بقلم/ د. عزة فتحي
أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، مسئول اختيار محتوى مجلة نور للأطفال المسلمين باللغات الأجنبية
لكل دولة قواها الناعمة أو الذكية، والأزهر الشريف من أهم هذه القوى لمصر لما له من دور، لو تعلمون عظيم، فى تعزيز الوسطية والدفاع عن الإسلام ونشر قيم التسامح والسلام.
فبلا شك، فإن الدين الإسلامى هو دين الوسطية، حيث يقول المولى عز وجل فى سورة البقرة آية 143 «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»..
والوسطية تعنى الأوسط بين الطرفين وتعنى فى الشرع التوسط بين الإفراط والتفريط.
والإسلام يحذر من التطرف والغلو، حيث قال الرسول الكريم : “إياكم والغلو فى الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين” أخرجه النسائي فى المختبئ 3057″، وإن الغلو والتشدد فى الدين هما الطريق إلى الهلاك، حيث قال الرسول “هلك المتنطعون”«أخرجه مسلم فى صحيحه 2670». فاليسر والسهولة والاعتدال من سمات الشريعة الإسلامية لذلك وصفت بالشريعة السمحة. فقال الله تعالي فى سورة البقرة آية 185 :” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، ويقول رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم:« بعثت بالحنيفية السمحة» “أخرجه الإمام أحمد فى مسنده”.
فكيف لهذه الفرق الضالة داعش وغيرها بالتشدد؟ هل لها دين غير الإسلام؟ هل من دين يبيح القتل والحرق؟ هل من دين يبيح تصدير الخراب؟ ما جاء الإسلام أبدا لترويع الناس.
ولذلك أنشئ المرصد العالمى للأزهر ليرصد كل أشكال التطرف الفكر الهدام أيا كانت فى كل العالم، مثلما يحدث من اضطهاد المسلمين الروهينجا.
إن الأزهر كان سباقا فى الوصول إليهم وإيجاد كل السبل لحل المشكلة. كما أن المرصد يرد على كل الفتاوى المتشددة الخاصة بالجماعات المتأسلمة بالبراهين الشرعية والفقهية بكل لغات العالم، نذكر منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأردية وغيرها، ويعقد الورش التدريبية، والندوات والمؤتمرات لتصحيح المفاهيم المغلوطة، ويقوم مركز الرحمة بالأزهر بترجمه القرآن إلى لغات العالم وترجمة الكتب الهامة والتفاسير، كما يقوم الأزهر بمساعدة الجاليات المسلمة فى كل العالم.
أما رابطة خريجى الازهر، فلها أنشطة عديدة، نذكر منها إصدار مجلة نور للأطفال باللغة العربية لنشر قيم الوسطية والتسامح، وإصدار المجلة باللغة الإنجليزية للاطفال المسلمين فى الدول الأجنبية، والتى أشرف علي اختيار محتواها، وقريبا باللغتين الفرنسية والأردية، إلى جانب الندوات والمؤتمرات لنشر الوسطية وتصحيح المفاهيم.
أما فيما يتعلق ببيت العائلة المصرية، وهو كيان تابع للأزهر بالاشتراك مع الكنيسة المصرية، فإنه يهدف إلى نشر قيم المواطنة والسلام ، والتسامح والتعايش ..هذا باختصار شديد بعض من دور الأزهر الشريف، قلعة الوسطية فى العالم.
ولو تعلمون، فإنه دور عظيم لأزهرنا الشريف الذى نفخر به عبر العصور. إنه إحدى أهم قوانا الذكية، أى الناعمة.. فتحية للأزهر الشريف ولجهود من يعملون من خلاله لإعلاء أعظم قيم الإنسانية جميعا.