تطور حقوق الإنسان عبر التاريخ بقلم مصطفى السمان

تطور حقوق الإنسان عبر التاريخ
بقلم مصطفى السمان
حقوق الإنسان هي المبادئ الأساسية التي تضمن للإنسان كرامته وحريته وأمنه وقد تطورت هذه الحقوق على مر العصور وفقا للتحولات السياسية والاجتماعية والفكرية التي مرت بها البشرية.
اولاً حقوق الإنسان في الحضارات القديمة
بدأ مفهوم حقوق الإنسان في الظهور بشكل غير منظم في الحضارات القديمة حيث اعتمدت هذه الحقوق على الأعراف والتقاليد السائدة.
• الحضارة البابلية: أصدرت “شريعة حمورابي” (حوالي 1754 ق.م) التي تضمنت قوانين تحمي بعض الحقوق مثل الملكية والعدالة في العقوبات.
• الحضارة المصرية القديمة: اهتمت بمبدأ العدالة (ماعت) حيث كانت القوانين تسعى لتحقيق المساواة أمام القانون.
• ثانياً حقوق الإنسان في العصور الوسطي
خلال العصور الوسطى كانت الحقوق مقيدة بسبب سيطرة النظام الإقطاعي والسلطة الدينية لكن بعض التطورات المهمة ظهرت:
• الميثاق الأعظم (Magna Carta) عام 1215: أجبر النبلاء الملك الإنجليزي جون على توقيع هذه الوثيقة التي حدت من سلطته وأكدت على حقوق معينة مثل عدم السجن التعسفي.
• الإسلام وحقوق الإنسان: الإسلام أرسى مبادئ حقوق الإنسان مثل المساواة بين البشر العدالة حماية الفقراء وتحريم الظلم والاستعباد.
•ثالثاً حقوق الإنسان في العصور الحديثة
شهدت هذه الفترة تحولات كبيرة في مفهوم حقوق الإنسان نتيجة الحركات الفكرية والثورات السياسية.
• عصر النهضة والتنوير: بدأ الفلاسفة مثل جون لوك وجان جاك روسو في التأكيد على الحقوق الطبيعية للفرد مثل الحرية والمساواة.
• الثورة الأمريكية (1776) والثورة الفرنسية (1789): قدمت الثورة الأمريكية “إعلان الاستقلال” الذي أكد أن جميع البشر خلقوا متساوين. أما الثورة الفرنسية فقد أصدرت “إعلان حقوق الإنسان والمواطن” الذي أكد على الحرية والمساواة وحقوق التعبير.
• رابعاً حقوق الإنسان في العصور الحديث والمعاصرة
بعد الحربين العالميتين أصبح هناك اهتمام دولي بتنظيم حقوق الإنسان بشكل أكثر رسمية:
• الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948): أقرته الأمم المتحدة لضمان حقوق أساسية مثل الحق في الحياة وحرية التعبير والمساواة.
• المعاهدات الدولية ظهرت اتفاقيات مثل العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (1966) واتفاقية مناهضة التعذيب (1984).
تطورت حقوق الإنسان عبر العصور من قوانين تقليدية إلى مواثيق دولية تضمن الحريات الأساسية للجميع ورغم هذا التقدم لا تزال التحديات قائمة مما يتطلب جهودا مستمرة لحماية وتعزيز هذه الحقوق عالميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.