الدكتور عمار على حسن يكتب رأيته أيها الرفاق..شعر
رأيته أيها الرفاق
يتبدل فى الأفق البعيد من تربيع إلى محاق
لكن نوره يموت فى الفراغ
يطفئه غل الذين ينظرون إلى أعلى والغضب يحرق قلوبهم
طالبين من السماء أن تصب لعنتها على كل من لا يمشى خلفهم
كنعجة جائعة، كعبد فى سوق نخاسة، كمسافة تزول
بين روح كسيرة وجسد مستباح
كالحد الفاصل بين الظل والحرور
ككأس يدور
على شفاه السكارى فلا يبقون منه سوى الفراغ
كصدفة تتقاذفها الأمواج العالية
كذرة رمل تكنسها الريح من فوق الرابية
فتحنى هامتها نحو الهاوية
وحين تدوسها أقدام العابرين
تعلق فى ثقوب النعال الثقيلة
كالقتيلة
التى تمنح قاتلها دمها كى يطلى به الرمل ويسقى الحصى
فيا أيها الواقف فوق جثتى
امنحها ثانية واحدة كى تعانق الخواء
فالذين يرحلون بغتة لا يعرفون الحد الفاصل بين هنا الذى كان
وهناك الذى يكون
والجنون
أن تقول بملء فيك: الأرض بوسعها أن تحيا بلا سماء
وجرحى يغلق بابه الوسيع بلا دواء
أما جرح الأرض
فحين نراه من الأفق المفتوح
نلقاه قد ملأ سطحها دمامل وقروح
يزدهى قيحها المعتق فى ضوء ذلك الذى يبزغ فجأة
مخلصًا خيوطه الذهب
من ستائر السحب
وحين يعود بدرا يتجلى أمام أبصارنا الكليلة
كل شىء حدثنا به السابقون وأخبرونا فى الخُطب
أن الحوريات غاضبات فى الأعالى ويمددن أثوابهن الفضفاضة
فيحجبن عنا النور
وكل ما وعدتنا به الكتب.
ـــــــــــــــــــــ
من ديواني “لا أرى جسدي” الذي ضمنت فيه أشعاري القديمة