:
—
كن رجلاً لها لا عليها
الكاتبة: سلمى الفلاح
—
، يا عزيزي الرجل. منذ كنا صغاراً، كنا نرى كيف كبرنا وهم يُعلموننا احترام الرجل، حتى عظّم نفسه على الأنثى، ونسي الدور الذي خُلق من أجله، وأن الأنثى خُلقت من ضلعه، جزءًا منه. واليوم نقاسي نحن النساء من أخطاء التربية، التي غاب عنها الوعي الديني والأخلاقي.
نسيتي، أيتها الأم، أن تعلمي ابنك أن المرأة دونه ضعيفة؟ لا تصدقي من يقول إن المرأة قوية بنفسها، فالرجل هو أمان المرأة وسترها.
ولكن هناك فرق بين رجل وذكر؛ تختلف الرجال. حينما قال الرسول ﷺ: «علموا أولادكم الرماية وركوب الخيل»، قصد بها القوة، لا أن تُدلّليه على حساب الأنثى، وهي التي تقوم بكل واجباته، على حساب صحتها وطاقتها.
نسيتي حبيبنا المصطفى ﷺ كيف كان يشارك زوجاته في أعباء المنزل؟
تعلميه ظلمها لأنها امرأة، وتقولين له لا ترفع صوتك؟ تسمعين ما يقول فقط؟ هل هي دمية؟
تُعلّمينه أن راحته في كل شيء، وتنسين أن تعلميه أن المرأة بدونه تضيع وتنكسر!
كيف نسيتي أنكِ أنتِ أيضًا امرأة؟ نسيتي أن تُشعريه بضعفها حين تحتاج، حين تمرض، حين تتعب؟
هكذا تضيع أجيال من النساء بسبب تربية خاطئة ومفاهيم قاصرة، لا أصل لها في القرآن أو السنة، ولا في أي من الديانات السماوية.
ربّيه على القوة، على الثقة، على التوازن.
ربّيه ليحمي أخته وزوجته وجارته.
ربّيه على أن كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرضه.
وركّزي على عرضه، فوالله قد طاحت عروض بسوء التربية.
لا تقسي عليه كي تظني أنك تصنعين منه “رجلاً”، فينعدم من قلبه الرحمة.
اشبعيه حبًّا في طفولته، لا تُفرطي، ولا تُدلّليه حتى تنقلب الأدوار.
علّميه أنه سكن وأمان للمرأة، أنه يُهون عليها الحياة لا يصعّبها.
علّميه أن كسرة المرأة تجعلها تنفر، تكره، تغدر… وإن فهمها وصانها، حفظته في حضوره وغيابه.
يا عزيزي الرجل، أنا أنقل إليك صوت النساء، وذاك الألم الداخلي الذي لا يُقال.
أنت حيّ، موجود، قادر… فلا تمتهن ضعفها. فوصّى الله ورسوله بها خيراً،
وإن كنت قادرًا على إيذائها، فتذكّر: قد أنقصت من رجولتك.
وإن استبحت عرضها بالقوة، أو بالابتذاذ، أو بمسمى الحب الكاذب،
فسيُباح عرضك، ولا تنسَ: أنها ديون، فليس كل الدين مالاً.
هناك ديون الظلم، الوجع، القهر… ستُردّ.
والديان لا يموت حتى ترى ما فعلت فيهن.
ولا تكسرها بالحزن، فالله يكره حزن المرأة،
وقد ذُكر حزنها في أربع آيات من القرآن:
> “لا تحزني”
وبعدها أقول لك:
> سيسأل الله المرأة يوم القيامة: من الذي أبكاكِ؟
ولا مفر لك، وأنت في يد عزيزٍ مقتدر.
فكيف لك يا إنسان أن تُؤلمها؟
ورسولنا الكريم أوصى في آخر خطبة له:
> “استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عوانٌ عندكم.”
واليوم، كسرت القوارير يا رسول الله…
كم من امرأة في السجون المحاكم بسبب الديون، والحوجه كم من مهمومة، وكم من ضلّت الطريق بحثًا عن اهتمام وانت لاتعلم غذاء. المرأة الحقيقي الاهتمام او لقمة عيش!
وكم من جسدٍ عُرض للمال بسبب قسوة رجلٍ ظن نفسه فوقها، فزادها ضياعًا، ثم افتخر بذلك في المجالس!
يا أم الإسلام، إن غابت الرجال هَوَت البيوت، وتارجحت القِيم.
لا تنسي مهنتكِ الحقيقية: عليكِ حمايتها حتى من نفسها.
ولا تلوميها إن أخطأت، فأنتِ أول من أطلق خطوات ضياعها.
احتوِي ضعفها، وجعها، طموحها، نجاحها. ظللها
ولا تتركها لغيرك. فيستقلها؛ وتذكر دائما الانثي من غير سند عارية تهوي بها الريح وتارجحها،وتكسرها
كن الحارس للقطيع… وارجع مَن جفلت.
—