مجلة ابداع العرب تمنح المرحوم الكاتب الصحفى والأديب محمود شحاتة لقب الأب القدوة.. والد الإعلامية سارة الحديدي
__________________
قالت ابنته الإعلامية سارة الحديدى عن والدها المرحوم الكاتب الصحفى والأديب محمود شحاته فى ذكراه ..عطر حياة..
كان أحد أيام الثلاثاء من الشتاء بل كان اكثرها حزناً وألما ، حيث ودعنا فيه واحدا من أهم رموز جيلنا المعاصر هو الأديب والكاتب الصحفى الكبير والإنسان والصديق الأكبر الأستاذ محمود عبد العزيز شحاتة، الذى رحل عن عالمنا فى الرابع من فبراير الماضى، تاركا لنا ذكرى خالدة لرحلة عطاء حافلة بالنجاحات والمنجزات..ظل الراحل الكريم طوالها راقيا رقيقا شريفا مصرا على قيمه ومبادئه وانتمائه لقناعاته وما يراه الصواب، مترفعا عن “الصغائر “متساميا عن الصغار”..شاهق الرومانسية والمثالية، حين كنت تلقاه داخل أروقة مجلة الأهرام العربى، بمؤسسة الأهرام العريقة ، يخطف بصرك على الفور تاج من الوقار يزين ملامحه، وتزيد ملامحه الطيبة هيبة تلك النظارة السميكة التى تغطى جانبا من ملامحه .. وبعض خطوط وظلال رسمتها أنامل أزمنة قست على ملامح كثيرين ، لكنها لم تجرؤ أن تخدش وقاره، ولا أن تغير رقة شخصيته، كأنها خبأت حنوها على مدار السنوات لهذا الوجه الوقور الطيب وحده ، تلك السنوات التى بدأها الراحل العزيز بالعمل فى مجال الاقتصاد والبنوك، حيث بدأ حياته العملية فى المجال المصرفي فى بنك القاهرة، لكن الأرقام لم تخطفه من عشقه القديم المتجدد للكتابة والصحافة، وأراد الله تعالى أن يحقق له حلمه القديم، فترك العمل بالبنك فى بداية الألفية الثانية، والتحق بمجلة الأهرام العربى بمؤسسة الأهرام العريقة، ليملأ صفحاتها بكتاباته متلمسا خطى أستاذه الذى يعشقه محمد حسنين هيكل ، تلك الكتابات التى نالت إعجاب الجميع بموسوعية ثقافته وبساطة أسلوبه وجمال مفرداته، وهو أيضا إلى جانب كتاباته الصحفية، ملك ناصية الأدب القصصى وأتقن مفرداته حيث تتلمذ على أدب العالمى نجيب محفوظ, وعشق الأدب الروسى بواقعيته الساحرة, وفى هذا السياق قدم مجموعة من الأعمال القصصية أبرزها مجموعته”ساكن البيت القديم” .. ونحن إذ نشير إلى جانب من مسيرته فى ذكرى رحيله .. لا نملك إلا أن نقول: رحم الله الكاتب الصحفى والأديب والإنسان الفريد الأستاذ/محمود عبد العزيز شحاته.. كاتبا وإنسانا صاحب مسيرة راقية وسيرة مبهرة كانت لكل من حوله بمثابة نور وعطر حياة.
ايمن عبد العزيز يودع عمنا الكبير… وداعا
جمعتنا مجلة الأهرام العربي منذ ما يزيد علب 20 عاما، حيث التحق بها لكى يشبع اهتمامه بالثقافة والإعلام بعد وقت قصير من اضطراره للتقاعد المبكر من العمل في المجال المصرفي
كان الأستاذ محمود عبد العزيز أو عم محمود _ كما اعتدنا أن نناديه _ رجلا لا تخفى طيبته واحترامه الكبيرين، كما كان ظرفه وأسلوبه المهذب والجذاب في الحديث في كل الأمور العادية وحتى الثقافية والعامة عاملا كبيرا في أن يدخل مباشرة إلى قلوب كل المحيطين به، على اختلاف مواقعهم واهتماماتهم ، و كان وجوده آنذاك عاملا إضافيا لترددي على المكان، حيث كنا نلتقي كثيرا على مدار أيام الأسبوع، حيث جمعنا ود ومحبة كبيرين، فقد كنا نجد في أحاديثنا معا متنفسا ومتعة لقضاء الوقت وتبادل الأفكار حول مختلف الأمور والمواقف، خاصة لمعرفتنا ومحبتنا لروائع الأدب الروسي العظيم والإنساني، وكما كنا نتشارك الحنين والاحترام لأيام الستينيات وعظمة وقوة مصر الاشتراكية ، إضافة لمحبتنا للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وعظماء عصره .. وحكى لى كثيرا عن عن ظروف عمله وكفاحه في الحياة، إلى جانب اهتماماته الثقافية والفنية، حيث كان عاشقا للقراءة وحضور الفعاليات الثقافية، إضافة إلى اهتمامه بل وممارسته لفن الرسم في شبابه، وكلما التقينا أو دخلت عليه المكتب او اتصلت به تليفونيا، كان يناديني أستاذ أيمن باشا، وكنت أناديه “عمي الباشا الكبير” حيث كانت تلك الكلمة لازمة لطيفة ومحببة لديه ينادي بها المقربين من قلبه.. وعندما نويت أن أسافر للخارج في أولى عطلاتي الرسمية بعد تعييني في الأهرام، فاتحته في الأمر واتفقنا فورا على أن يرافقني في تلك الرحلة إلى المملكة المغربية، خاصة وقد غلبه الحنين والشوق للسفر والاكتشاف في بلاد أخرى، بعد عقدين من تجربة له زار خلالها تونس وتركيا، وقضينا أياما ممتعة ومفيدة للغاية في تلك الرحلة، وكان مولعا بالمشي والفرجة خاصة في الأماكن التاريخية العظيمة التي كانت تذكره جدا بالقاهرة القديمة، التي ترعرع بين جنباتها وكانت شاهدة على أيام صباه وشبابه .. وبعدما عدنا للقاهرة بعد تلك الرحلة عام 2007، سارع هو بكتابة رؤيته وخواطره عن زيارتنا للمغرب ونشرها بمجلة الأهرام العربي، بينما احتجت أنا لسنوات ورحلات أخرى، قبل أن أدون شهادتي ورؤيتي عن هذا البلد، في كتاب صدر عام 2014 ، وأسعده جدا صدور هذا الكتاب، حيث دونت بتفاصيل أكثر ما قابلنا من مواقف ومغامرات طريفة، لطالما كانت سببا لضحكاتنا وتندرنا عليها بعد ذلك. . ولاحقا كنت أحكي له عن رحلاتي التالية للمغرب، وكان متشوقا جدا لمشاطرتي معه تلك الحكايات، وكان سعيدا جدا بإهدائي له نسخة من كتابي الثاني الذي دونت فيه تلك الحكايات، الذي صدر عام 2023، أثناء بدايات مرضه الذي بدأ يزعجه لأنه قلل من حركته ونشاطه، بينما هو لم يعتد أو يحب ذلك مطلقا ، وكنت كلما زرته أو هاتفته أحثه على ضرورة تجاوزه التعافي منه سريعا بإغرائه بقوة بأن نترافق في أقرب فرصة في السفر مجددا للمغرب، لكن القدر لم يمنحنا تلك الفرصة مرة أخرى، إذ رحل عن دنيانا قبل أن نحقق تلك الأمنية ، فوداعا عمي الباشا الكبير وصديقي الغالي أستاذ محمود عبد العزيز وإلى لقاء في مكان وعالم اخر لا فراق ولا وداع فيه بين الأحباب…. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نعى تقدمه مجلة ابداع العرب برئاسة عمرو الكاشف للفقيد المرحوم الكاتب الصحفى والأديب محمود شحاته ومنحه عن جدارة لقب الأب القدوة.. والد الإعلامية سارة الحديدي .. رحمة الله على الفقيد الأديب محمود شحاته .. وندعو الله أن يسكن المرحوم محمود شحاته فسيح جناته