الشائعات سلاح خفي يهدد إستقرار المجتمعات بقلم: عاطف السعدني

الشائعات سلاح خفي يهدد إستقرار المجتمعات
بقلم: عاطف السعدني
لم تعد الحروب في عصرنا الحديث تقتصر على الدبابات والطائرات والمدافع، بل أصبح للسلاح الخفي تأثير لا يقل خطورة: سلاح الشائعات. هذا السلاح الناعم قادر على إرباك الشعوب، وزعزعة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، بل وتفتيت المجتمعات من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة.
الشائعة كلمة تهز أوطان
تقوم الشائعة على المعلومة المغلوطة أو الناقصة، والتي تنتشر بسرعة تفوق سرعة الحقائق. فبينما تحتاج الحقيقة إلى وقت للتحقق والتدقيق، تنتقل الشائعة كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح في دقائق مادة للنقاش العام، ومصدراً للقلق والارتباك.
استهداف متعمد


لا تأتي الشائعات دائماً عفوية، فغالباً ما تُستخدم كسلاح ممنهج في حروب نفسية وإعلامية تستهدف ضرب الروح المعنوية للشعوب، وإثارة الفتن بين فئات المجتمع، أو تشويه صورة القيادات والمؤسسات. فالتاريخ الحديث يثبت أن كثيراً من الحملات الموجهة ضد الدول بدأت بخبر كاذب تم تضخيمه وترويجه حتى صدقه الناس.
الآثار الاجتماعية والسياسية
تؤدي الشائعات إلى نتائج كارثية، منها:
إثارة الفتن والانقسامات داخل المجتمع.
زعزعة الثقة بين المواطن والحكومة أو بين أفراد المجتمع أنفسهم.
إضعاف الروح المعنوية ونشر الإحباط والخوف.
تشويه الحقائق وتزييف الوعي العام.
ومع الانتشار الواسع للإعلام الرقمي، أصبحت الشائعات أكثر تأثيراً، حيث تصل إلى ملايين الأشخاص في لحظة واحدة، وتعيد تشكيل الرأي العام على أساس من التضليل.
المواجهة بالوعي والشفافية
لا يمكن التصدي للشائعات إلا عبر التوعية المجتمعية ورفع ثقافة التحقق من المعلومات، إلى جانب دور وسائل الإعلام المسؤولة في كشف الحقائق بسرعة، ودور الدولة في الشفافية وإتاحة المعلومات الصحيحة أولاً بأول. كما يتحمل الفرد مسؤولية كبيرة في عدم الانجرار وراء الأخبار المجهولة المصدر، والامتناع عن إعادة نشرها قبل التأكد من صحتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *