الأجيال السابقة.. شاهد لك أم عليك؟ (بقلم: نيللي النحاس- مصر)

ذات مرة سألنى صديق لى … لماذا تميلين الى مجالس وحوارات الأجيال السابقة الأكبر سنا أكثر من مجالس الشباب الذين هم فى سنك؟ هل تبحثين من بينهم عن أب؟ قلت لا إذا انتى تشعرين أنك زهرة صغيرة فى وسط بستان قديم بينهم؛ قلت لا إذا ما سبب انجذابك لحوارات هذه الأجيال ؟ الاجابة يا صديقى هى ان جيل الخمسينات أو ما قاربوا من السيتينات أو حتى السبعينات هم شهود عيان على زمن سابق عاشوا فيه؛ وأيضا زمن حالى يعيشون فيه؛ هم جيل يجمع بين الزمانين زمنهم وزماننا، وهو شاهد على كل المتغيرات المجتمعية الذى نعيش فيه.

وحوارى معهم هى بمثابة فرصة لى لكى اسافر للزمن السابق من خلال حياتهم وتجاربهم الواقعية التى مروا بها للوقوف على العوامل التى يجب ان نضعها فى زماننا لكى نصبح مثلهم . فبجلوسى معهم والاستماع الى المواقف التى عاشوها ان اتعلم منهم مالم اتعلمه من الشباب الذين هم فى مثل سنى ؛ لان لهم من التجارب التى عاشوها فى زمنهم جعلت منهم قامات ناجحة . فلا انسى ابدا أننى تعلمت احترام الوقت واهميتة للانسان حين قابلت ا.د رفعت المليجى بكلية تربية جامعة اسيوط حين سرد لى حكاياته عندما كان فى لندن وهو مدرس مساعد عن اهمية الوقت والانضباط فى المواعيد حتى ولو كانت الظروف المناخية غير ملائمة فعامل الوقت شئ له قدسيته،وتعلمت من ا.د أحمد السيد نائب رئيس جامعة المنيا السابق ان للقدوة دور فى بناء الفرد والترابط الاسرى يقوى الفرد ولكن في جيل زماننا هذا ضاعت القدوة والتكنولوجيا ضيعت القيم الانسانية والترابط الاسرى وان قلة الامكانيات ليست حائلا ابدا لبناء الانسان ؛وان فى زمنهم الجيل تعلم صح مع امكانيات قليلة ،وان الجيل الجديد بالرغم من امكانياته متاحه فلا يتعلم صح ويجب استخدام التكولوجيا فى الصالح وليس فى الضد .وتعلمت من ا.د محمد رياض احمد دكتور علم النفس جامعة اسيوط ان استمرارية بقاء الانسان فى الحياة كنفع للمجتمع ؛تأتى من استمرارية تطوير عقله بالقراءة والبحث عن العلم والمعرفة وان العلم النافع هو الذى يغير من عقلية صاحبه فلتكن قارئ جيد . وتعلمت من اخرون واخرون أن تحمل المسئولية والتنظيم الجيد والتوازن فى الحياة يجعلك دائما تسير فى الاتجاه الصحيح ويجب ان تكون مؤمن بأفكارك ليصدقك العالم . كل هؤلاء الاشخاص تعلموا أن: للوقت ثمنه ونحن نضيعه- وللقدوة تأثيرها ونحن نهمشها فى حياتنا- وللقراءة نفعها ونحن جيل لا نقراء –وفى التنظيم والتوازن حياتك كلها ونحن جيل نعيش بعشوائية . اليس كل هذا ردا كافيا يا صديقى على سؤالك؟ وفى النهاية .يامعشر الشباب ! ابدأ حياتك حيث انتهى الاخرن وامشى على نفس خطاهم ومنهجهم فهم شهود عيان علينا بكل افعالنا ، هم جيل صنعوا للانفسهم تاريخ ونحن جيل نهدر التاريخ …. طبتم وطابت أيامكم

تعليق واحد على

اترك رداً على نيللي النحاس إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.