيد الذي يعود حسب مؤرخي القبط، إلى “عصر المصريين القدماء، إذ ظهرت على جدران المعابد السيدات يحملن أطباق الكعك المنقوش.
الأعياد في العصر الفاطمي
ازدهرت الاحتفالات بعيد الميلاد بكنائس مصر في العصر الفاطمي بالزينة، المشاعل والشموع الملونة بألوان زاهية وبالفوانيس، وحسب ما ورد بكتاب “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار” للمقريزي، فإن الاحتفالات في يوم الميلاد المجيد كانت عظيمة يشارك فيها المسلمون والأقباط على حد سواء.
فالفوانيس كانت تعلق على أبواب المحال والحوانيت، والفقراء والمتسولون كانوا يسألون المارة التصدق عليهم بفانوس، ولهذا السبب صنعت فوانيس خاصة لهؤلاء يبلغ ثمنها دينار واحد فقط.
واعتاد الفاطميون في يوم عيد الميلاد توزيع الطعام من سمك البوري، والحلوى مثل “القاهرية” المصنوعة من الدقيق وعسل النحل وخليط اللوز، وكذلك حلويات السمسمية والزلابية الشهيرة.
ومن عادات عيد الميلاد أيضا اللعب بالمشاعل، وعمل العصيدة صباح يوم العيد بزعم أن من لا يفعلها ويأكل منها في ذلك اليوم يشتد عليه البرد طوال السنة، كما ذكر “ابن الحاج” بكتابة “مدخل الشرع الشريف على المذاهب”.
ويعقب احتفال عيد الميلاد، احتفال الأقباط بعيد الغطاس يوم 11 طوبة الموافق 19 و20 يناير، وهذا العيد هو تذكار المعمودية للسيد المسيح على يد «يوحنا المعمدان» في نهر الأردن، وتقيم الكنيسة احتفالاً بهذه المناسبة في ليلة العيد، ويُختتم بصلوات القداس الإلهي.
ويرتبط عيد الغطاس بموروثات من الأكلات الشعبية مثل القصب والقلقاس والبرتقال واليوسفي، ويتغنون بها في أهازيج شعبية منها:
اللي مايكل قصب يصبح من غير عصب “، و”اللي ما ياكل قلقاس يصبح من غير رأس”، “شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس”، و”ليلة النص لحمة ورز”.
وبحسب المؤرخين، فإن طقوس احتفال المسيحيِّين في مِصر بعيد الغطاس كانت تقام على ضفاف النيل بحمل المشاعل، ثم يغطَّسون في النهر بعد إتمام الصلوات وإلقاء الصليب المقدس فيه، ثم يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال.
وصفها “المسعودي” ليلة الغطاس بأنها أحسن ليلة في مصر وأشملها سروراً، ولا تغلق فيها الدروب، ويغطس أكثرهم في النيل، ويزعمون أن ذلك أمان من المرض والداء.
ويرتبط أيضا بعيد الغطاس صناعة فانوس الغطاس من الخشب على هيئة صليب، وفي جوانبه الأربعة توضع شموع مضيئة، وكانوا في مدينة «أخميم» يضعون بدلا من الشموع خشب الصنوبر الذي يضيء وتفوح منه رائحة جميلة، ويطوف الأطفال بالفوانيس في الحواري والمنازل ويغنون: ليلتنا صيصة بقرتنا ولدت عجيلة، وفي وشَّها نوَّارة تنور في كل حارة مسلمين ونصارى

في اليوم الدولي لاحياء ضحايا الابادة الجماعية لاتنسوا ضحايا العراق وغزة

بقلم /سارة طالب السهيل

بينما يحيي العالم احتفاله باليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية في السابع من ديسمبر الجاري ، فان هذا الجهد الانساني المبذول لحماية البشرية من هذه الجريمة يمثل وسام شرف على جبين الانسانية اذا ما نجحت في تحقيقه بميزان عدل ودون الكيل بمكيالين كما يجري في عالمنا المعاصر بحق العديد من شعوبنا العربية التي تعرض الكثير منها لإبادات متنوعة .

الابادة الجماعية  مصطلح صاغه المحامي البولندي رفائيل ليمكن ، في اربعينات القرن العشرين ليصفها بالتدمير المتعمد والمنهجي لمجموعة من الناس بسبب عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم أو أصلهم .

فبعد المجازر التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية ، فان تأسيس الامم المتحدة في بداية نشأتها صنفت جرائم الابادة الجماعية كجريمة دولية في  اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع عام 1948 م ووضعت موضع التنفيذ 1951 م بعد مصادقة عشرين دولة ، وصلت  حتى الآن الي 153 دولة من  بينها الاتحاد السوفيتي عام 1954 والولايات المتحدة 1988 م ، ومن الدول العبية السعودية ومصر والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب وسوريا وتونس ، واستهدفت هذه الاتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها .

حددت المادة الثانية من الاتفاقية  الإبادة الجماعية بمجموعة الجرائم المرتكبة  بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو وثنية أو عنصرية أو دينية بصفتها مثل قتل أعضاء من الجماعة ، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة ، إخضاع الجماعة ، عمدا ، لظروف معيشية  يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا ، فرض تدابير لمنع انجاب الأطفال داخل الجماعة ، ونقل أطفال من الجماعة ، عنوة ، الى جماعة أخرى .  

وقد جرى التطبيق العملي  والقانوني الدولي لهذه الاتفاقية  عام 1998 عندما حكمت المحكمتان الدوليتان على مرتكبي الإبادة الجماعية في روندا بالسجن مدى الحياة ، وبينهما جان كمباندا الذي كان رئيس الوزراء في بداية عملية الإبادة  والذي اعترف بمسؤوليته عن إبادة المدنيين التوتسيين .    

واذا كانت هذه الاتفاقية تستهدف معاقبة الافعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي او الجزئي لجماعة بشرية ، فان ما يجري بغزة اليوم من هدم وتدمير مبانيها ومساجدها ومشافيها ومدارسها وتسويتها  بالأرض في تدمير متعمد على مرأى ومسمع العالم كله بقصف جوي أسقط اكثر من 16 ألف شهيدا نصفهم من الاطفال ، فهذه جريمة ابادة جماعية متكاملة الأركان بحق شعب  مدني واقع تحت الاحتلال  .

فكيف تنتصر هذه الاتفاقية المحترمة لحق هؤلاء الضحايا ،  كيف تحيي ذكراهم وتمنح ذويهم التعويض كما نصت بنود الاتفاقية ؟!!!

ومن قبل غزة فان حصار العراق اقتصاديا قد تسبب في قتل مليون طفل عراقي لم يجد حليب الاطفال والدواء ، فاين حقوقهم من هذه الجريمة الدولية المتعمدة في ابادة هؤلاء الاطفال بالتجويع؟ ولماذا لم تعوض هذه الاتفاقية اهل ضحاياهم من الأطفال الابرياء .

وأين ايضا تطبيق هذه الاتفاقية من ضحايا غزو العراق الذي حصد أرواح مليون نصف عراقي  وتدميره وهو البلد العربي الأصيل تدميرا جعله يعيش زمن العصور الوسطى حينها ، فمن عوض العراق عن هذا التدمير المتعمد ؟ ولماذا لم تقتص هذه الاتفاقية ممن استخدم اليورانيوم المخصب خلال الحرب ضد العراق  لتدمير البيئة تدميرا ليس له من دون الله كاشفة ، ولم يسع  جهابزة القانون الدولي او مطبقي الاتفاقية لمعاقبة المسئولين عن تدمير العراق وقتلة اطفاله وتدمير بيئته صحيا حتى قيام الساعة ؟

وأين التعويض الواجب للعراق عن هذه الجرائم ؟!!!

 أظن ان العدالة قادمة في يوم ما ، لأن الانسانية ورجال القانون الشرفاء بالعالم لن يغفلوا عن حق شعوبنا في  معاقبة مجرمي الابادة الجماعية ، ورغم ان المجتمع الدولي لا يزال مصرا على الكيل بمكيالين فيما يخص الحقوق ، فان جرائم الابادة الجماعية لا تسقط بالتقادم ، خاصة وان  منع جرائم الابادة الجماعية معاقبة مرتكبيها صار قانونا دوليا ، يحق للشعوب المتضررة ان تستغل الظروف الدولية المناسبة لمناصرة حقوقها وتفعيل الاتفاقية والحصول على التعويض  .

ومع احتفالنا بالذكري ال 75 لهذه الاتفاقية ، فإنني أناشد باقي دول العالم التي لم تصدق عليها للإسراع في المصادقة عليها لدورها المهم والمنتظر في منع جرائم الابادة الجماعية وحماية البشرية فظائعها .

شباب ” تريدا”

مقال/ د.السيد رشاد برى                                              https://treedaeg.com

هم شباب.. وهم مثلهم مثل كل شباب العالم، من واجبهم أن يعملوا، ومن حقهم أن ينجحوا،ويربحوا، لكن الفرق أن شباب “تريدا” رفضوا أن يربحوا – كما يفعل البعض- على حساب الجميع، بل اختاروا أن يربحوا ويربح معهمالجميع.. ، فيربح اقتصاد وطنهم، وقضايا وأولويات أمتهم ، ومختلف أطياف مجتمعهم،بل تربح الإنسانية كلها.
و”تريدا” هو تطبيق أنشأه مجموعة من الشباب المصرى النابهين،ليأتى بفكر وتوجه مصرى- عربى خالص ومخلص،وبإسلوب إدارة ونظم متطورة تواكب أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى العالم،والأهم تميزه بمنظومة قيم ومعاييرتحكمها مدونة أخلاقية ،لاتجعل الربح هدفا أوحد لتريدا،أوغاية فى حد ذاته، بل هو وسيلة لإعادة صياغة منظومة السوق المصرى التى شهدت فى الأونة الأخيرة خلالاً واضحاً، بالذات على صعيد تسعير المنتجات والسلع وتكاليف سلاسل الإمداد والنقل والشحن،ومدى جودة هذه المنتجات والسلع ،وخضوع بعضها لممارسات احتكارية أو عشوائية،قد تصل إلى غش المكونات والتدليس على المستهلك وتزويرالمواصفات وتواريخ الانتاج والانتاء والصلاحية ..، وقددفع ثمن ذلك كله باهظاً كل من المستهلك فى صورة أسعار سلع وخدمات مبالغ فيها ،ومعظمها مخالف للمواصفات القياسية أو بلامواصفات أساساً،كما دفع ثمنها المصنعون والتجار الشرفاء،وبائعو السلع ومقدمو الخدمات الملتزمون وكل من ارتبط بهم،فى صورة ركود وتقليص خطوط انتاج وتكدس المخزون السلعى ،وتسريح عمالة ..، وتآكل رأس المال نتيجة تراجع الأرباح والعوائد، حيث طردت السلعلة الرديئة نظيرتها الجيدة، وتأثر سلباً بهذا كل أطراف منظومة التجارة من أصغر بائع فى أقصى قرية فى مصر إلى الكيانات التجارية العملاقة فى المدن الكبرى،ليأتى شباب ” تريدا ” بمفهوم جديد يواكب التحديات والمتغيرات المفاجئة والمتسارعة فى الأسواق المحلية والعربية والعالمية، فكر يقوم على التوازن الدقيق بين حرص” تريدا ” على حماية مصلحة مشترى السلعة ومستهلك المنتج وطالب الخدمة، بتوفيركل ذلك له بالجودة المطلوبة والضمانات التامة وبالسعر العادل وتوصيله له بتكلفة لاتذكر من أى مكان وإلى أى مكان مهما كان،والأهم توفير كل ما هو من شأنه تلبية احتياجات المواطنين بكل فئاتهم ومستويات دخولهم ومواقع إقامتهم بصورة أقرب للمثالية بما يحقق رضاهم الكامل، فى الوقت نفسه تعمل “تريدا”على تحقيق مصلحة طرف المعادلة الأخر من منتجين وتجار وبائعين ومقدمى خدمات، من منطلق حرص شباب”تريدا” على صنع نجاح المنتج والتاجر والبائع، أوعلى الأقل زيادة فرص هذا النجاح بأفكار مبتكرة وأساليب متطورة من شأنها أن تحقق المزيد من الأرباح والعوائد وبالتالى المزيد من تراكم النجاح وتطور النشاط واتساعه وكبر حجمه..ليس هذا فقط ما حرص عليه شباب “تريدا” بل إن حرصهم الأكبرهو خلق مناخ عادل ومتكافئ حيساعدالمنتج المصرى على النجاح وتحقيق القيمة المضافة،والصمود أمام غزو المنتجات الأجنبية المنافسة له محليا؛ مع فتح أسواق وفرص جديدة لتصديره للخارج،حيث تعمل “تريدا” على منظومة علمية وعملية متكاملة من بحوث التسويق الميدانى لاحتياجات الأسواق والمستهلكين بالداخل والخارج،فضلاً عما يتمتع به نهج شباب “تريدا”من الحس الوطنى والإنسانى، ويكفى مبادرتهم بتخصيصهم جزء من عوائدهم اليومية للدعم الإنسانى للأشقاء فى فلسطين أولاً بأول،وبصورة عملية مؤثرة إيجابياً دون طنطنة أو ضجيج أو ترديد شعارات وإطلاق سيول من الكلمات دون فعل حقيقى مؤثر ومفيد وفاعل لمساعدة الأشقاء فى فلسطين والتخفيف من معاناتهم الإنسانية.
إن أفكاراً شابة ومتطورة وذات حس وطنى وأخلاقى مثل أفكار شباب “تريدا” هى التى تحسن شروط الحياة لأفراد مجتمعنا ، وتغير مصائر أوطاننا وأمتنا إلى الأفضل، وترسم ملامح و صورة مستقبل التطور المنشود عبرهذه الرؤية الشابة الجديدة، فى “جمهوريتنا الجديدة “.. رؤية “تريدا” التى تحفزنا على أن نكون فى عملنا وكل حركتنا فى الحياة ” مبدعين” وعمليين،ولكن على قاعدة المسئولية المجتمعية والوطنية، بداية بعمليات البيع والشراء البسيطة فى حياتنا اليومية ،وحتى الجهود المتعددة والمتنوعة لدعم أولوياتنا الوطنية،ومصالح أمتنا العليا وقضايانا القومية وفى القلب منها القضية الفلسطينية .
لهذا كله ولأكثر منه ادعموا أوطانكم ومصالحكم وأنفسكم ومستقبل أبنائكم،بدعم منتجاتكم المصرية،ادعموا تجربة “تريدا” المصرية العربية الرائدة..التى تستعد لإطلاق معرضها الأول بتقنية “الثرى دى” https://treedaeg.com/ فى سابقة هى الأولى من نوعها فى الأسواق المصرية والعربية، فى تجربة تجعلك تعيش الواقع فى رحاب العالم الافتراضى ،فتراه بعينيك وتلمسه بيديك ،وهى تجربة تنقل مزايا ومعطيات هذا الفضاء الافتراضى،ليكون فى خدمة الواقع المعيشى والحياة اليومية فى مصر،وليس العكس، ادعموا كل التجارب المصرية والعربية الشابة الرائدة والوطنية،ولاتتخلوا أبداً عن رهانكم على شباب أمتكم،لأنه طوق النجاة للخروج من أزماتنا العاصفة ،ولاتتخلوا عن رهان شباب “تريدا” عليكم فهو رهان حياة نرجوها ونستحقه.

استثمار مقاطعة السلع المستوردة بدعم صناعاتنا الوطنية وتقوية اقتصادنا و صحتنا

 
بقلم / سارة السهيل

الفرص تتفجر من بطن الازمات والكوارث ، كما تتفجر الينابيع من باطن الأرض لتحي الأرض بعد موتها ، والحقيقة ان معظم أراضينا العربية تواجه شبه الموت الاقتصادي في العقود الاخيرة  بفعل اعتمادنا على السلع المستوردة من الخارج في كل مفردات حياتنا اليومية من مأكل ومشرب ودواء  وتجميل وزينة .
في المقابل هجرنا صناعتنا المحلية وجعلناها على الهامش ، و الأنكى من ذلك كله ان الكثير من الصناعات المحلية في أوطاننا العربية من شركات ومصانع تعمل بنظام الفروع للبراندات الماركات والعلامات التجارية العالمية مما جعلنا تابعين  في اقتصادنا لهذه العلامات  .
ومن رحم مأساة  غزة المحاصرة ، تفجرت الفرصة لمناصرة شعبها الصامد على الأرض بسلاح مقاطعة شعوبنا  للسلع والمنتجات الغربية  لدعمها لسلطات الاحتلال الاسرائيلي في تدمير غزة وشعبها ، وتوسعت حملات المقاطعة لإحياء البديل الوطني من المنتجات المحلية العربية .
هذه المقاطعة  التي خرجت من رحم آلام شعب غزة ، وأدارتها الشعوب العربية  من بواعث أخلاقية ودينية وانسانية  تحتاج الى استغلال حكيم من جانب الحكومات والمسئولين ورجال الأعمال العرب وتوظيفها لدعم الاقتصاديات الوطنية من خلال ثلاث محاور هي :
المحور الاول يركز على : التوسع في رقعة الانتاج الزراعي والصناعي العربي ، وضخ الاستثمارات  الوطنية  بهذين الحقلين بدلا من استثمار رجال الاعمال العربي أموالهم بالخارج .
ويمكن لكل قطر عربي انتاج السلع التي يحتاجها شعبه من غذاء ودواء وصناعات وطنية بما يشجع الصناعة المحلية  وبعثها حية مجددا كصناعات الملابس والاغطية والمفروشات والمنظفات والمطهرات وأدوات المائدة وغيرها ، على ان  يتم ذلك بخطط مدروسة وبعناية فائقة لتؤتي ثمارها بسرعة تحتاجها أوطاننا . على سبيل المثال لا الحصر
فالصمغ العربي  الذي يتواجد 70 % منه عالميا  بالسودان يمكن للتعاون العربي في استثماره عربيا بإدخاله في العديد من الصناعات كالطباعة وانتاج الطلاء ، والغراء ، ومستحضرات التجميل والعديد من التطبيقات الصناعية الدوائية والغذائية .
 والرمل المصري الموجود في سيناء  يعد من أنقى انوع الرمل بالعالم ، وهو يمكن توظيفه في تصنيع أشباه الموصلات والسيليكون اللازم لتصنيع  الرقائق الاليكترونية .
وتشتهر اليمن بزراعة البن وبعسل النحل الجبلي ويمكن تطوير هذه الزراعات والتوسع فيها وزيادة انتاجها محليا كسلع تنافسية تزدهر بها اليمن ، ويمكن اقامة عدد
من المشروعات الصناعية القائمة على منتجاتها محليا .
المحور الثاني :  يركز على استغلال سلاح المقاطعة في دعم الصحة  العامة بدولنا العربية ، بالاعتماد على المواد الخامة الصحية المتوفرة في بلادنا مثل استبدال الصابون المستورد والمصنوع من مواد كيمائية بمكونات وطنية لإنتاج الصابون من الغار وزيت الزيتون مثل الصابون النابلسي ، واستبدال البيبسي كولا التي تحتوي كل علبة منها على ما يعادل عشرة معالق سكر ، بمشروبات محلية قليلة السكر ، وبذلك نمنع أمراض السكر و الضغط و الكوليسترول وتوابعها في بلادنا  فالمقاطعة لهذه المنتجات الضارة ستؤثر ايجابيا على صحة الناس .حتى انني شاهدت فيديو لرجل امريكي يؤكد وجود لحوم بشرية خاصة لأطفال في لحوم احد المطاعم العالمية المشهورة جدا و التي تم مقاطعتها حاليا بسبب دعمها الصريح للحرب على أطفال غزة.

وأيضا التوقف عن شراء اللحوم المجمدة والمصنعة المستوردة من الخارج والتي لا نعلم طريقة ذبحها وفق الشرائع السماوية أم لا ؟ ولا نعلم طريقها هرسها وفرمها بجلدها وعظامها أم لا ؟ !!! والعودة لطريقة  أهالينا في شراء اللحوم الطازجة من  الجزار وفرمها أمام أعيننا لضمان سلامتها وجودتها الصحية .
أما المحور الثالث : فيعتمد على قدرة رجال الاعمال الوطنيين في استثمار المقاطعة بضخ اموالهم في استثمارات زراعية وصناعية تقدم بدائل للمنتجات المستوردة وبجودة لها قدرة على المنافسة العالمية ، وهو من شأنه ان يحفظ أموالهم  داخل  الوطن بدلا من استثماراها بالخارج وحمايتها من التعرض لمخاطر خارجية ، ومن شأنه أيضا فتح مجالات عديدة من الانشطة التجارية الصناعية التي تستقطب الأيدي العاملة المحلية بما يقضي على البطالة ، وايضا يقلص الاعتماد على العملات الاجنبية خاصة الدولار ، ويقوي العملات الوطنية  .
 في تصوري ، لو أننا أحسنا استغلال سلاح المقاطعة على هذا النحو فانه بإمكاننا ان ندعم اقتصاداتنا الوطنية بما يقوي مركزنا السياسي في العالم الذي يتخذ من مصادر القوة الاقتصادية مرتكزا لقوته السياسية والعسكرية وفرض قراره على الدول النامية .
ويجب الا نغفل أبدا عن حقيقة ان الصهاينة سيطروا على المجتمع الدولي بسلاح الاقتصاد والمال والاعمال ، وبسطوا ايديهم على السوق العالمي وفرضوا كلمتهم القوية عليها من خلال سيطرتهم على البنوك والصناعات .
فعائلات روتشيلد و روكفلر ومورجان  دوبونت و بوش وغيرها ممن يسيطرون على الاقتصاد العالمي هم انفسهم الذين يتحكمون في صعود المرشح الرئاسي لقيادة القوى العظمي الامريكية .
من هنا يظل دعم اقتصاديتنا الوطنية ضرورة رئيسية في حماية أمننا الوطني والقومي ، ولدينا كل مقومات النهوض الاقتصادي مواد خام من غاز ونفط وذهب ومعادن وغيرها يمكن توظيفها في صناعات محلية تلبي احتياجات سوقنا العربي الكبير ، ويمكن ايضا الاستفادة من أبنائنا الذين تلقوا احدث نظم التعليم بالخارج وتوظيف علومهم في تطوير منتجاتنا الوطنية .
أتصور ان صناعتنا الوطنية العربية ترتكز على أرضية صلبة من مقومات الصناعة الحديثة ، فالكثير من الدول العربية التي حققت طفرة في الصناعات الهندسية مثل الغسالات والثلاجات والمواقد وغيرها بأيدي وطنية ومستعينة بخبرة أجنبية ، وقد تشربت الأجيال العربية هذه الخبرة وباتت تطور عليها ، ويبقي علينا توطين هذه الصناعات محليا وضخ  استثمارات وطنية في تطويرها  بجودة عالمية لتلبي احتياجات الداخل  العربي والباقي يجد طريقه للسوق العالمي . كما ان صناعة الدواء في الأردن صناعة يشهد لها العالم من تطور وتقنية عالية.
ولابد من مواكبة التحول للإنتاج المحلي زيادة الاهتمام بالبحوث العلمية والصناعية وتوظيف نتائجها في تحقيق طفرة صناعية بأوطاننا العربية ، مع نشر الوعي الاعلامي التسويقي بالمنتجات الوطنية  ، والعمل في تغيير انماط الاستهلاك  والتسوق في دولنا العربية لكي تتسق مع المنتجات المحلية القومية .
وتحقيق هذا الهدف الاسمي من نهوض صناعتنا واقتصاديتنا العربية مرهون بتوافر جملة من الشروط المهمة منها توافر دعم حقيقي من الحكومات والقطاع الخاص لتقديم منتج جيد الصنع وبسعر تنافسي .

الكاتبة الكبيرة سارة السهيل تكتب .. الهوية وحفظ سلامة الأوطان

بقيلم / سارة طالب السهيل 

الهوية الوطنية هي مجموعة من المعتقدات والقيم والممارسات التي تميز مجموعة معينة من الأفراد عن غيرهم. تشمل الهوية الوطنية اللغة والدين والتاريخ والثقافة. تعتبر الهوية الوطنية أمرًا أساسيًا، حيث تمنح الأشخاص شعورًا بالانتماء والهوية الذاتية، كما تساعد على فهم موقعهم في العالم، إضافة إلى ذلك، فهي تجسد الشعور بالانتماء، كما أنها تتضمن الحقوق والواجبات للمواطنين.

تعتبر الهوية الوطنية مفهومًا معقدًا ومتعدد الأوجه تتأثر بعوامل مختلفة مثل التاريخ والثقافة والسياسة، وتتغير باستمرار حيث تتفاعل وتتكيف مع الظروف المتغيرة.

مؤخرا، أصبحت قضية الهوية الوطنية مهمة جداً في العالم. بسبب العولمة والهجرة التي أدت إلى زيادة التواصل بين الأشخاص من خلفيات مختلفة. وتحديات جديدة، حيث يجد الأشخاص صعوبة في توفيق هويتهم الوطنية وهويتهم العالمية.

تعتبر الهوية الوطنية أحد العوامل المهمة في حياة الناس، بالرغم من التحديات التي تواجهها. فهي تمنحهم شعوراً بالانتماء والهوية الثقافية، وتساعدهم على فهم مكانهم في العالم.

الهوية الوطنية تؤدي دورًا كبيرًا في ربط المواطن ببلده من خلال اللغة. فاللغة هي جزء أساسي من الهوية الوطنية، والشعور بالانتماء والارتباط.

الدين يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز الهوية الوطنية. إذ يعتبر نظامًا يحدد معتقدات وقيم الناس وتصرفاتهم. عندما يتفق الناس على الدين نفسه، يشعرون بالترابط والانتماء إلى بعضهم البعض.

فبكل تأكيد في الوطن الواحد عادة عدة أديان يحترم كل منهم الآخر وغالبا نستطيع أن نعتبر الديانات السماوية الثلاث دينا واحدا من حيث المصدر والهدف، وإن اختلفت التشريعات. ورغم أن التشابه بالأديان يعزز التفاهم والانتماء والاندماج، إلا أن تنوع واختلاف الأديان يجب ألا يكون عائقا في طريق الانتماء الوطني والالتفاف حوله؛ لأن بالنهاية الدين عبادة خاصة بين الإنسان وربه، ولكن الوطن قضية عامة تخص كل مواطن.

التاريخ هو أيضًا جزء مهم من الهوية الوطنية. التاريخ هو قصة شعب معين، وهو يساعد الناس على فهم من هم، وكيف وصلوا إلى ما هم عليه اليوم. عندما يتشارك الناس التاريخ نفسه، فإنهم يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا ببعضهم البعض.

الثقافة هي أيضًا جزء مهم من الهوية الوطنية. الثقافة هي مجموعة من العادات والتقاليد والمعتقدات التي تميز مجموعة معينة من الناس. عندما يتشارك الناس الثقافة نفسها، فإنهم يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا ببعضهم البعض والارتباط بأرضهم. وذلك لأن الهوية الوطنية تعطيهم شعوراً بالانتماء.

عندما يشعر الناس بالارتباط بأرضهم، فإنهم يكونون أكثر استعدادًا للدفاع عنها وحمايتها.

عانت دولنا العربية قبل عقدين من الزمان من العديد من الأفكار المتطرفة التي سعت للانقضاض على ثوابت هويتنا الوطنية، والتي هي ركيزة أساسية في أمن وسلامة مجتمعاتنا سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا.

وساهمت تكنولوجيا اتصال المعلومات ووسائل الاتصال والسموات المفتوحة في وصول العديد من الأفكار المنحرفة إلى الأجيال في عقر دارهم، فتلقوها دون وعي منهم بمخاطرها على سلامة هويتنا الوطنية والقومية، ومع الوقت تفاقمت مخاطر حروب الجيل الرابع والخامس وغيرها، فتمزقت العديد من البلدان في حروب داخلية وانقسامات حزبية وطائفية وعرقية كما في لبنان وسوريا واليمن والعراق وغيرها.

من هنا تكتسب قضية الحفاظ على الهوية الوطنية، وتعضيدها وتماسكها أهمية قصوى، في زمن تسعى فيه القوى الكبرى إلى تمزيق الدول وتفتيتها وتشظيها للانقضاض عليها، ومحوها من الخارطة الدولية، وفقا لمخططات شيطانية تحولنا مع الوقت إلى عبيد بعد أن كنا أحرارا وأسيادا في أوطاننا.

ولا سبيل للحفاظ على أوطاننا العربية بمعزل عن الحفاظ على هويتنا الوطنية وتحصينها من أمراض التفتيت الفكري والعقدي والاثني، وتعزيز المناعة المجتمعية، أولا بالوعي بأهمية مفهوم الهوية، وثانيا بالحفاظ على مقوماتها وتطوير أدواتها لتناسب متغيرات العصر وتحدياته.

فالتشظي الذي عانته دولنا العربية بسوريا والعراق واليمن ولبنان في فترات سابقه ، كان نتاجا لغلبة أفكار تعلي من شأن العرق تارة أو الطائفية والإثنية والدينية والحصانة الحزبية تارة أخرى، وأفضى كل ذلك إلى صراعات وحروب داخلية قوضت أمن واستقرار هذه البلدان، ونهشت في جسدها ودمرت اقتصادها.

لذلك تبقى الهوية الوطنية والحفاظ عليها مفتاحا رئيسيا للحفاظ على الأمن القومي للأوطان يضمن قدرتها على الصمود في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وعبور كل موجات الأزمات والمخططات الرامية لتدمير الأوطان.

تأثيرات خارجية

ساهمت مجموعة من التأثيرات الخارجية بالسلب على الهويات الوطنية للشعوب، في مقدمتها تأثير وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة، في إضعاف مناعة مجتمعاتنا وإضعاف هويتنا الوطنية، الأمر الذي أثر بالسلب على أمن واستقرار دولنا العربية سياسيا واقتصاديا.

فالمتلقي العربي لم يكن قادرا على فرز الغث من الثمين من أفكار ومضامين ثقافية عبر وسائل الاتصال التقنية الحديثة، وأوقع الكثير في فخاخ أفكار التطرف والإرهاب.

تواكب ذلك مع غياب تشريعات قانونية تضبط شبكات التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يتطلب وضع استراتيجيات وطنية لحماية الجماهير من هذه المخاطر، وتوظيف تقنيات العصر في غرس الهوية الوطنية والانتماء لدى النشء والشباب وتشكيل وعيهم ووجدانهم بشكل صحيح وزيادة وعيهم بمفهوم الأمن القومي والحفاظ على أمن واستقرار الدولة وقوتها.

تجليات الهوية الوطنية

تعبر الهوية الوطنية في تجلياتها الواسعة عن قيم الانتماء إلى الأرض والتاريخ والعادات والتقاليد، فهي بناء أخلاقي تراكمي تتوارثه الأجيال، وتضيف عليه من مكتسبات حاضرها ما يمكنها من التعايش مع ظروف العصر وتحدياته، وتترجم هذه المعطيات جميعا على أرض الواقع في التعاون المجتمعي والجمعي في الحفاظ على النظام العام واحترام الحقوق والواجبات المتبادلة بين الحاكم والمحكوم.

ويظل الاندماج الكلي بالهوية الوطنية هو أعلى مراتب الحفاظ على الوطن، وهو ما يترجم عمليا في تحقيق مكتسبات الاستقرار والأمان الفكري والسياسي والاقتصادي الاجتماعي.

فالهوية الوطنية تشكل مفردات حياتنا اليومية وسلوكنا الاجتماعي الخاص بطبيعة معيشتنا في الأفراح والأتراح وحل النزاعات الاجتماعية والقانونية وحقوق المواطنة والأديان والأعراق ورؤيتنا لقيم العدل والمساواة والأخلاق جميعا.

وإذا ما توافرت هذه القيم والعناصر داخل الهوية الوطنية، فإنها تصبح مصدرا للفخر والاعتزاز الفردي والاجتماعي، وحافزا شعبيا للذود والدفاع عن الوطن ضد أي مخاطر.

تعزيز الهوية

تنطلق مهمة تعزيز الهوية الوطنية بالحفاظ على مقوماتها من موقع جغرافي واحد وتاريخ مشترك وحقوق متساوية كحق التعليم وحق الملكية، وثروات موظفة لصالح المواطن وتعليمه وتثقيفه وتشكيل وعيه بالوطن و الأرض والدين والحضارة والتراث، ذلك عبر أدوات التعليم والإعلام والتثقيف والقيم الدينية التي تعلي من شأن الأوطان والحفاظ عليها، حافظة الإنسان على عرضه وأرضه وماله ودينه.

ويرتبط تعزيز الهوية بعناصر مهمة مثل إظهار الفخر الشعبي بالتراكم الحضاري والتراثي في الأوطان والحفاظ عليه، وحماية التراث من التزييف، والتصدي للأفكار المتطرفة والإرهاب ومحاولات سرقة الهوية. وهو ما يتطلب وضع برامج توعية ترسخ لقيم المواطنة والارتقاء بالذوق العام والحس الجمالي، وبرامــج أخرى تتصدى لأفكار التطرف والإرهاب وبيان خطورتها على المجتمع.

وينبغي تنشيط مؤسسات الدولة التعليمية والتربوية والإعلامية والثقافية والدينية للقيام بدورها في بناء الشخصية والهوية الوطنية، ووضع تشريعات ثقافية للحفاظ على الهوية الوطنية انطلاقا من الحفاظ على اللغة الوطنية الأم، مرورا بالحفاظ على الصناعات التراثية واليدوية وإحيائها وتدريب الشباب عليها لتحويلها إلى منتجات صناعية تتولى الدولة تسويقها لفتح مجالات عمل للشباب تحميهم من البطالة والفراغ الذي يستغله أعداء الوطن بمناهضة استقرار البلاد.

كذلك تطوير الخطاب الإعلامي والديني والثقافي الموجه للشباب العربي، والذي يشكل ما يزيد عن 40% من تعداد السكان الغارق في العولمة بكل ما فيها سلبيات وإيجابيات، والغارق أيضا في متاهات الرقمية بكل صورها وتحدياتها العصرية لمجتمعاتنا العربية وقيمها الأخلاقية.

وهنا تبرز الحاجة إلى تطوير مستويات الخطابات الموجهة للشباب بما يساعدهم على فهم الدين والمعطيات الحضارية بما يناسب عصرنا وعقولنا، ويحفظ أمن واستقرار الأوطان.

وأمام تحديات عصر الفضاء الإلكتروني، فلا بد من مواكبة ما تفرزه لنا من أفكار خطرة، وذلك من خلال توفير المنتج الثقافي العربي الوطني إلى جمهوره الشعبي في المدارس والنوادي ومراكز الشباب، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مما يسهم في تفعيل منظومة تشكيل الوعي العام بالهوية.

ووضع سياسات ثقافية تواكب واقعنا المتغير بسرعة، بإنشاء قنوات خاصة تقدم محتوى عربي للأطفال من ثقافتنا ومعبر في الوقت نفسه عن معطيات عصرنا الحديث وهو ما يمكننا من الحفاظ على الهوية القومية والوطنية.

كما باتت الحاجة أشد إلحاحا على توفير المنتج الثقافي بسهولة إلى جمهوره الشعبي في المدارس والنوادي ومراكز الشباب، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي من شأنه الإسهام في تفعيل منظومة تشكيل الوعي.

إن الهوية الوطنية هي مفتاح بقائنا أعزاء في دولنا، ومفتاح التمتع بثرواتها عوضا عن أن تذهب هباء لأصحاب الأجندات والمصالح الخاصة والمطامع الخارجية.

وغرس مفهوم الهوية الوطنية لدى الأجيال لا بد أن ينطلق من قواعد ضـــــرورة الإيمان بالوطن كدولة وكيان والانتماء إليه انتماء الفرد إلى عائلته، وتحقيق مصالح الأطياف المجتمعية الفكرية والسياسية والعرقية الدينية المشكلة لمفردات هذا الوطن، وتحقيق المساواة بينهم في الحقوق والواجبات.

واعتراف الدولة من جانبها بكل أطياف المجتمع كشركاء في بناء الوطن وتشكيل هويته الوطنية.

ومحاربة أي خطاب إقصائي أو تخويني لمكون أو طيف أو عرق من مكونــــات هذا الوطن، وضمان حرية الاختلاف والحريات العامَّة والشخصية.

وتقديم النموذج القدوة لرجال الأعمال الوطنيين الذين يؤثرون ضخ أموالهم في مشروعات تنموية بالوطن عوضا عن الخارج لتقوية الاقتصاد الوطني، وكذلك إبراز النماذج الوطنية التي ساهمت في الحفاظ على الهوية الوطنية من فنانين ورياضيين ومهندسين ومعلمين ومفكرين وغيرهم.

الطرق للحفاظ على الهوية الوطنية  هي

تعزيز اللغة العربية

الحفاظ على التراث الثقافي  من خلال دعم الفنون والحرف اليدوية التقليدية.

تعزيز السياحة  من أجل التعريف بالتراث الثقافي.

دعم التعليم والتدريب المهني من أجل الحفاظ على المهارات التقليدية.

تعزيز دور المرأة من أجل الحفاظ على القيم والتقاليد.

تعزيز دور الشباب من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

تعزيز دور الإعلام من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

تعزيز دور المؤسسات الدينية من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

تعزيز دور المؤسسات التعليمية من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

تعزيز دور المؤسسات الثقافية من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية، وتشمل الشعر والأدب والقصص والأناشيد والأغاني والأعمال الدرامية والفنية والموسيقى والرسم والنحت والأعمال اليدوية والمزخرفات والملابس التقليدية، وكل ما يتعلق بترسيخ التراث وتثبيته في عقل ووجدان الشعوب.

* تعزيز دور الأسرة من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

* تعزيز دور المجتمع المدني من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

* تعزيز دور القطاع الخاص من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

* تعزيز دور الحكومة من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

* تعزيز دور المؤسسات الدولية في المجتمع من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

 

 

 

تجريم معاداة العرب والفلسطينية مطلب شرعي و فوري

بقلم / سارة طالب السهيل

ظن المجتمع الانساني العالمي ، انه قد عبر آلام الحربين العالميتين بكل ارهاصاتهما من فاشية ونازية وكلاهما يعليان من التعصب القومي  ، والعداء للأجانب من الأجناس الأخرى .
هذه الأفكار التي انتصرت لأعراق بعينها على حساب تهميش و تحقير وإبادة شعوبا وأعراقا تراها أقل شانا ، ولاتزال تحيا في جنبات عالمنا المعاصر . واعتنق النازيون فكرة أن اليهود هم جنس منفصل وأقل شانا ، وهو ما عرف بمعاداة السامية العنصرية .
العنصرية النازية الألمانية قادت الى اضطهاد وجرائم قتل جماعي لستة مليون يهودي وملايين آخرين ، وورث الصهاينه هذه الأفكار المسمومة ، وجعلوا من أنفسهم كشعب الله المختار ، وما دونهم من الشعوب  العربية بعامة والفلسطينية بخاصة الأقل حقا في الحياة والكرامة والحقوق ، بل والأجدر بالزوال لبقاء شعب إسرائيل المختار !!!
وشرعن الصهاينه وفق هذا الميراث اغتصاب ارض فلسطين وتهجير وقتل شعبها بمجازر وحشية عبر عقود طوال ومارسوا بحقهم جرائم التعذيب والتطهير العرقي كما يجري اليوم بغزة المحاصرة بلا ماء وطعام ولا دواء ، بينما دعمت أوروبا الفاشية والنازية والعنصرية وحشية الصهاينه بحق الفلسطينيين باعتماد قانون  تجريم معاداة السامية لتحرر نفسها من عقدة جرائمها بحق الصهاينه. نحن جميعا لسنا ضد اليهود كدين و لا ضد اليهودية كعرق و لا نعاديهم و لا نضطهدهم و لا نكرههم و لم نكن يوما ضد السامية بأي شكل من الاشكال
و لو ذكرت مذابح اليهود من الهولوكوست و غيرها امام اي عربي مسلم او مسيحي ستجده حزينًا محتجا متعاطفا مع اليهود و ضد كل من يحاول تعنيف و اضطهاد و الاساءة الى اي انسان مهما كان جنسه و عرقه و دينه و هذا ما تربيت عليه طوال عمري و هذه القيم هي نفسها التي جعلتني اقف بصف المظلومين الفلسطينيين المدافعين عن ارضهم و بيتهم و حقوقهم بالعيش بأمان و سلام هم و اطفالهم
ولكن كان بالمقابل الغرب هو من عادى و اعتدى على اليهود قبل احتلالهم ارض فلسطين و مع ذلك
بموجب قانون تجريم  معاداة السامية جعل رؤساء الغرب واعلامه يعطون لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها وهي دولة احتلال بعد مقتل 1400 إسرائيلي خلال هجوم حماس ، في مقابل استشهاد قرابة 9488 شهيد بينهم 3900 طفل و2500 سيدة حتى اليوم في شهر واحد
بينما القانون الدولي يعطي الحق للفلسطينيين تحت الاحتلال حق المقاومة المسلحة للتحرر من الاحتلال ، فان ما فعلته إسرائيل  بشعب غزة خالف كل شروط  للدفاع عن النفس . فاستهدفت المباني المدنية والمستشفيات والكنائس والمدارس والمخابز وقتل مئات الأطفال ، وإبادة عائلات بأكملها ، واستخدمت الفسفور الأبيض المحرم دوليا ، وأسقطت ما يوازي ربع قنبلة نووية على قطاع غزة ، وفقا للمصدر الأورو متوسطي .  
هل ما يحدث في غزة جريمة إبادة جماعية ؟  
وقد  ثبت  للعالم كله اليوم ان إسرائيل تقوم بعمليات ابادة جماعية للشعب الفلسطيني خاصة في غزة للقضاء على العرق العربي بأرضها المقدسة ، تماما كما فعل النازيون باليهود في ألمانيا .
ترافق العنصرية الاسرائيلية بحق الفلسطينية تجريدهم من انسانيتهم
كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي ” بوآف غالانت ” نحن نقاتل ضد حيوانات كما شبهوا الفلسطينيين ب الجردان أو الثعابين على حسابات السوشيال ميديا الإسرائيلية لتبرير إبادتهم أصحاب الأرض الأصليين .
وكما تعاطف العالم مع اليهود عندما كانوا مستضعفين في الأرض ـ فإننا نطالب المجتمع الدولي والانساني والشرفاء في العالم من ساسة وقانونين ونشطاء حقوق انسان ومفكرين وفنانين ورياضيين ورجال دين مخلصين من كافة الأديان السماوية وغير السماوية في تبني حق الفلسطينيين في الدفاع عن انفسهم تحت الاحتلال ، وبسن قانون لتجريم معاداة العرب والفلسطينيين ، أسوة بقانون تجريم معاداة السامية .
فعلى كل من خرج  بالعالم كله من مظاهرات غطت ارجاء المعمورة تنديدا لقتل الاطفال والمدنيين بغزة ، ان يترجم موقفه ذلك عمليا بتبني تجريم معاداة العرب الفلسطينيين ، والضغط على حكوماتهم لجعل هذا المطلب المشروع واجب التنفيذ .

الذكاء الاصطناعي والمليار الذهبي

 

 بقلم / سارة طالب السهيل

 

الإيمان بدور العلم والتطور التقني فائق السرعة الذي نعيش في كنفه، ضرورة فرضتها حضارة الألفية الثالثة للميلاد في تطوير نظم حياتنا الفكرية والعلمية والعملية كعلم يحافظ على البشرية ونفعها ولا يضرها.

ولكن عندما يرتبط العلم بأذى البشرية إلى حد إفنائها بالكوارث وتدمير ثقافتها ومعتقداتها وقتلها بسلاح العلم ماديا أو روحيا ومعنويا، فهذا لا يقبله إنسان جبل على أخلاق الرحمة.

وعندما انتشرت الأوبئة والأمراض، وحبست البشرية داخل منازلها، وتوقفت عن العمل والإنتاج، وتحولت الكرة الأرضية إلى خرابة خالية من الحيوية والحــركة، أصابني الخوف من المستقبل، وإلى أين تقودنا العلوم الإليكترونية؟ وهل صحيح قد تنفذ المخطط الشيطاني للمليار الذهبي؟ وإلى أي حد يمكن توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي اللامحدودة في تنفيذ هذا المخطط. ناهيك عن الأساليب الأخرى من الأوبئة واللقاحات والأدوية وإضعاف المناعة من خلال الأطعمة والأشربة وممارسة الحياة اليومية غير الصحية التي اندرجت في حياتنا باللاشعور

الواقع العملي، قد أثبت مبدئيا أننا صرنا مسلوبي الإرادة والتفكير الحــر أمام قدرة الحاسوب وتطبيقاته المختلفة، وقد تجلى ذلك خلال فترة وباء كوفيد، فكان الجوال (الجوال) والحاسوب (الكومبيوتر) والآي باد الوسيلة الوحيدة للعمل والتواصل، كما أنه أتاح الفرصة للذكاء الاصطناعي للتدخل في سوق العمل، وإمكانية توفير العمالة.

فكان الوباء فرصة لتقليص العمالة، في مقابل القليل منهم يعمل من المنزل وتحقيق فوائض مالية ومكاسب كبيرة لأصحاب الشركات، وهنا ظهر الذكاء الاصطناعي ليحل محل المهندس والموظف والكثير من المهن، لكني لم أتخيل أن يتطور الذكاء الاصطناعي ليقتل إنسان، أو يدفع الإنسان دفعا لقتل نفسه منتحرا عبر أحد برامج الذكاء الاصطناعي.

كم هالني وأفزعني ذلك الخبر المنشور بصحيفة ليبرا البلجيكية، من أقدام رجل بلجيكي على الانتحار بعد قضائه شهرًا ونصف الشهر في التحاور مع برنامج دردشة الذكاء الصناعي (إليزا) الذي أدمنه كالمخدرات.

ووفقا لزوجته، فإن الرجل كان قد شُغل طيلة عامين بقضايا المناخ والبيئة المعقدة، فلجأ إلى الذكاء الصناعي لحلها عبر برنامج إليزا، الذي شاركه وتساؤلاته المؤرقة، وقضى وقتًا طويلًا في الحديث معه.

وفي محادثة الرجل مع برنامج الدردشة ليزا، صرح بأنه يفكر بالانتحار، لترد عليه ” إليزا “إذا أردت أن تموت، فلماذا لم تفعل ذلك عاجلًا؟

وما كان من الزوجة سوى تحميل المسؤولية في وفاة زوجها إلى الروبوت.

قد تكون هذه الحادثة الفردية نقطة في بحر الكوارث المنتظرة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي لا يعلم مداها إلا الله تعالى، فقصة الرجل البلجيكي تبدو في ظاهرها بسيطة رجل حاول استخدام التقنية في خدمته وحل مشكلاته، ولكنها مع الوقت سيطرت عليه، واستعبدته فقتلته بدم بارد دون عزاء للإنسان ولا فرصة للأخذ بالثأر.
وكما يذهب بعض الخبراء المتخصصين، فإن اعتمادنا على الروبوتات في حياتنا اليومية، وإحلالها محل البشر في الكثير من المهن، قد يكون أحد مرتكزات تنفيذ مخطط المليار الذهبي.
نحن لسنا ضد التقدم والتطور في الوسائل والأدوات والطرق والأساليب التي تساعدنا وتسهل علينا حياتنا، وتخدمنا وتقلل علينا الجهد والتعب والوقت ولا شك أنها اختراعات عبقرية لأناس جاهدت وتعبت لتصل لمثل هذا التقدم التقني، ولكن يعود الأمر إلى أساليب استخدامها وطوق التعاطي معها، وإلى ما يبث من خلالها أيضا.
فكل شيء في بدايته كان غريبا ومستهجنا، وتنقسم الناس في هذه الحالة إلى نصفين مؤيد ورافض.
ولكنني هنا أقف بالمنتصف أميل إلى كفة المؤيد، ولكن بشروط، على أن يتم ملء هذه الأجهزة والبرامج المتطورة بكل ما هو إنساني ونبيل، ويتوافق مع القيم الإنسانية النبيلة، ويخدم المجتمع والترابط الأسري والمجتمع بشكل عام، إضافة إلى العلوم والتكنولوجيا وكل ما يمت إلى العلم الحديث بصلة.
فالعلم دون أخلاق لا جدوى منه
وقد كنت قد كتبت قبل سنوات عديدة وأنا في سن صغير أن العلم المتطور دون أخلاف وإنسانية أوجد لنا الأسلحة المتطورة التي لن تخدمنا إلا في القتل والحروب والتدمير، بينما العلم المتطور المصاحب للإنسانية والأخلاق اخترع لنا الأدوية والعلاجات ووسائل الراحة والمواصلات وغيرها من وسائل خدمة الناس.
ومن هنا ندعو مراكز العلم والعلماء في العالم الإضافة إلى أمخاخهم العبقرية الكثير من الحب والإنسانية والشعور بالمسؤولية والانتماء إلى الناس والسعي لتعمير الأرض لا هدمها
ومحاولة معالجة المشاكل بطرق أكثر إنسانية مثل تزايد أعداد الناس ونقص الغذاء والدواء والتلوث وتغيير المناخ فلكل قضية حلول ممكنة تحتاج القليل من الصبر والتخطيط مع الحزم للتطبيق
وستكون الأمور على ما يرام.

إن مستقبل البشرية صار محفوفا بالمخاطر في ظل تهديد الذكاء الاصطناعي بحسب المهتمين بهذه القضية، وهذه المخاوف لها ما يبررها في ظل التطوير المذهل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتسارعة، مثل روبوتات تؤدي وظائف طبية كسحب الدم من المرضى بدقة عالية، والكشف المبكر عن السرطان وغيرها.

فالمبرمجون قادرون على صنع برمجيات خبيثة قد تراوغ برمجيات مكافحة الفيروسات الإلكترونية، وتستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي – كما يقول الخبراء – المعدة للاكتشافات، أن تتعرف إلى أدوية جديدة، لكن الوصف نفسه ينطبق على صنع أسلحة كيماوية. وذلك كما في تجربة تركيب غاز السارين من قِبَل الذكاء الاصطناعي، وتعرفه على 40 ألف مادة كيماوية سامة خلال 6 ساعات، وبعضها أكثر سمّية من أي سلاح كيماوي معروف.

ولنتخيل قدرة تركيب غاز السارين وحده في الفتك بالبشرية، وما بالنا بالتطبيقات الاستكشافات الأخرى غير المعلنة وتأثيرها في بني آدم؟!! ولعل إعلان شخصيات مؤثرة مثل ستيفن هوكينغ و إلون ماسك وبيل غيتس، عن أن التطور المهول لهذه التقنيات ربما يمهد لفناء الجنس البشري أكبر دليل على مخطط المليار الذهبي بقاطرة الذكاء الاصطناعي.

وللأسف، فإن مستقبل البشرية واقع عملي تحت سيطرة الذكاء الاصطناعي يتحكم به كيف يشاء، خاصة وأن أدوات الذكاء الاصطناعي بيد الشركات العالمية الهادفة للربح وأنظمة السلطات العالمية الكبرى المنفذة في معظمها، للمخطط الذهبي.

وكما يقول خبراء البرمجيات، فإن المخاطر تتحقق عند الاستخدام الخاطئ لبرمجيات الذكاء الاصطناعي من خلال طريقين أولهما: إعطاء تلك البرمجيات مساحة للتحكم أكثر من اللازم دون رقيب، وثانيهما استخدامها على نطاق واسع في بعض المجالات قبل أن يكون الإنسان مستعدا لها.

واتفق مع دعوة خبراء البرمجيات لضرورة إيجاد وسيلة يستطيع بها الإنسان وقف برامج الذكاء الاصطناعي، وتوفر إمكانية بالتدخل البشري عند الشعور بالخطر.

وسن تشريعات دولية ووطنية دقيقة لاستخدام تلك التقنية وعقوبات صارمة لمن يتجاوزها من الأفراد والدول.

تحمل الشركات الكبرى المسؤولية القانونية والإنسانية، ودعوتها إلى إبطاء استخدام تلك الذكاء الاصطناعي، لدراسة تأثيراتها المخيفة على البشر.