سجل وتاريخ حافل شهيد كورونا طبيب الغلابة الدكتور جبريل على يوسف ونجلته مرضاه يفقتقدوه

سجل وتاريخ حافل شهيد كورونا طبيب الغلابة الدكتور جبريل على يوسف ونجلته مرضاه يفتقدوه
كتب عمرو الكاشف

فى رثاء وحزن على فقدانه استذكرت الاستاذة فاطمة نجلة الشهيد الدكتور جبريل على يوسف، المعروف باسم طبيب الفقراء، بعد ان توفى في مستشفى العزل في إسنا نتيجة إصابته بفيروس كورونا،
وقالت نجلته فاطمة كان الوالد رحمة الله عليه ذات يوم فالعيادة وكان ﻻبد من سماع آيات القرآن اثناء اجراء العمليات الجراحية للعين وبعد انتهاء احد العمليات وخروج المريض والوالد يتعقم ﻻجراء العملية التالية اذا بسيده اسكندرانية اللهجة تدخل حجرة العمليات وتقول له عاوزة اوصلك رسالة .قال لها ممن قالت هذا سر لكن الرسالة تقول استمر لقد وضعك الله حيث ارادك .ﻻ تيأس …قال لها ماذا تقصدين قالت انت تود اﻻنتقال لبلد آخر لكن الله وضعك حيث ارادك .وكان فعﻻ يسر فى نفسه وقرر الانتقال للقاهرة حيث كان رأى اﻻسرة..قال لها انتى عاوز تكشفى على عيونك قالت انا جاية من اسكندرية فقط ﻻبلغك الرساله واثبتك ومسافرة حاﻻ


ويقول عبدالمنعم عبدالعظيم، مدير مركز دراسات الصعيد وصديق الطبيب الراحل، إن أبناء المحافظة انتابتهم حالة كبيرة من الحزن، جراء معرفتهم بالخبر لما كان يتميز به من صفات حميدة ورقي في التعامل.

من مآثره كان ذات يوم يجرى عمليه لسيدة وبعد ان ربطت عينها وقالوا مبروك العملية نجحت .قال لها السكرتير اجرة العمليه 25 جنية قالت ﻻ املك منها شيئا .قال الوالد ﻻ تطالبها بشئ طالما قالت ليس معى وان كنت اشعر انها ليست صادقة .بل واحضر لها العﻻج بعد العملية على حسابه كما كان يفعل مع معظم مرضاه .ولكن حدث شئ غريب اخذ التمريش يعاون السيدة لتنتقل لغرفة اﻻستشفاء واذا بصرة نقود كبيرة تقع منها على اﻻرض وفوجئ الجميع .فأخذ الوالد النقود وقال هى لله وارسلها مع غيرها ﻻستكمال بناء مسجد الرحمن الذى بناه على نفقته الخاصة ورفض تسميته بإسمه .كما فعل بالمعهد الدينى الوحيد بأرمنت الذى اشترى ارضة وبناه وانشأ الفصول وقام باستقدام مدرسين تدرس للطلبه وكان يعطي المدرسين اجورهم ثم بعث لشيخ اﻻزهر حينها وطلب منه استﻻم المبنى كأحد المعاهد اﻻزهرية ابتدائى واعدادى وثانوى وقد حضر بالفعل الشيخ عبد اللطيف الفحام وقام بعمل احتفال واستﻻم رسمى للمعهد الذى تخرج فيه المئات بل اﻻﻻف من المسلمين ..وانا واخوتى كنا ﻻنعلم شيئا عن هذا اﻻمر .حتى كنت قد استلمت عملى فى ارمنت وقال لى رئيس المكتب ذات مره وانا اتحدث معه لوﻻ ابوكى انا مكنتش هكون هنا .قلتله ليه هو اتوسط لك علشان تشتغل هنا .كما كان يفعل دائما .قال ﻻ انا خريخ المعهد اللى بناه ابوكى .استغربت ورحت البيت سألته( بابا حضرتك اللى بنيت المعهد الدينى هنا فى ارمنت .قال وانتى ليه بتسألى قلت اﻻستاص فﻻن قال كده .قال ليه يقولك حاجة زى دى اوعى تتفاخرى وتحسسيه انك بنت صاحب فضل عليه .الفضل كله لله .وهذا مال الله استخلفنى فيه .وعرفت من آخرين انه هو من قام بالصرف على تعليم هذا الرجل حتى تخرج فالجامعة هو وغيره من فقراء المسلمين .ومنهم من ظل يصرف عليه حتى درس الدكتوراه .وهؤﻻء مازالوا احياء ويشهدون لهذا الرجل انه لوﻻ انه اصر على تكملة تعليمهم ﻻكتفى اهليهم بشهادة الدبلوم …رحمة الله عليك يا ابى
من مواقفه ايضا رحمة الله عليه انه كان غيور على ابناء مهنته .لما اختلف المحافظ مع مدير اﻻدارة الصحية وذكر أمام الموجودين انه جعل حجم علبة الكبريت وعلم الدكتور جبريل بهذه المقولة رغم انه كان ﻻ يزال طبيب صغير بالمستشفى المركزى فقد قام بتقديم استقالته وقال اذا كان رئيسى علبة كبريت اذا انا عود كبريت فقط وانا ﻻ اقبل هذا ولم يتراجع عن اﻻستقالة اﻻ بعدما تراجع المحافظ عن مقولته واعتذر عنها وعرض عليه ان يتولى هو اﻻدارة الصحية فرفض حتى سافر مدير اﻻدارة الموجود الى بلده



وأضاف عبد العظيم لجريدة الوطن “حياته كانت هادئة للغاية تبدأ قبيل الفجر حيث يذهب إلى مكانه المفضل مسجد أرمنت العتيق، ويبدأ في تنظيف دورات مياه المسجد قبل الصلاة ثم يعود إلى بيته ليرتدي ثوب العمل”.

وأشار إلى أنه من ضمن الأمور التي ساعدت في شهرته محاربة الخرافات في بالأقصر، حيث كان هناك ما يسمى بهرم أبو جليل يجري صناعته من الطين، يمر به الأطفال يغنون ويتسولون بعض النقود للبركة حسب اعتقادهم، بالإضافة إلى مناهضته علاج العيون بالشيشم والبصل ولبن الأمهات.

العلم الذي تلقاه الدكتور جبريل من أشهر جامعات فرنسا، ساعده في محاربة الخرافات، واستبداله بطب العيون، حيث كان ترتيبه حينئذ الأول على جراحي الرمد في العالم.

واشتهر الطبيب الراحل، بالإنسانية التي غابت عن كثير من بني عصره، فلم يعرف طريقًا للمادة، كما كان يوزع النقود على الفقراء ويساهم في بناء المساجد والأعمال الخيرية.

ولم ينس أهالي محافظة قنا، مساهمة “جبريل” بالجزء الأكبر في بناء معهد ديني بدندرة، ومعهد أرمنت الديني ومسجد الرحمن القريب من قريته.

ويروي الابن الأكبر للطبيب الراحل، أنه وأشقائه طلبوا ذات يوم من والدهم بناء بيت جديد، فأخذهم الوالد الراحل إلى مقبرة اشتراها وقتئذٍ، وقال لهم “هذا بيتكم” ليدلل على أن ما يمكثون فيه الآن ليس دائما، ويجب عليهم أن يعملوا لهذا البيت المبني من التراب.

ويطالب أهالي مدينة أرمنت محافظ الأقصر، تسمية شارع البروج، وسط المدينة، باسم الطبيب الراحل، لأنه طالما عاش فيها يقدر الصغير قبل الكبير ويسأل عن العليل قبل الصحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.