غزة بين صمود الرجال وقسوة المحن.. لا تتركوها وحدها.بقلم الإعلامي عرفات الغول

غزة بين صمود الرجال وقسوة المحن.. لا تتركوها وحدها.بقلم الإعلامي عرفات الغول

يؤمن مناصرو القضية الفلسطينية بأن أهل غزة قلعةٌ للصمود، رافضون للتهجير، ثابتون رغم الجراح، في الوقت الذي يلوّح الطغاة بتهديداتهم، يروجون للمخططات، ويظنون أن الترهيب قد يفلّ من عزيمة أصحاب الأرض.

لكن، ماذا عن الأجساد التي تئن تحت وطأة الجوع؟ عن #الأطفال الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟ عن الأمهات اللواتي يخبئن وجعهن في صمت، خشية أن يرى الصغار دموعهن؟ كيف يُراهن على صمودٍ لا يجد ما يسنده من طعامٍ أو دواء؟

يبحث الغزيون عن الحياة وسط أنقاض مدنهم المدمرة، حيث صارت الأزقة مقابر، والمنازل ركامًا، والملاجئ وعودًا خاوية؛ هناك، في #المخيمات التي لا تقي من بردٍ ولا حرّ، يعيش الناجون من القصف، لا خيام تظللهم، ولا ماء يروي ظمأهم، ولا كهرباء تنير ظلام أيامهم.

لا يُنكر أحد أن #غزة تستحق الرهان، فأهلها أهل الأرض، وأصحاب القضية، وأيقونة الصبر والعزيمة، لكنهم – قبل كل شيء – بشر، تتعبهم الحياة، وتنهكهم المحن، ويحتاجون إلى يدٍ تمتد إليهم، لا لتمنّ عليهم، بل لتقول لهم: لسنا بعيدين عنكم، لن نترككم وحدكم.

غزة التي لم تعرف الهزيمة، غزة التي علّمت العالم كيف يُقاوَم، غزة التي تبقى حيّة وإن ماتت مدنها ألف مرة، تحتاج اليوم إلى أكثر من الهتاف والدعاء؛ تحتاج إلى من يعيد لها ماءها، دواءها، سقفها، دفء أطفالها؛ تحتاج إلى العالم ليقف معها، لا ليواسيها بكلماتٍ تذروها الريح، بل ليمدّها بأسباب البقاء.

لا يُراهن على الصبر حين يكون الموت هو البديل الوحيد، ولا يُطلب الصمود من جائعٍ حُرم حتى من كسرة خبز؛ غزة لا تخون عهدها، فلا تخونوا دموعها، ولا تتركوها وحيدة في هذا التيه القاتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.