“عظمة المتحف القومي للحضارة المصرية ليس مجرد صرح لكنه يمثل تاريخ مصر العريق
تعاون مصرى مشترك مع الصين الشعبية تحت
شعار عندما يلتقى اليانغتسى بالنيل ”
كتب/ هشام ابوالدهب
“عظمة المتحف القومي للحضارة المصرية ليس مجرد صرخ لكنه يمثل تاريخ مصر العريق
تعاون مصرى مشترك مع الصين الشعبية تحت
شعار عندما يلتقى اليانغتسى بالنيل ”
نظم المتحف القومي للحضارة المصرية العريقة، بالتعاون مع بلدية تشونغتشينغ الصينية، فعالية دولية كبرى تحت عنوان “عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل”، في إطار تعزيز التعاون الثقافي والتبادل الحضاري بين مصر وجمهورية الصين الشعبية، وذلك بحضور وفود رفيعة المستوى من الجانبين المصري والصيني، إلى جانب ممثلين عن مجلس الشيوخ المصري والسفارة الصينية بالقاهرة والمركز الثقافي الصيني. وفي كلمته الافتتاحية، رحب الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، بالحضور، مؤكدًا أن المتحف لا يمثل مجرد صرح أثري يحفظ تراث مصر العريق، وإنما يشكل منصة فاعلة للحوار والإبداع والتبادل الثقافي. وأشار إلى أن المتحف منذ افتتاحه أصبح مركزًا يلتقي فيه الماضي بالحاضر، جامعًا بين الحضارات عبر المعارض، والعروض الفنية، والمبادرات المعرفية، التي تسلط الضوء على الإرث الإنساني المشترك.
وأضاف أن هذه الفعالية تجسد فلسفة المتحف في مد جسور التواصل بين حضارتين عظيمتين، حضارة النيل في مصر وحضارة اليانغتسي في الصين، بما يعكس الإيمان العميق بأن التراث الإنساني المشترك هو أساس للتقارب بين الشعوب. من جانبه، ألقى الدكتور محمد إسماعيل ، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كلمة أكد فيها أن التعاون بين مصر والصين في مجال الثقافة والآثار يشهد تطوراً ملحوظاً، مشيرًا إلى أن المجلس يعمل على فتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي والمعرفي. وكشف عن الاستعداد لتنظيم معرض دولي للآثار المصرية في مدينة هونغ كونغ خلال نوفمبر المقبل، وذلك ضمن خطة وزارة السياحة والآثار لتوسيع نطاق التعاون مع الدول الصديقة وإبراز عظمة الحضارة المصرية في الخارج. كما أشار إلى وجود أربع بعثات أثرية صينية تعمل حاليًا في مصر، وإلى التعاون المشترك في ملف الآثار الغارقة ومشروع إدراج المواقع الأثرية المهمة في مصر والصين على قائمة التراث العالمي، مؤكدًا أن هذه الخطوات تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وتعزز من الحضور الحضاري لمصر على الساحة الدولية. وتضمن البرنامج العلمي للفعالية عددًا من المحاضرات، من بينها محاضرة للدكتور أحمد رحيمة، مساعد وزير السياحة والآثار، حول دور نهر النيل في ازدهار الحضارة المصرية القديمة وعلاقته بالحياة اليومية والزراعة والتجارة، مدعومة بأمثلة من المناظر الجدارية وما تم اكتشافه من آثار غارقة في الإسكندرية. كما تناولت محاضرات أخرى التراث المائي والأنظمة الهيدرولوجية في ضوء التاريخ المناخي العالمي، إلى جانب كلمة مسجلة من مسؤولة التراث بالصين عن الإرث المائي لنهر اليانغتسي. وتم خلال الجلسات مناقشة الطلب المشترك لإدراج مقياس منسوب نهر النيل وموقع بايهليانغ في الصين على قائمة التراث العالمي كممتلك تراثي متسلسل. وعلى هامش الفعالية، تم عرض الفيلم الوثائقي المصري – الصيني المشترك “عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل”، إلى جانب تنظيم جلسة حوارية رفيعة المستوى حول دور الأنهار في صياغة الإرث الحضاري، إضافة إلى ورش عمل للحرف التقليدية وعروض فنية للرقصات التراثية من مدينة تشونغتشينغ.
كما يستضيف المتحف، في الفترة من ٢ إلى ٨ سبتمبر ٢٠٢٥، معرضا ثقافياً مصاحبًا يتضمن معارض رقمية وصورًا عن الإرث المائي الصيني، وعروضًا للتراث الثقافي غير المادي والحرف التقليدية، ومعرضًا للعلامات التجارية الصينية تحت شعار “الصين، فرصة”. واختتم المشاركون فعاليات اليوم بالتأكيد على أن هذا الحدث يمثل نموذجًا حيًا للتعاون الثقافي والحضاري بين مصر والصين، ويعكس المكانة الرائدة للمتحف القومي للحضارة المصرية كجسر عالمي يجمع بين الحضارات،
يُعتبر المتحف القومي للحضارة المصرية المتحف الأول من نوعه في مصر والعالم العربي، فهو يُعد مجمعاً حضارياً عالمياً متكاملاً يُتيح لزائريه فرصة للإبحار في رحلة عبر التاريخ للتعرف على الحضارات المصرية المتعاقبة.
ويؤكد دوره الفاعل في بناء شراكات دولية تقوم على الحوار والمعرفة والإبداع وتقريب التواصل بين الحضارات .