ضوضاء الحب

داليا إياد

ضوضاء وصخب يملأ عقلا

فاض فيه التفكير وقرر

الانسحاب من هذيان متأرجح
فوق سحابات الوقت
لا يعي من حوله ولا يقاوم

البعد
وأخذ يناجي كل عليل
يسكنه الضعف
وآهات على جدار الصمت
تتكاً على عكاز جسد خاصم
الراحة منذ ذلك الوقت
لم يكن ابداً ضعيف بهذا الحد
بل كان جبار لا يقهره شيء
كان يجد الأجوبة قبل السؤال
وكان مليئا دائما بالاحلام
والا مبالاة لأي شيء
ما هذا الذي هو فيه
ضعيف خزلان ويشعر بالخوف
لم يعد الكبرياء ذاته كما الأمس

ولم يكن صاحب أبتسامة على

المواقف التي تمر
ما هذا الحزن وما هذا
الشكل !
كان يصارع وحوش الطبيعة

ولا يسكنه الرعب
كان يضيف للوقت !
ولم يسرقه الوقت!
لا لا يستطيع أن يتحمل

الهزيمة
بعد هذا العمر سوف يترك هذا

الهاجس
ويلملم شتات العقل
ويرجع كما كان في أسرع

وقت

هل مؤسساتنا التعليمية مهيأة للتعامل مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ؟

بقلم/ د. جمال الدهشان

استاذ أصول التربية، عميد كلية التربية- جامعة المنوفية

أكد السيد رئيس الجمهورية، خلال افتتاحه المنتدى العالمي الأول للتعليم العالي والبحث العلمي بين الحاضر والمستقبل بالعاصمة الادارية يوم الخميس الماضى في مداخلة بجلسة “الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي” في المنتدى العالمي الأول للتعليم العالي والبحث العلمي: “لم نشارك في الثورات الثلاث، هيصعب عليا جدًا ألا نشارك في الثورة الرابعة، بكلم نفسي وزملائي في الحكومة والجامعات والشعب المصري، لا يجب أن تفوتنا الثورة الرابعة”.
فما هى الثورة الصناعية الرابعة وكيف يمكن تهيئة مؤسساتنا الجامعية للتعامل مع متطلباتها ؟؟
يشير تعبير الثورة الصناعية الرابعة الى أنها تأتى بعد الأولى التى اعتمدت على البخار والثانية التى بدأت بعد اكتشاف الكهرباء والثالثة التى دشنتها شبكة الاتصالات العالمية «الإنترنت» والرقمنة البسيطة، أما الثورة الرابعة والتى تنبنى على سابقتها فإنها تعتمد على القدرات الهائلة على تخزين المعلومات الضخمة واسترجاعها والربط وإقامة العلاقات والتشابكات بينها. وارتبط بذلك التقدم المذهل فى مجالات الذكاء الاصطناعى والآلات التى تحاكى قدرات الانسان«الروبورت» والتكنولوجيا الحيوية والسيارات والمعدات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار وانترنت الاشياء وسلسلة الكتل والطابعات ثلاثية الأبعاد والعملات الافتراضية وكلها مجالات تعتمد على الابتكار والإبداع وتقوم على التفاعل بين المعلومة والآلة وعقل الإنسان. فهذه الثورة بحق هى ثورة الذكاء أو الثورة الذكية والتى تنتشر آثارها وتطبيقاتها بسرعة مذهلة، و كما اطلق عليها رئيس منتدى دافوس العالمي مصطلح تسونامى التكنولوجيا جعل عنوان “الثورة الصناعية الرابعة” شعارا لدورته الـ46.

ويعد الذكاء الاصطناعى والريبوتات احد ابرز معالم الثورة الصناعية الرابعة ، والذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسبات ، يهدف الى تطوير أنظمة تحقِّق مستوى من الذكاء شبيه بذكاء البشر أو أفضل منه. وصمِّمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتكون تقليداً لتصرفات العقل البشري ويجعل الآلات تفكِّر مثل البشر، أي حاسوب له عقل. وحتى يتم ذلك، فقد حدَّدت جوانب تفوق الذكاء البشري في طريقة الاستنتاج والتفكير، وحصرتها في خمس نقاط أو خطوات: التصنيف (Categorization)، تحديد القوانين (Specific Rules)، التجارب (Heuristics)، الخبرة السابقة (Past Experience)، التوقعات (Expectation).، وللذكاء الاصطناعي تطبيقات متعدِّدة في مجالات مختلفة، ومن أبرزها: الأنظمة الخبيرة، وتمييز الكلام، وتميز الحروف، ومعالجة اللغات الطبيعية، وصناعة الكلام، والألعاب، والإنسان الآلي (الروبوت)، وتمييز النماذج والأشكال، والرؤية (النظر)، ونظم دعم القرار، والتعلم والتعليم.
إن الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته وتقنياته وتطبيقاته قادم لا محالة وبقوة إلى كافة المجالات، سـواء الطبية أو التعليمية أو العسكرية أو الترفيهية أو غيرها من مناحي الحياة. ولا ينبغي لنا أن نخشاه رغم الإقرار بوجود سلبيات مرتقبة أو محتملة، فهدفه في النهايــة خدمتنا.
وفقا لمؤشرات الثورة الصناعية الرابعة مازال أمامنا شوط كبير علينا ان نعمل جميعا لاجتيازه سواء على مستوى الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى والإعلام. علينا ان نزيد وعى الرأى العام بالتحولات الكبيرة فى العالم وأهمية انخراط مصر فيها وان يتكاتف المجتمع ويدعم بقوة تطوير النظام التعليمى لتشجيع الابتكار وأن يتم تنظيم مئات وآلاف الدورات التدريبية لثقل مهارات الشباب وأن تتنافس الجامعات على إنشاء مراكز البحث فى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وإقامة الحضانات التكنولوجية ومراكز تشجيع الابتكار وأن يتم تطوير البنية التشريعية المحبذة لتلك التطورات وتوفير التمويل المناسب، وأن نغرس بين الشباب أهمية الانفتاح على ثقافة الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا الرقمية وقيم الابتكار والإبداع وفى هذا فليتنافس المتنافسون.
إن أفلام الخيال العلمى شوهت علاقة الإنسان بالروبوت فالإنسان هو من يصنع الآلة وليس العكس، والروبوت أفضل من الإنسان فى استرجاع ملايين المعلومات أو الذكاء المعرفى فى حين أن الإنسان أفضل بكثير من الروبوت فى الذكاء الاجتماعى والعاطفى وابتكار الافكار من خلال العمل الجماعى، إضافة إلى القدرة على القيام بالكثيرمن الحركات الجسدية التى يصعب على الروبوت تقليدها إلى الآن
.
هذه الثورة ستتطلب امور عديدة لأنها ستخلق أوضاعاً غير مسبوقة ، من بينها تحسين مخرجات قطاع التعليم بالتركيز على التكنولوجيا والعلوم المتقدمة. وتبنى الاستراتيجيات بمجال الطب الجينومى، والرعاية الصحية الروبوتية مثلا ، وتحقيق الأمن المائى والغذائى عبر توظيف علوم الهندسة الحيوية والتكنولوجيا المتقدمة للطاقة المتجددة. وتبنى الاقتصاد الرقمى والاستثمار فى أبحاث الفضاء ، وتحتاج إلى نظم وتشريعات جديدة للتعامل معها ، اضافة الى تكاتـف الجميـع، ســواء حكومــات أو شــركات أو منظمــات مجتمــع مدنــى أو جامعات ومراكز بحوث، مـن أجـل تطويـر قيـم ومعاييــر وأهــداف مشــتركة لــدى الجميــع،،، وغيرها الكثير.

صفاء النفس

داليا إياد

صفت نفسي لنفسي قائلة
أهوى الجنون ومشاعري تكاد
مجنونة
الثلج في يدي جمراً محمولاً
والماء دماً يسيل هطولاً
والليل داخلِي نهاراً مرسوماً
والظلمة نور في القلب مسكوناً
وبين شفاهي الكلام مسكوناً
وطريقي صعب الوصال لكل مخبولاً
صفت نفسي بالجنون َ
ولكن الجنون أحياناً
يكون سائلاً مسؤلاً

معشوقتي

داليا إياد

 

قلت لها أنتي معشوقتي
تبسمت
قلت لها تكلمي
قالت أنت ثغري وفيك تكلمي
قلت لها أتعلمي
قالت أعلم أن حبك يجري بدمي
قلت لها حبيبتي
قالت أهواك حد تعاستي
قلت لها معك أنا
قالت أرى فيك تنهيدتي
قلت لها أنتي النساء كلها
قالت وأنا خاضعة بطقوسي
ولفردوس قلبك أقترب
فهي
أغصان بساتينها بكلهن

إنترنت الأشياء: ثورة التكنولوجيا المرتقبة وحاجتنا الى توظيفها فى مجال التعليم

بقلم د. جمال الدهشان

أستاذ أصول التربية

عميد كلية التربية- جامعة المنوفية

 

الإنترنت، التقنية التي غيّرت عالمنا كله، وسمحت لنا بالتواصل مع بعضنا البعض، فأصبح تبادل الرسائل والحصول على أخبار الطرف الآخر من العالم شيئاً عادياً ولا يحتاج سوى عدة نقرات من أناملك على جهاز ذكيّ، وذهب البعض في اعتقاد أنّ الإنترنت هو “جهاز هاتف” للحضارة من النوع الأول، يربط كافة أنحاء الكوكب ببعضه، ويحوله لقريةٍ صغيرة.
وقد حظيت شبكة الإنترنت باهتمام كبير في المجتمعات المعاصرة ، لاسيما بعد التطور الصناعي المهول في تصنيع وتطوير “الاشياء – Things” -باسم “الثورة الصناعية المقبلة”- التي لها القابلية على “تعريف نفسها ضمن الشبكة” و القابلية على “الاتصال عبر شبكة الإنترنت” والقابلية على “التفاعل مع الاشياء الاخرى المرتبطة بالإنترنت”، باسم “الثورة الصناعية المقبلة”، واصبحنا على وشك أن نعيش ما بات يعرف بعصر “إنترنت الأشياء Internet Of Things أو ما يعرف اختصارًا بـ IOT، او ما بدأنا نطلق عليه اليوم مصطلح “شبكة كل شيء Internet Of Everythings –IOE-” ايضا، حيث تهدف جميعها لإنشاء بيئة افضل لحياة الانسان.
أصبح تعبير (IoT) “إنترنت الأشياء” واحدًا من أكثر التعابير المألوفة والرائجة بين مختلف قطاعات الأعمال والتقنيات في الفترة الأخيرة، لم يأت من فراغ، بل تبرره وتدعمه الأرقام والوقائع، حيث نستطيع اليوم استخدام حلول إنترنت الأشياء لأتمتة ومراقبة كل شيء قد تتخيله، فمثلًا، يمكن تشغيل مكيفات الهواء وإنارة غرفة الاجتماعات تلقائياً بمجرّد استشعار هاتفك الجوال من على مسافة معينة، أو يمكن أن توعز لسيارتك بتشغيل حاسوب مكان عملك، ما أن تصبح على مسافة خمس دقائق من مكتبك.
وإنترنت الاشياء هو مفهوم متطور لشبكة الإنترنت بحيث تمتلك كل الاشياء في حياتنا قابلية الاتصال بالإنترنت أو ببعضها البعض لإرسال واستقبال البيانات لأداء وظائف محددة من خلال الشبكة، ويُفترض بهذه التكنولوجيا أن تجعل حياتنا أبسط تحسين حالتنا بها، من خلال ربط العديد من الأشیاء المتنوعة والمتعددة عبر وسائط استشعار، والتحكم بها من خلال الإنترنت، حيث يمكن ان تتفاعل الاشياء مع بعضها البعض من جهة ومع الانسان من جهة اخرى لتتيح بذلك العديد من التطبيقات الجديدة في المجالات الطبية، والصناعية، والاقتصادية، والتربوية، والرياضية وحتى على مستوى الحياة اليومية للفرد، فأساس الموضوع يعتمد على سيناريو تفاعل الاشياء عبر الإنترنت لتوفير افضل الخدمات للإنسان، بمعنى امتلاك كل الأشياء في حياتنا القدرة على التواصل مع بعضها البعض أو مع شبكة الإنترنت لأداء وظائف محددة خاصة بها أو نقل البيانات بين بعضها البعض من خلال بعض المستشعرات الخاصة المرتبطة بها.
ويتم ربط “الاشياء” بشبكة الإنترنت من خلال استخدام احدى التقنيات الحديثة للربط بالشبكات كتقنية البلوتوث، تقنية ZigBee، تقنية Wi-Fi، تقنية الجيل الرابع 4G او غيرها، وما احدثته هذه التقنيات من تحول جذري في بناء شبكات الحساسات اللاسلكيةWireless) sensors Networks – WSNs) التي تدعم عمل شبكة إنترنت الاشياء.
وتشير التقارير الصادرة من شركة سيسكو وشركة اريكسون وغيرهما من الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات انه من المتوفع ان يكون هناك 34 مليار جهاز متصل بالإنترنت بحلول عام 2020، كما انه سيكون عدد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء 24 مليار جهاز أي إن معدل نموها يفوق النمو المحتمل لعدد سكان العالم بأكثر من سبعة أضعاف، وسوف يتم إنفاق ما يقرب من 6 تريليون دولار ضمن إنترنت الأشياء على مدى السنوات الخمس المقبلة وستكون الشركات والمؤسسات المتبني الأكبر لحلول إنترنت الأشياء، وسيستثمر قطاع الأعمال 250 مليار دولار في تقنيات إنترنت الأشياء خلال الخمس سنوات القادمة، 90% منها سيذهب للاستثمار في الأنظمة والبرمجيات التي تشغل هذه الأجهزة.
كما يتوقع أن تصل إيرادات سوق إنترنت الأشياء إلى أكثر من 600 مليار دولار في عام 2020، كما ان عصر البيانات الضخمة Big Data سيعيش مستويات جديدة حيث ستولد الاجهزة في عالم إنترنت الأشياء بحلول 2020 ما يزيد عن 40 ألف إكسا بايت من البيانات، 40 ألف إكسا بايت = 40 تريليون جيجا بايت، وهي المساحة التي تكفي لتسجيل كل الكلام الذي نطق به البشر صوتيًّا و بجودة عالية من عصر سيدنا آدم إلى يومنا هذا!
كما تؤكد تلك التقارير ان إنترنت الاشياء شئنا أم أبينا ستدخل حياتنا وبيوتنا، وستغير كل ما حولنا الى نظام بيئي من المعلومات، وبذلك تغيير طريقة حياتنا،ـ فمن الثلاجات والسيارات إلى ساحات وقوف السيارات والبيوت، يأتي إنترنت الاشياء بمزيد من الابتكارات، التي تنضم إلى التكنولوجيا الرقمية المستخدمة في حياتنا اليومية، وستكون هي القاعدة في ما نفعله. والسؤال هو كيف ستؤثر في عالمنا، وهل تغير طريقتنا في التفاعل مع بعضنا البعض، وما موقف نظامنا التعليمي ومؤسساته التربوية والجامعية من تطبيقات تلك التقنية في تقديم تعليم يتفق وطبيعة العصر الذى نعيشه في الوقت الحاضر وفى المستقبل وتقديم حلول غير تقليدية ومبتكرة لمشكلاته وتحدياته؟.
وقد تبنّت عدد من دول الشرق الأوسط مبادرة إنشاء “مدن ذكية” لعبت فيها الكيانات الحكومية وشبه الحكومية دورًا في فحص تقنيات حلول إنترنت الأشياء المتوفرة، حيث تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في طليعة الدول المستثمرة في مجالات استخدام حلول إنترنت الأشياء، باستثمارات يتوقع أن تنمو بنسبة 19.3% سنويًا حتى العام 2019، وذلك وفقًا لدليل الإنفاق على حلول إنترنت الأشياء الذي أعدّته شركة “آي دي سى”.
واذا كانت المؤسسات الجامعية العربية تحتاج إلى تطویر مستمر في خدماتها لتواكب مستجدات التقنية، وتزيد من مساحة استخداماتها للأعداد المقبلة والراغبة في الحصول على تلك الخدمات، وتأتي ثورة إنترنت الأشياء Internet of Things لتقدم شكلا جديدا لخدمات وتطبيقات الإنترنت في البيئة الجامعية العربية، وتحدث بذلك نقلة نوعية في أسلوب ونوع الخدمات التي تقدمها، ورغبة في مواكبة هذه التطورات والمساھمة في التثقیف ببعض أوجه الانتفاع بها، فقد تولدت لدينا الرغبة في القیام بدراسة علمية للتعريف بتلك التقنية وتطبيقاتها وكيفية توظيفها في مجال التعليم الجامعي، والمتطلبات اللازمة لذلك، املين أن تساھم تلك التقنية مع غیرها في تسریع عمليات توظيفها في تطویر الخدمات التعليمية بما یساھم في تلبية حاجات المستفيدين بأفضل الطرق قدر الامكان.
فعلى الرغم من احتلال تقنية إنترنت الأشياء (IoT) مكانة اساسية في كل القطاعات في العالم بأسره من خلال ربط الأشياء المختلفة من حولنا الا انه يوجد بعض التقاعس من جانب قطاع التعليم عن الاستفادة من هذه التقنية وتوظيفها فيه، ولكن بدأ هذا الوضع في الفترة الاخيرة يتغير، حيث بدأت العديد من المؤسسات التعليمية والجامعية في العالم المتقدم، تدرك أهمية إدخال التقنية ودمجها، ولا سيما إنترنيت الأشياء في أساليبها التعليمية وادارتها اليومية، وظهرت الحاجة الضرورية لدمج إنترنت الأشياء في الأنشطة اليومية للجامعات والكليات والمدارس، وفي تتبع الموارد الرئيسية وإنشاء خطط تعليمية أكثر ذكاءً وتصميم حرم جامعي آمن وتعزيز الوصول إلى المعلومات، ومع مجموعة أدواتها المتقدمة، فيمكن اعتبار إنترنت الأشياء طريقةً جديدة لإدارة الصفوف والقاعات الدراسية وبيئات التعليم والتعلم، بما يمكن ان يسهم ضمان جودته.
فإنترنت الأشياء تتمتع بإعتبارها طريقة جديدة لإدارة الفصول الدراسية باستخدام أدوات متقدمة، مما يساعد ويسهل مهام الادارة، مع امكانية أكبر لإزالة جميع الحواجز في التعليم مثل الموقع الجغرافي والجغرافيا واللغة والوضع الاقتصادي، فمزيج من التكنولوجيا يجعل التعلم بشكل أسرع وأبسط ولكن أيضا يعزز تأثيره ونوعيته بين الطلاب، ولا يزال هناك طريق صعب وطويل أمام مبادرة إنترنت الأشياء لتحقيق مزيد من التحولات في المؤسسات التعليمية.
ووفقًا لمسح عالمي أجرته شركة “أوبن دي إن إس” تعد قطاعات التعليم ومزودي الخدمات المُدارة والرعاية الصحية في مقدّمة القطاعات التي تبنّت وطبقت حلول إنترنت الأشياء، حيث لا تكتفي الجامعات باستخدام أجهزة إنترنت الأشياء وتطبيقاتها لتغيير شكل ومزايا تجربة الطلاب وتحسين أسلوب تعلمهم فحسب، بل تتعداها لتطوير تطبيقات إنترنت أشياء مبتكرة أيضًا، يعمل عليها كل من الطلاب والجامعة معًا، ويمكن لصناعات أخرى الاستفادة منها.
فمثلًا، يمكن ان تستخدم الجامعات برمجية لإدارة اتصالات الطوارئ على مستوى الحرم الجامعي، وتطبيقات لتعقب درجات حرارة ثلاجات المختبرات الحيوية وحالات التجارب فيها، بينما يستخدم الطلاب هواتفهم الذكية لمعرفة الغسالات الشاغرة في مساكن الجامعة.
ويرى البعض ان الجامعات العربية باستخدامها لهذه التقنيات ستحسّن من مناخ العمل فيها وتطور من الخدمات التي تقدمه للطلاب واعضاء هيئة التدريس والمجتمع الخارجي وتؤمن جودة حياة أفضل لهم.
كما ان استخدم مزودو الخدمات المُدارة أجهزة إنترنت الأشياء الجامعات العربية في مراقبة النظم والتحكم بها، مثل كاميرات الويب وأنظمة الأمان والتلفزيونات وأنظمة المراقبة بالفيديو وغير ذلك من الأجهزة التي تعتمد إنترنت الأشياء في عملها، اضافة الى استفادة مزودو خدمات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية من أجهزة إنترنت الأشياء في جعل مراقبة صحة المريض وتشخيص الأعراض ورعايته أسرع وأكثر كفاءة، كما يمكن تجهيز كل من سيارات الإسعاف وآلات تصوير الرنين المغناطيسي وحتى أجهزة منظمات القلب، بأجهزة إنترنت الأشياء وإضافةً ابتكارات جديدة مثل كبسولات دواء متصلة بالإنترنت تساعد المرضى على تناول أدويتهم في الأوقات المحدّدة.
وتستخدم العديد من القطاعات الأخرى إنترنت الأشياء، مثل مبيعات التجزئة، والخدمات المصرفية، والضيافة، والبنى التحتية للطاقة الكهربائية، لزيادة كفاءتها وشفافيتها في عمليات الأعمال. فمثلًا، تتوفر تطبيقات تتبّع لاستهلاك المياه، وتقنيات لإمداد أجهزة إنترنت الأشياء بالطاقة لاسلكيًا إضافةً إلى أجهزة مدعومة بتقنيات إنترنت الأشياء مثل أقفال الأبواب وحساسات الحرارة والثلاجات الصغيرة وأزرار الإنارة.
وأشار بعض فلاسفة العلم والمهتمين بالعلاقة بين التعليم والتطوّر التقني إلى أن المجتمعات باتت تجهز طلابها لوظائف ومهمات لم تظهر بعد، كما أنهم يعدونهم لاستخدام تقنيات لم تنتج بعد، وتدربهم على حل مشاكل لم تواجهها حتى الآن، ويتوقّع هؤلاء أيضاً أن يعمل كثيرون من خريجي الجامعات في مؤسّسات افتراضيّة لا ترتبط بموقع أو مقر معين. ويتناسب ذلك النوع من المؤسّسات مع أعمال كثيرة كالاستشارات والمحاماة والصحافة والنشر والصحة النفسيّة والعمل الخيري وغيرها من الأعمال التي تتطلب وجود فريق عمل منسّق، كما ستكون بيئة الأعمال موزّعة وعالميّة. يضاف إلى ذلك أن دور القيادة في تلك المؤسّسات يكون محدوداً، فيما يكون فريق العمل متنوعاً وغير متجانس في الثقافة واللغة والقيم والأعراف والقوانين.
وفى هذا الاطار بدات الجامعات المصرية وبتوجيه من المجلس الاعلى للجامعات باقتراح انشاء اقسام للذكاء الاصطناعى وإنترنت الاشياء، تنفيذا لاهتمام القيادة السياسية بوضع الإستراتيجية المصرية للذكاء الاصطناعي(1)، وضرورة إعداد الطالب المصري لدراسة الذكاء الاصطناعي وتنمية مهاراته العلمية، حيث تمت الموافقة من قبل المجلس الاعلى للجامعات فى جلسته بتاريخ 14 مارس 2019 على اقتراح تغيير مسمى كلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة الى كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى لتضم قسم يتعلق بالذكاء الاصطناعى بها، وكذلك على اقتراح جامعتى المنوفية وكفر الشيخ بانشاء كلية للذكاء الاصطناعى بهما، تضم قسما عن إنترنت الاشياء.
كما وافق مجلس خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الإسكندرية، على مقترح كلية الهندسة باستخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء داخل الجامعة بهدف تحويلها إلى جامعة ذكية. وقال الدكتور هشام جابر، نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون التعليم والطلاب، إن المقترح يعمل من خلال تطبيق فكرة الفصل والمبنى الذكى باستخدام الكاميرات المتصلة بالإنترنت لتسجيل الحضور ومتابعة ردود أفعال الطلاب داخل الفصول الدراسية.
وأضاف جابر أنه يمكن أيضا استخدامها لإجابة بعض الأسئلة بصورة سريعة، وتحديد أماكن الفصول الدراسية غير المستخدمة، والحصول على تقرير عن مدى استغلال الأماكن والمعامل بالجامعة.
ولعل السؤال الذى يطرح نفسه هو كيف يمكن توظيف تفنيه إنترنت الاشياء لتحقيق الجودة في الجامعات العربية؟
وهل سيتم في المستقبل القريب دمج إنترنت الأشياء في نظام التعليم؟. حيث يمكن ان تستخدمه المدارس لإعداد طلاب متعلمين وبدرجة عالية من المعرفة التقنية بينما قد يستخدمه آخرون للاستفادة من البيانات وتوفير المال والاحتياجات الأخرى؟، وهل يجب أن يتغير فهمنا للتعليم إذا أردنا دمج إنترنت الأشياء فيها؟.
أن إنترنت الأشياء ليست ظاهرة طارئة كما قد يبدو، وإنما هي واقع لمستقبل لم تكتمل معالمه بعد ولم تتشكل القاعدة الصلبة لانطلاقته الصاروخية المرتقبة، ولكن بالتأكيد أن هذا ما ستجلبه التكنولوجيا للبشرية، فهل نحن مستعدون له؟.

[1]-  الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسبات ، يهدف الى تطوير أنظمة تحقِّق مستوى من الذكاء شبيه بذكاء البشر أو أفضل منه. وصمِّمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتكون تقليداً لتصرفات العقل البشري ويجعل الآلات تفكِّر مثل البشر، أي حاسوب له عقل. وحتى يتم ذلك، فقد حدَّدت جوانب تفوق الذكاء البشري في طريقة الاستنتاج والتفكير، وحصرتها في خمس نقاط أو خطوات: التصنيف (Categorization)، تحديد القوانين (Specific Rules)، التجارب (Heuristics)، الخبرة السابقة (Past Experience)، التوقعات (Expectation).، وللذكاء الاصطناعي تطبيقات متعدِّدة في مجالات مختلفة، ومن أبرزها: الأنظمة الخبيرة، وتمييز الكلام، وتميز الحروف، ومعالجة اللغات الطبيعية، وصناعة الكلام، والألعاب، والإنسان الآلي (الروبوت)، وتمييز النماذج والأشكال، والرؤية (النظر)، ونظم دعم القرار، والتعلم والتعليم.

إن الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته وتقنياته وتطبيقاته قادم لا محالة وبقوة إلى كافة المجالات، سـواء الطبية أو التعليمية أو العسكرية أو الترفيهية أو غيرها من مناحي الحياة. ولا ينبغي لنا أن نخشاه رغم الإقرار بوجود سلبيات مرتقبة أو محتملة، فهدفه في النهايــة خدمتنا.

دنيا عارية

داليا إياد

 

ما هذه الدنيا أصبحت عارية
لا ملامح لها وكأنها الخوف
كل أيامي متشابهة
وكأنه الليل لا يأتي بعده شيء أخر
وأتوه في براري المسافات
أينما نظرت لا أرى غير وشاح
ملئ بالسواد
يخونني النعاس ويفرد مخالبه
على وسادتي السوداء
كنت أحلق كالعصفور في الأحلام
وتحملني الرياح على زراع غيمة
كثيرة الألوان
كنت عاشقة المنام
ولكن الأن أصبحت أسمع
ما داخل الجدران
أصبحت كاروح يسكنها الأنهزام
معصبة العينان
تائهة داخل الجدران
لا أفهم همسها ولا حوارها
ربما أكون قد موت ولا أشعر
اإلا بالهزيان
هل من يوم استطيع الرجوع
للأحلام
وتعود لوسادتي عطرها المبثور
في كل مكان
ويهز حنيني الوجع كما كان
وشعري يجدل بين السطور
ويرقص مع الأحبار
وتسكن روحي عواصف
تهييب منها الاركان
وترجع الدنيا تفرد جناحيها
وتطير بي دون مخالب وأوجاع
ونهر الدموع يكون نهر كرز
بمليء بما يسكر الوجدان
هل يعود الزمن من جديد
وارقص مثل الفراشات
أنعم بألوانها وأتوضأ بجمال
أنغامها
وأعزف معها أرقى الألحان
هل يرجع ويدور عقرب الساعة
حيث ميلاد جديد
ويغوص بي في قطرات تشعل
رائحة الياسمين
لتهدأ سياط الآمي
وأغفو من جديد

مخترعون .. ولكن «صغار»!

تحت رعاية إدارة الموهوبين بإدارة منشأة القناطر التعليمية
مخترعون .. ولكن «صغار»!
طلاب المدارس يبتكرون كاشفا للمتفجرات وأجهزة لتبريد مياه البحر ومرور التيار دون أسلاك


اختص الله سبحانه وتعالى بعضا من عباده بملكات معينة، وهى ما يطلق عليها الموهبة الفطرية، التى إذا ما اكتشفت فى وقت مبكر، وتناولتها أيد خبيرة، وتعهدتها بالعناية والرعاية، فإنها سوف تصقل ويصبح لها شأن كبير. ويُعد الموهوبون فى كل مجتمع الثروة الوطنية التى سيكون لها شأن عظيم بإذن الله تعالى فى تقدم وازدهار الأمم.
ومن هنا، تتضح أهمية الاهتمام بهذه الفئة خاصة الطلاب ، وتقديم الرعاية اللازمة لهم لاستثمار طاقاتهم وقدراتهم بالشكل الأمثل، ورعاية الموهوبين مسئولية الجميع.
وعن الطلاب المخترعين، تقول سحر أنور البغدادي، رئيس قسم الموهوبين بإدارة منشأة القناطر التعليمية، إن طريق المبدع ليس سهلا، ولا مفروشا بالورد، كما يتخيل كثير من الناس، فالمبدع لا يهدأ، أو تشوش عليه الأفكار، وقد تعرقل طريق دراسته، أو ربما يبدع ويتفوق فى الوقت نفسه. فمنذ نعومة أظفاره، نجد هذا الطفل المزعج دائما لا يترك أى شيء على حاله. فالمبدع لا ينتظر دائما، وإنما ينفذ من دون استئذان، ثم تأتى مرحلة المدرسة، ويا لها من مرحلة قاسية.
وتضيف أن المبدع لا يحتاج إلى دراسة أكاديمية، وإنما يحتاج إلى دراسة غير أكاديمية، بطريقة غير عادية أو غير نمطية، محذرة من أن هذه المرحلة قد تدمر حياته الإبداعية، فقد لا يجد من يستنفر طاقاته الإبداعية، وسط الشرح، وطرق الحفظ والتلقين، وقد يجد من يسخر منه ومن إبداعاته، أو يتعمد إهانته، ومناداته بالفاشل، وللأسف هذه النماذج موجودة بكثرة فى مدارسنا، ودائما ما يتم التعامل مع الموهوبين بهذه الطريقة المنفرة.
وهناك نماذج مشرفة، منها: باسل عبداللطيف كامل طالب بالصف السادس الابتدائى بمدرسة المنصورية الرسمية لغات مخترع كاشف المعادن والمتفجرات والألغام .. وكاشف المعادن يقوم بإصدار موجات صوتية عندما يصدر صوت بصفارة، ونعرف أن هذا المكان يوجد به معادن، وهناك غرض آخر مثل الكشف عن المقابر المدفونة تحت الأرض، وهذه المقابر يكون بدخلها غازات سامة. هذا الجهاز سوف يستكشف ما بداخل المقبرة، وسوف يحمى الإنسان من الأخطار، ويقوم بالكشف عن الألغام والمتفجرات. وهناك رجال يذهبون إلى هناك، ويضحون بأنفسهم، ولكن هذا الجهاز سوف يقوم بالكشف عن المعادن، وهناك رجال انتحاريون يقومون بلبس سترة ناسفة أو علب ناسفة، ويذهبون لتفجير هذا المكان، ولكن هذا الجهاز سوف يكشف عن الرجال الانتحاريين عن طريق ماسح، عندما تكون الشاشة بها نقاط خضراء. وعندما تظهر نقطة حمراء، يكون ذلك هو الرجل الانتحاري، وعندئذ يتم الاتصال بالجهات الأمنية.
وإسلام حسن الطالب بالصف الأول الثانوى بمدرسة وردان مخترع جهاز تبريد مياه البحر .. حيث إن المشكلة التى تواجه مصانع الكهرباء عندما تقوم بسحب المياه من البحر لتبريد التوربينات، ولكنها تخرج ساخنة إلى البحر، ولم تتم معالجتها، ولا تبريدها ..وفكرة الاختراع تقليل كمية المياه التى تدخل إلى الجهاز عن طريق مواسير صغيرة مفتوحة تجاه الأعلي، وتسليط مراوح عليها لتبريدها وإعادتها إلى درجة الحرارة الطبيعية، ويفضل كثرة المواسير لبقائها أطول فترة ممكنة داخل المروحة، وهذا الجهاز يسحب كمية مياه أكثر من المبرد العادي.
ومحمود حلمى إمبابى وعلاء حسنى الطالبان بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة وردان الحديثة مخترعا جهاز مرور التيار الكهربى بدون أسلاك أو أعمدة ..والجهاز يتكون من خطوط ضوئية تعمل على انتشار الكهرباء التى يولدها الجهاز، ويقوم المستشعر الخاص بالتقاط الكهرباء، ويوجد به منظم لقياس قوه الكهرباء، ويوجد ستارة ضوئية لمنع خروج الخطوط الضوئية عن النطاق.
وبهاء عبداللطيف كامل الطالب بالصف الأول الثانوى بمدرسة وردان ابتكر طائرة حربية بدون طيار حاملة لليزر ومضادة للصواريخ وإسقاط الطائرات: بها جهاز ليزر، ويستمد طاقته من التفاعل الكيميائي، فمثلا الأكسجين يساعد على الاشتعال مع مادة كيميائية أخري، هكذا تبدأ عمليه التفاعل، كما يوجد بها صواريخ، وهذه الطائرة قادرة على إطلاق الصواريخ من نفسها عن طريق حرق الصاروخ من الداخل إلى أن ينفجر فى المكان المحدد، مع العلم بأن الصواريخ تنطلق بسرعة هائلة. وبها حاجز لحماية الأجهزة من الغازات الضارة، التى تنتج عند إطلاق الليزر والصواريخ من الداخل، ويتم التخلص منها عن طريق فتحة فى باطن الطائرة، كما يتم التحكم فى شعاع الليزر عن بعد، وأيضا يوجد بها أجهزة استشعار عن بعد لتحديد الهدف، ومسار الصاروخ وسرعته، مع العلم بأن فى الجو اضطرابات جوية وهناك حساب دقيق لإصابة الهدف.

والتقينا

داليا إياد

دارت الأيام وحان وقت اللقاء من جديد
بعد أن تاه كلٌ منا في طريق
عكس الاتجاه
دقت عقارب الوقت وأشتغل الشوق
درفت عيناي دموع الفرح
أستنشقت أنفاسي عبير عطرك المحبب
وتسربلت الأه مكتومة حد الوجع
تستذكر ماضي جميل كان يجمعنا
وحينها عدت لذلك الحلم الذي لم يفارقني يوماً ً
فلم أكن أتمني سوى
قلب يشاركني الفرح
الحزن والأمنيات
يراعي تائي وتنويني وأشيائي
يمسح الدمع لتنبت في عيني
ابتسامة الصباح
عدت بشريط الذكريات
إلي الماضي
وكيف كنا وأين أصبحنا وما كنا نفعل
تذكرت تلك الشجرة وظلها الوارف حين كان يغطي أمنياتنا
حين كنا نحلم سوياً
بغدٍ مشرق ملئ بالحب والفرح والضحكات
بالموسيقى والامل ورقص
الفراشات
بتغريد الطيور وصوت المطر والغيمات
كنت أغني حينها وانت كعازف محترف تداعب أنامله أوتار قلبي
فترقص كل حواسي فرحاً
وكأن المطر يسقط على بساتين
قلبي
لتنبت فيه امنيات العاشقين
وتحلق في فضاء حبنا
لتعلن ان لا حياة دون حب
ولا حب دونك انت
وتكتبنا الحروف قصائد شعر
وتزهر على جبين الريح القوافي
ليعود الدفء من جديد
ونعود كأنغام الفيافي

لا خيار لي

داليا إياد

لا خيار لي لا خيار
فحبك عندي أصبح أنهار
أحلق في فضائيه ليل نهار
دون الجدوى بالأنبهار
فينثر عطرك الجذاب
على جسدي وينساب
وعند الحنين تكون أنت
الأهل والدار
لا خيار عندي لا خيار
سوى أشرعة تبحر بنا
وتنهار
بعزيمة الشوق الجبار
فأقترب مني فقد طال
علينا الأنتظار
لا خيار عندي لا خيار
فسوف أملأ الكون
بحباً يخترق كل جدار
وأهرع داخله واسكن
ممرات وممرات

السعادة الحقيقية

 


بقلم / أفراح رامز عطية

باحثة ماجستير تربية مقارنة وإدارة تعليمية -جامعة السادات

سعي الإنسان للسعادة لا زال يبحث الإنسان منذ القدم عن السعادة، ويتحرى طرقها وكيفية تحقيقها، ويبذل كل وسعه في ذلك، ساعيا بكل ما لديه من عقل وفكر ومادة لإيجادها، لكنها تبقى سرا لم يدرك ماهيته إلا القليل؛ فهي شعور داخلي يشعر به الإنسان ليمنحه راحة النفس، والضمير، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب.

تكمن مشكلة الإنسان الأساسية مع السعادة التي يعانيها منذ الأزل بكونه لا يعلم أدوات تحقيقها، فيحاول أن يجرب المادة والأمور المادية الملموسة ليصل للسعادة فتجده لا يصل.

فما هي السعادة؟

وأين تكمن؟

وهل هي قرار أم قدر محتوم؟

وما نظرة الإسلام لها؟

مفهوم السعادة يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر، وقد اختلف في تعريفها الفلاسفة كذلك؛ إذ إنها مصطلح نسبي، فقد يسعد الإنسان شيء يعد لدى غيره عاديا، ويود الجميع لو يصبحون سعداء، بيد أنك حين تسألهم:

ما معنى السعادة؟

لن يستطيع أكثر الناس الإجابة بشكل صحيح، ويرجع ذلك إلى أن المفاهيم تعقدت وتشابكت، فما عاد غالب الناس يفرقون بين السعادة والرفاهية والرضا، وبين النجاة من الموت والألم والسعي خلف الرزق ورفاهيات الحياة.

تعد السعادة مفهوما مجردا لا ينحصر بنطاق حسي ولا عقلاني، بل يتجاوز ذلك إلى ما هو خيالي، ومن هنا تكمن صعوبة حصره وضبطه في بضع كلمات تصفه
(السعادة ليست بالأمر الهين، فمن الصعب أن نعثر عليها في دواخلنا، ومن المستحيل أن نعثر عليها في الخارج).

تعرف السعادة بأنها (اللذة، -أو على الأقل أنها تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا باللذة- واللذة بدورها يتم تفسيرها باعتبارها غيابا واعيا للألم والإزعاج).
حيث يحصر الفضيلة بالتأمل والفلسفة في التفكير، ويصل أخيرا إلى أن الحياة التي تتصف بالسعادة هي الحياة التي تعنى وتتمحور حول النشاط العقلي.

السعادة هي الغبطة التي ندركها حينما نتحرر من عبودية الأهواء ومن الخرافات والأحكام المسبقة).

(السعادة من وجهة نظري هي القدرة على تجربة أوسع نطاق من العواطف والمشاعر بطريقة صحية)

(السعادة هي الشعور بالرضا في ظل غياب القلق أو الاضطراب أو تعكر المزاج).

أما الإمام الغزالي، فيقول: (إن اللذة والسعادة عند بني آدم هي معرفة الله عز وجل)، ويتبع ذلك بقوله:

(اعلم أن سعادة كل شيء ولذته وراحته تكون بمقتضى طبعه، كل شيء خلق له، فلذة العين الصور الحسنة، ولذة الأذن في الأصوات الطيبة، وكذلك سائر الجوارح بهذه الصفة، ولذة القلب خاصة بمعرفة الله سبحانه وتعالى؛ لأن القلب مخلوق لها).

السعادة الحقيقية يختلف الناس في تحديد السعادة الحقيقية باختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم؛ فمنهم من يظن أن السعادة الحقيقية تكمن في امتلاك الأموال الطائلة، ومنهم من يتصورها في بيت فخم وسيارة فارهة، ومنهم من يراها في المناصب المرموقة أو في التمتع بجمالٍأخاذ، أو في تحقيق غرائز الجسد وشهوات النفس، أو في كثرة الأولاد.

يقول الرازي في ذلك: (إن الإنسان يشاركه في لذة الأكل والشرب جميع الحيوانات، حتى الخسيسة منها، فلو كانت هي السعادة والكمال، لوجب ألا يكون للإنسان فضيلة في ذلك على الحيوانات)، ويكمل في سياق آخر:

(إن هذه اللذات الحسية، إذا بحث عنها، فهي ليست لذات، بل حاصلها يرجع إلى دفع الآلام، والدليل عليه أن الإنسان كلما كان أكثر جوعاً كان الالتذاذ بالأكل أتم، وكلما كان الجوع أقل كان الالتذاذ بالأكل أقل).

السعادة الحقيقية في إشباع لذة العقل والذهن بالمعارف والعلوم، بالإضافة لتقدير ورفع قيمة الأعمال المرتكزة على الجهد الذهني، السعادة الحقيقية تتجلى في طلب علوم الحكمة والفلسفة والعمل بالعلوم المنطقية والنظرية بهدف الوصول لنتائج وحقائق صادقة، السعادة الحقيقة تتجلى في الإيمان، والعمل السليم البناء، وإعمال العقل والفكر لإكمال إرواء الملذات الدنيوية، وهذه الطريقة الأفضل للارتقاء بالأمم والوصول أخيرا للسعادة.

إن بذور السعادة وأساسها يكمن في دواخل البشر جميعا، إلا أنهم دائمو البحث عنها خارج روحهم ونفسهم، مما يستنزف طاقاتهم من عمل وعائلة وأموال وطعام، ليستشعروها لفترة صغيرة وخاطفة، ويسعون بعدها في دوامة للحصول عليها مرة أخرى، ولذلك على الإنسان البحث عن السعادة الحقيقية في أعماق داخله فقط، وإلا فلن يجدها في أي شيء خارجي بشكل حقيقي.

السعادة الحقيقية قرار إن السعادة الحقيقية قرار يتخذه الإنسان بإراداته وصبره ورغبته، فإذا عزم الإنسان على أن يكون سعيدا سيفرح بأبسط الأشياء وأصغرها ويحفل بها، وينظر لها بعين الرضا والحب، لا السخط والكره، وسيركل كل ما ينغص عليه فرح وسعادة يومه؛ حيث لن يستطيع الإنسان أن يمنع الهموم والمتاعب من التحلق حوله، لكنه بالطبع يستطيع أن يمنعها من دخول عقله، فوسائل التنغيص وطرقه كثيرة، لا تنتهي الا باتخاذ المرء قرارا يمنح به نفسه السعادة.

السعادة لا تقتصر على المعنى المادي منها فقط، وإن كانت الأسباب المادية عنصرا من عناصر السعادة، بل ركزت على الجانب المعنوي لكونه أثرا يأتي من السلوك الصحيح والقويم.

تشمل السعادة مرحلتين، هما:

السعادة الدنيوية: أتى الإسلام بضوابط وشرائع تكفل للإنسان سعادته في الدنيا، لكنه يقر بأن الحياة الدنيا ما هي إلا درب للوصول للآخرة، وأن عليه أن يسعى للعمل الصالح في الدنيا للوصول لسعادة الآخرة، فقد قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)

وقال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا).

السعادة الأخروية: هي السعادة التي تتصف بالكمال والديمومة والخلود، وهي ما يجنيه المرء جراء عمله الصالح في حياته الدنيا، وفيها يقول تعالى:

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

كما يقول تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)