ماالذي نريده من شبابنا؟

مميّز

ماالذي نريده من شبابنا؟

بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان

‏مدير عام إدارة المعادى التعليمية سابقا‏

من المعروف أن كل مواطن فى بلادنا يقوم بتأدية الواجب نحو وطنه من جهود وخدمات وتضحيات فى مراحل حياته كلها: فى شبابه، وكهولته، وشيخوخته. ومن الحق أن نقول بأن شبابنا يجب أن يكون أوفر قسطاً وأوسع مدى من مرحلة الشيوخوخة، وذلك لأن المرء فى شبابه أكثر قوة ونشاطاً، وأعظم حماسة فى تحمل مسئوليات الحياة وتبعاتها من الشيوخ .

ولهذا لا يرضى الوطن من الشباب أن يركنوا إلى التراخى فى أداء الواجب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى على الشباب أن يتسلحوا بأقوى الأسلحة، ألا وهى سلاح العلم ثم سلاح الأخلاق. فالعلم يجعل من المواطن عضوا نافعاً منتجاً، وبغير العلم يصبح عضواً عاطلاً قليل الأثر. أما الأخلاق فهى أساس الوطنية، وحصنها الحصين. فبالوطنية والعلم والأخلاق يصبح الشباب جنودا صالحين فى جيش الوطن، وهي الكفيلة لهذا الجيش بالظفر والنصر فى ميادين العمل المختلفة.

وأود أن أنصح شبابنا الذين يعقد عليهم الوطن آماله، وما نريده بالآتى :

*  أدوا واجبكم بإخلاص نحو الوطن كل فى موقعه ليسعد بكم الوطن، ولأديتم له من الخدمات أكبر مما أدى أسلافكم .

* حافظوا على الوقت ولا تضيعوه فى أمور لا تعود على الوطن بأى فائدة، فمن علامات التخلف فى أمة أن الوقت بالنسبة لهم لا قيمة له إطلافا، فقد يمضى الإنسان ساعات طويلة فى أعمال تافهة فنجد البعض يضيع وقته فى الجلوس على المقاهى أو التسكع فى الشوارع، والبعض يلجأ إلى التحرش بأنواعه المختلفة والمشاحنات مع الغير.

* بعض شبابنا يضيع وقته فى النوم المتأخر والاستيقاظ المتأخر مما يجعله غير قادر على التفكير السليم، وغير قادر على العمل بنشاط، والمؤمن يجعل الله له بركة فى وقته. ففى وقت قليل ينجز العمل الكثير، فعلى الشباب ألا يضن على ربه بأداء العبادات، أو بحضور مجلس علم، أو بعمل صالح يقدمه وهذا ما نريده لشبابنا .فنعمة الوقت من النعم العظيمة التى أمتن الله بها على عباده حتى أقسم الله تعالى ببعض الوقت فقال تعالى (والعصر) لأهمية هذا الوقت وبركته. وقد قال النبى عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك فبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك). فيجب على الشباب الاستفادة من وقت الفراغ. فإن وقت الفراغ ثروة يمكنك استثمارها لتعود عليه بالفائدة .

*  أدعو شبابنا إلى إتقان العمل، ونتذكر قول الله سبحانه وتعالى : “وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.

*  على شبابنا ألا يأنف قط من القيام بعمل إضافى كلما اقتضت الحال، وعليه أن يحافظ على وعوده ومواعيده، وعليه أن يستفيد من أخطائه، وأن يتجنب التشكى والملل، وأن يسعى بجهده ليكون الأسبق فى ميدان عمله .

* أن يتحملوا المسئولية باستثمار طاقاتهم وإمكاناتهم، وإعدادهم للمشاركة فى بناء المجتمع والنهوض به باعتبارهم من أكبر الشرائح العمرية عدداً وأشدهم حماساً، وقدرة على العطاء، فهم السواعد الفتية المفعمة بالحيوية.

*  أن يكونوا قدوة فى تصرفاتهم وفى أخلاقهم، وعليهم أن يحترموا كل ما يصدر من تعليمات من الجهات المسئولة. وأقرب مثال على ذلك ما نشاهده من بعض شبابنا بعدم مراعاة الإجراءا ت الاحترازية للوقاية من مرض “كورونا” والتى تتمثل فى ارتداء الكمامة، والحرص على البعد الاجتماعى، والتقليل من الزيارات الأسرية، والحفلات، وهى أمور تساعد على تحقيق الأمن والسلامة الصحية فى ربوع البلاد. وعلينا أن نتذكر قول الله سبحانه وتعالى: “ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”  .

*  ونريد من شبابنا أن يقتدوا بالرسول عليه الصلاة والسلام، فخير دفاع عنه ليس فى صب جام غضبنا على الذين أساءوا، وإنما الاقتداء بالرسول فى كل شيء وعملاً بقول الله سبحانه وتعالى: “لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة”. فالإسلام يبغض التقليد والمحاكاة لقدوة لا تتفق مع حضارتنا الإسلامية، وشريعتنا السمحة، وثقافتنا العظيمة. وبذلك، فالأمر يتطلب من بعض شبابنا أن يغير من سلوكياته إلى الأفضل مع الالتزام والقدرة على الإرادة .

أردت أن أقدم لشبابنا، وميادين الجهاد السلمى السياسى، والاقتصادى، والاجتماعى، مجالاً فسيحا لجهودهم وإخلاصهم وتضحياتهم. فقد قدم الكثير من شبابنا أرواحهم فداء لوطنهم ضد الإرهاب، ودفاعهم لتحرير الوطن العزيز من براثن الاستعمار الغاشم. وهكذا نجد أن الوطن فى حاجة إلى الشباب، فهم أجدر الأجدر بأن يكونوا طليعة الجيش .

حفظ الله شبابنا أمل الأمة فى تقدمها لتكون خير الأمم .

راقصات على أنغام مطربى السبنسة .. والنصب العقارى!!

مميّز

راقصات على أنغام مطربى السبنسة .. والنصب العقارى!!

بقلم/ د. أشرف رضوان

أثارت الراقصة البرازيلية ضجة كبيرة على صفحات التواصل الإجتماعى وتصدرت أعلى ترند فى السوشيال ميديا مما أثار غضب الراقصة التى تربعت على عرش الرقص الشرقى فى مصر صافينار التى استيقظت من نومها العميق بعد أن كانت مطمئنة على مستقبلها الفنى فى مصر حتى تفاجأ براقصة جديدة تحتل عرشها. وسرعان ما تسابق عليها مطربى الفساد الأخلاقي لكى تشاركهم بالرقص على أغانيهم المتدنية لكى تحتل أعلى مشاهدة على اليوتيوب والسوشيال ميديا.

وليس غريبا أن تشاهد هؤلاء جميعا متطفلين على موائد العزومات فى المجتمع الارستقراطى ويشاركون بالرقص والغناء فيها، ذلك لأننا أصبحنا نعيش فى عالم ينبذ الحياة التقليدية الهادئة ويتمنى أن يخوض تجربة العالم المجنون فى أفكاره كمحاولة للابتكار والتجديد على حساب القيم والمبادئ والأخلاقيات الحميدة . ونلاحظ هذا الانحدار الفكرى ليس فى مجال الغناء فقط، بل أيضا فى مجال التمثيل، مما أدى إلى خلق جيل جديد لا يمت للثقافة المحترمة بصلة إلا ما ندر. كما نلاحظ حصول إحدى الراقصات على عدة شهادات تكريم، وتم اختيارها فى إحدى السنوات كأم مثالية .

ما أروع هذا المجتمع الذى يشكل من هؤلاء رموزا قيمة !! ومادام الأمر كذلك والكل أصبح سعيداً، فما المانع أن تستكمل هذه السعادة ويكون لمتضررى النصب العقارى نصيباً فيها ويحصلون على حقوقهم من خلال المسؤولين الذين ساهموا فى مساندة الراقصات ومطربى السبنسة لاعتلاء منبر الفن الهابط . ولكن اللغز المحير هو تهرب المسؤولين عن تصدر المشهد فى التصدى لأباطرة النصب العقارى وعندما يخوض أحد الضيوف فى البرامج التليفزيونية فى الحديث عن النصب العقارى نلاحظ مقدم البرنامج وقد ظهر على وجهه علامات التوتر واتجه إلى تغيير الحديث.

أذكر أنه فى إحدى القنوات عندما تجرأ المذيع فى الخوض فى تجاوزات أحد أباطرة النصب العقارى أعلن بنفسه أنه تلقى تهديدات على الهواء وطالبوه بعدم إستكمال الحوار . وبعدها تم إغلاق البرنامج وعدم عودته مرة أخرى بعد عمل اللازم وإرضاء صاحب القناة طبعا . ما هذا الذى يحدث فى مصر القوية التى نفخر بأن جيشها من أقوى جيوش العالم؟ وماذا قدمت الحكومة للمواطن من حلول لإنهاء هذه الأزمة؟ وماذا قدم مجلس النواب السابق؟ وماذا ننتظر من مجلس النواب القادم؟ نداء للحكومة ومجلس النواب الموقرين .. نظرة إهتمام إلى المواطن البسيط، فإن هذا المواطن من يدفع الضرائب ويلتزم بكل ما تطلبه الدولة من التزامات عليه فقد جاء دور الدولة لحمايته واسترداد حقوقه وعلو شأنه كما علا شأن الراقصات ومطربى السبنسة!!

عقوبة الظلم في قسمة المواريث شرعاً وقانوناً

مميّز

عقوبة الظلم في قسمة المواريث شرعاً وقانوناً

              بقلم/ د. خليل سامى مهدى

فصّل الله عز وجل الأنصبة في الميراث بأحكام بيّنة مفروضة في آيات قرآنية، إذ انتهت بعض الآيات القرآنية بقوله تعالى: (نَصِيبًا مَفْرُوضًا).
كما نهى الله عز وجل عن أكل الأموال بغير حق، وتدخل أموال الورثة من تركة مورثهم في نطاق تلك الأموال المنهي عن أكلها بغير حق، إذ قال الله تعالى: (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ).
وقد بيّن الله عز وجل عقوبة المخالف لهذه الأحكام بقوله: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ).
كما أن المادة (889) من القانون المدني المصري نصت على أن: “يعاقب بعقوبة التبديد كل من استولى غشًا على شيء من مال التركة ولو كان وارثًا”، وعقوبة ذلك السجن مدة لا تقل عن ستة أشهر والغرامة.
وللظلم في قسمة المواريث صور عديدة، ومن صور ذلك الظلم السائدة في وقتنا الحاضر في قسمة المواريث التي هي من أعظم المحرمات التي قد يتهاون بها الكثير من الناس الآتي:
1-إخفاء بعض الورثة مستندات دالة على ملكية المورث لأموال معينة على الآخرين، لينفردوا بقسمة ما لديهم مستنداته دون غيرهم من الورثة.
2-أن يضع المورث ماله في ملكية أحد الورثة كابنه الأكبر ظناً من المورث أنه سيعدل في قسمة التركة بعد وفاته، إلا أنه بذلك يكون قد بدأ بخطوة ظالمة، فإذا ظلم ذلك الوارث في قسمة تركة المورث تحمّل كل منهما إثم ذلك الظلم، وحينئذ يعد كل منهما ممن تعدى حدود الله واستحقا كلاهما العقاب.
3-حالة ترك الميت أولاد وبنات، فيستنكف الأولاد انتقال جزء من تركة أبيهم إلى بناته لكونهم زوجات لأزواج لا صلة بينهم وبين مورثهم، الأمر الذي يرون معه بوجهة نظرهم القاصرة أن توريث البنات يؤدي إلى انتقال أنصبتهن من التركة إلى عائلة أخرى.
وعلى الرغم من أنه يجوز شرعًا تنازل البنات عن حقهن لصالح إخوانهن أو بعضهم، فإن ذلك مشروط بأن يكون تنازلًا عن رغبة حقيقية دون ضغط أو إكراه أو استغلال لحياء البنات.
والله تعالى أعلم.

أسياد العاصمة الإدارية .. وبسطاء المواطنين!!

مميّز

أسياد العاصمة الإدارية وبسطاء المواطنين !!

بقلم/ د. أشرف رضوان

هل من الممكن أن يشكو حاجزى العقارات فى العاصمة الإدارية من نصب بعض الشركات العقارية عليهم، مثلما يحدث فى العديد من المشروعات العقارية فى المناطق والمحافظات الأخرى؟ أم أن هناك نظام معقد يمنع مثل هذه الشركات من النصب على المواطنين الـ vip ومنها -على سبيل المثال- أن حاجزى العقارات فى العاصمة الإدارية هم صفوة المجتمع، فكيف تجرؤ شركات النصب العقارى أن تتعامل معهم مثل باقى المواطنين.

المواطن فى مصر لابد أن يعى أنه فى قطار، وأن القطار يوجد به درجات البريمو، والأولى، والثانية، والترسو حتى يصل إلى السبنسة. ولما لا وقد افترض ضحايا النصب العقارى من بسطاء المواطنين أن تجاهل الحكومة لشكواهم ضد الظلم الواقع عليهم من نصابى العقارات وضعهم فى درجة السبنسة فى قطار الحياة فى مصر . فكم من شكاوى واستغاثات فى الصحف للمسؤولين فى الحكومة وعلى رأسهم رئيس الحكومة ولكن “لا حياة لمن ننادى”.

أتصور أنه إذا صرخ أحد الحاجزين فى مشروعات العاصمة الإدارية من مخالفة إحدى شركات العقارات هناك، فلن ينتهى اليوم حتى تحل مشكلته. هكذا تدار الأمور، ولابد أن نعترف بالأمر الواقع، فقد خلق الله الناس درجات فى الدنيا، الغنى والفقير ومتوسطى الحال، ولكن هناك بعض المسؤولين فسروا هذا المنطق بمفهوم آخر، وهو أنه لابد من الاهتمام بالغنى من ذوى النفوذ، وتوفير كل سبل الراحة له، وإزالة جميع العقبات التى قد تقف أمام سعادته. أما الفقير أو متوسط الحال فقد خُلق كى يداس بالأقدام. ربما كان هذا الكلام مؤلماً بعض الشىء، ولكنه الواقع الذى نعيشه من خلال التجارب مع الحكومات المتتالية، فلا أحد من المسؤولين يرى أو يستمع إلى بسطاء المواطنين على الرغم من أن القضاء العادل ينصفهم فى حكمه، إلا أن المواطن البسيط يصطدم مرة أخرى مع الحكومة بسبب عدم تنفيذ الحكم. والغريب أن لا أحد من مسؤولى الدولة يحاول الظهور أمام الإعلام لكى يفسر أو على الأقل يعطى مبررا واحدا للسكوت على إتخاذ موقفاً صارماً مع هؤلاء المستثمرين الذين يشوهون سمعة مصر بأعمالهم المخزية.

كنا نعتقد أن الحرب ضد فساد المحليات سوف يشمل الحرب ضد مستثمرى النصب العقارى أيضا، ولكن على ما يبدو أن الموضوع أكبر مما كنا نتوقعه!!

عين الصقر – رواية من أدب المخابرات

مميّز

               المؤلف: إسماعيل بدوى

الناشر: مركز الحضارة العربية

 

 

 

 

 

 

 

 

قراءة وعرض/ سمير محمد شحاتة

                            صحفى بالأهرام

بعد قراءة الصفحات الأولى من الرواية وجدت نفسي أهتم بقراءة هذا الكتاب الذي يتميز بالخفة والرشاقة التي يتعامل بها الكاتب إسماعيل بدوى مع هذا الموضوع الذي أجمع عليه العلماء والباحثون والعسكريون على أن قصص الأمجاد والبطولات لا تنتهي، مادامت هناك أخطار ومؤامرات تحيط بالعالم العربي، ولا تزال قائمة.

فاللغة السلسة التي استخدمها الكاتب بين الفصحى والعامية تمكننا من قراءته في تلقائية الحوار المستمدة من بعض المفردات العامية. وأقوى ما يميز القصة برأيي كان العناية التي أولاها الكاتب لعالم القصة (عين الصقر) والتفاصيل الحية الدقيقة اليومية في مراحلها المتعددة. لقد استمتعت بالرواية وأحداثها السريعة، التي تدور حول تكليف جهاز المخابرات لأحد قيادات جهاز الأمن الوطني بالذهاب إلى إحدى الدول (منشأ الأجهزة الإلكترونية) للوصول إلى معرفة أحدث ما وصلت إليه من علم وتكنولوجيا من أجل استخدامها وتركيبها في طائرات الإنذار المبكر الحديثة، والعمل على تطوير هذه الأجهزة والقيام بتجربتها قبل استخدامها حتى تكون جاهزة للعمل داخل الطائرات في أسرع وقت ممكن وفى سرية تامة.

ووقع الاختيار على راجح، الخبير فى استحداث مجموعة مكسرات (نانو ليزر، الأشعة تحت الحمراء)، والذي نال ميثاق الشرف الوطني والأمانة، ليس لابنته سلمى التي لا تعلم عن طبيعة عمل والدها شيئاً، ولكن لأطفال وشباب الأمة، ليعرفوا كم يضحى الآباء والأجداد بأرواحهم، ويسعون لراحتهم من أجل الدفاع عن حبات تراب هذا الوطن، والذي نال عنها نوط الشجاعة العليا هو وزملائه الذين شاركوه في مهمته التي كُلف بها، وهو يتذكر اللحظات التي مرت به خلال قيامه بتلك المهمة، والأيام العصيبة التي مر بها في حياته وكللها بالنجاح، وكيف واجه الصعوبات بالتوكل على الله ودعوات والدته وزوجته.

تتوالى أحداث الرواية بقيام مجموعة من الأبطال بالسفر إلى إحدى الدول الأوروبية والولايات المتحدة لشراء أجهزة إلكترونية حساسة وتجربتها داخل بلد المنشأ، ثم تركيبها بعد ذلك في جسم إحدى القطع الحربية وغيرها من طائرات الأواكس “الإنذار المبكر”، وذلك لحماية سماء المملكة والوطن ضد أية أخطار محتملة، خاصة بعد أن تقدم بطل مغوار (راجح) بالبحث في ذلك الشأن، يُعد من أوائل دفعته في إحدى الجامعات الأجنبية، وخبير في الأجهزة الإلكترونية الحساسة مثل “النانو ليزر”، وعُين فرد أمن بمجلس الدفاع الوطني “المخابرات”، وبعد أن أعلن عاهل المملكة وولي عهدها خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة عن عقد صفقة طائرات حديثة ستدخل ضمن الأسطول الجوى، بعدها قامت الدنيا، خاصة من أبناء الدولة الصهيونية، التي قاومت بكل ما لديها من قوة ونفوذ للحيلولة لمنع عقد هذه الصفقة، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعًا وسقط القناع  الثاني الموساد.

يؤكد المؤلف بأنه رغم ما يزعم الصهاينة بأنهم يتحدون العالم، وليس هناك أبواباً تُغلق في وجوههم، إلا أنهم قادرون على فتح الأبواب الموصدة، ويقولون للعالم العربي: أنهم كابحون بكافة السُبل والأشكال لتطلعات العرب، إلا أنه في النهاية، وكما يرى المؤلف، أن الأبطال أعطوهم درساً من العيار الثقيل، وقاسياً في الوقت نفسه، بالرغم من أن البعض منهم ضحى بحياته، وخروج آخرون من الخدمة. وهو الدرس الذي أعطاه المصريون والسوريون وبدعم عربي كامل، وتبنى وجهة مصر من قبل المملكة، بدعمها المادي والمعنوي، ودورها في أن يتحقق النصر.

وفى النهاية، فإن الرواية تسرد أعظم ملحمة عسكرية عرفها العالم في تاريخنا المعاصر، بالقضاء على النظرية الزائفة التي يتحاكى بها الصهاينة بأنها تمتلك “الجندي الذي لا يُقهر”، ولكن خاب الله ظنهم ببسالة جندنا الذين حطموا الساتر المنيع (خط بارليف) في حرب يشهد لها العالم والتاريخ في أعظم ملحمة وهى ملحمة العبور (6 أكتوبر 1973).

وما يدعو للاستغراب، أن أبناء الدولة الصهيونية ليسوا وحدهم، بل أن هناك دولة إسلامية صاحبة المذهب الملالى دخلت اللعبة بأجهزتها المخابراتية وأفراد من الحرس الثوري آملين فى الحصول على معلومات عن تلك الصفقة، ومحاولة القيام بخطف أحد أعضاء مجموعة العمل القائمين على تنفيذ العملية، بل وتصفيتها إذا لزم الأمر، هم وأفراد الأمن التركى أيضاً الذين دخلوا اللعبة بعد أن حاولوا وناوروا، ولكن باءت كل تلك الجهود والمحاولات ثلاثية الأبعاد كلها بالفشل، فكانت المفاجئة الثانية فى إعطاء الدروس فى فنون الكر والمراوغة، وبعدها جروا أزيال الهزيمة كغيرهم، فهم لم يعرفوا مع من يتعاملون، نتيجة الغرور والصلف. وفى نهاية الأمر أعطى الأبطال بقيادة بطل حقيقى السيد راجح، درساً لكل الأطراف الثلاثة، فكانت مهمة من قبل البطل ثلاثية الأبعاد كما يراها المؤلف، ودرس يضاف لعمل المخابرات، كما تدرس فنون أكتوبر القتالية فى جامعات العالم العسكرية، ودرساً آخر لكل من تسول له نفسه أن يتلاعب بمقدرات شعوبنا، أو محاولة الإقتراب من حبات تراب ذلك الوطن، أو أرضنا الطاهرة. والجديد فى الأمر هو الأحداث المثيرة والغريبة فى ذلك العلم، والتى لم يتطرق إليها أى عمل آخر مختص فى العلوم المخابراتية.

وفى الختام، وجه الكاتب تحية لهؤلاء الأبطال الساهرين على أمن وحماية أوطانهم كل فى مجاله، فتحية للصقر الذى طار بجناحيه وزملاؤه وحط على أرضه الطاهرة بسلامة الله بعد إنجاز مهمته على أكمل وجه، وتلك الرواية والقصة والتى أعدها الكاتب تكشف عن ملحمة بطولية لبطل سعودى قام وبمساعدة أفراد مجموعته إختراق كل الحواجز، ومن المستغربات في هذا العمل هو مساعدة الأعداء أنفسهم لوصول الأجهزة الحساسة بعد عملية الخداع الاستراتيجى الذى قام بها بطل العمل وبعدها، كما ذكرنا، يطير الصقر ويلحق بجناحيه ومجموعته إلى سماء المملكة وسط تهليل ودعوات شعب المملكة بسلامة عودة الأبطال مع الأجهزة سالمين، وخيبة أمل مريرة مُنى بها الأعداء وسط ذهول منقطع النظير.

 

الأجيال السابقة.. شاهد لك أم عليك؟ (بقلم: نيللي النحاس- مصر)

ذات مرة سألنى صديق لى … لماذا تميلين الى مجالس وحوارات الأجيال السابقة الأكبر سنا أكثر من مجالس الشباب الذين هم فى سنك؟ هل تبحثين من بينهم عن أب؟ قلت لا إذا انتى تشعرين أنك زهرة صغيرة فى وسط بستان قديم بينهم؛ قلت لا إذا ما سبب انجذابك لحوارات هذه الأجيال ؟ الاجابة يا صديقى هى ان جيل الخمسينات أو ما قاربوا من السيتينات أو حتى السبعينات هم شهود عيان على زمن سابق عاشوا فيه؛ وأيضا زمن حالى يعيشون فيه؛ هم جيل يجمع بين الزمانين زمنهم وزماننا، وهو شاهد على كل المتغيرات المجتمعية الذى نعيش فيه.

وحوارى معهم هى بمثابة فرصة لى لكى اسافر للزمن السابق من خلال حياتهم وتجاربهم الواقعية التى مروا بها للوقوف على العوامل التى يجب ان نضعها فى زماننا لكى نصبح مثلهم . فبجلوسى معهم والاستماع الى المواقف التى عاشوها ان اتعلم منهم مالم اتعلمه من الشباب الذين هم فى مثل سنى ؛ لان لهم من التجارب التى عاشوها فى زمنهم جعلت منهم قامات ناجحة . فلا انسى ابدا أننى تعلمت احترام الوقت واهميتة للانسان حين قابلت ا.د رفعت المليجى بكلية تربية جامعة اسيوط حين سرد لى حكاياته عندما كان فى لندن وهو مدرس مساعد عن اهمية الوقت والانضباط فى المواعيد حتى ولو كانت الظروف المناخية غير ملائمة فعامل الوقت شئ له قدسيته،وتعلمت من ا.د أحمد السيد نائب رئيس جامعة المنيا السابق ان للقدوة دور فى بناء الفرد والترابط الاسرى يقوى الفرد ولكن في جيل زماننا هذا ضاعت القدوة والتكنولوجيا ضيعت القيم الانسانية والترابط الاسرى وان قلة الامكانيات ليست حائلا ابدا لبناء الانسان ؛وان فى زمنهم الجيل تعلم صح مع امكانيات قليلة ،وان الجيل الجديد بالرغم من امكانياته متاحه فلا يتعلم صح ويجب استخدام التكولوجيا فى الصالح وليس فى الضد .وتعلمت من ا.د محمد رياض احمد دكتور علم النفس جامعة اسيوط ان استمرارية بقاء الانسان فى الحياة كنفع للمجتمع ؛تأتى من استمرارية تطوير عقله بالقراءة والبحث عن العلم والمعرفة وان العلم النافع هو الذى يغير من عقلية صاحبه فلتكن قارئ جيد . وتعلمت من اخرون واخرون أن تحمل المسئولية والتنظيم الجيد والتوازن فى الحياة يجعلك دائما تسير فى الاتجاه الصحيح ويجب ان تكون مؤمن بأفكارك ليصدقك العالم . كل هؤلاء الاشخاص تعلموا أن: للوقت ثمنه ونحن نضيعه- وللقدوة تأثيرها ونحن نهمشها فى حياتنا- وللقراءة نفعها ونحن جيل لا نقراء –وفى التنظيم والتوازن حياتك كلها ونحن جيل نعيش بعشوائية . اليس كل هذا ردا كافيا يا صديقى على سؤالك؟ وفى النهاية .يامعشر الشباب ! ابدأ حياتك حيث انتهى الاخرن وامشى على نفس خطاهم ومنهجهم فهم شهود عيان علينا بكل افعالنا ، هم جيل صنعوا للانفسهم تاريخ ونحن جيل نهدر التاريخ …. طبتم وطابت أيامكم

عمرو الكاشف يكتب الأفلام الموازية ما بين الابداع والتحدى مجموعة الابداع الفنى

عمرو الكاشف يكتب الأفلام الموازية ما بين الابداع والتحدى مجموعة الابداع الفنى

الموهبة الابداعية لدى كل فرد هبة ربانية روحانية عليك توظيفها بالشكل الصحيح وهنا الفن وعالم التمثيل نموذجا لكن التحدى ربما بمعدل في كل أسرة يمتلك فردا هذه الموهبة وهل تتسع أفلام الصف الأول لكل هذه الطاقات .. فالأجابة لا.. بسبب قدر طاقة استيعابية معينة وسيطرة نجوم بعينهم على الساحة وعندما تتجدد الدماء يسيطر نجوم اخرون على الساحة مجددا وهكذا.


” ايمانك بإبداعك يكفلان لك النجاح من اجل مستقبلك ” .. عزيزى الممثل الصاعد او الناشئ موهبتك اسعى من أجل كسب ساحة جيدة لها بكل الطرق ولا تيأس .. فظهرت على الساحة باكتساح وقوة عالم الأفلام الموازية ما بين الروائية الطويلة والقصيرة وهى فرصة ممتازة لاستيعاب ابداعات اجيال الفنانين الصاعدين المختلفة لنكتشف فيها ابداعات ستحتل مكانها مع نجوم الصف الأول عبر الكفاح والمثابرة.
دأبت بنفسى منذ فترة على تنفيذ اخراج مجموعة من الافلام الموازية خرجت للنور الحمد لله مع مغامرة ومجهود انتاجى كبير بتأسيس كيان فنى وهو ” مجموعة الابداع الفنى ” كان من ثمارها انتاج عشرة افلام ما بين الروائية الطويلة والقصيرة بتعان فريق عمل مخلص
ابرز اسماء هذه الأفلام لمجموعة الابداع الفنى هى فصل تالتة خامس وعايزة عريس والانتقام الأسود ومدمنون نادمون وحسونه عنده كورونا ومؤخرا فيلم حبيبة ..سلطت هذه الافلام الضوء على قضايا اجتماعية معاصرة وتم طرح بعضها عبر التليفزيون ثم شبكة الانترنت وعدة منصات فنية متنوعة فمن لم يشاهدها يمكنه أن يتفضل مشاهدتها عبر الرابط ادناه اسفل المقال .
حماس الفنانون الصاعدون من كافة المحافظات ظهر جليا مع مشاركة كبار النجوم ببعض هذه الافلام تشجيعا للمواهب الصاعدة وابرز النجوم الفنان القدير هادى الجيار وعايدة رياض ورزق رمضان ويوسف جلال وهذا هو التعايش الفنى الحقيقى للأجيال .


فاطمئن عزيزى الفنان موهبتك لن تدفن ابدا طالما تؤمن بها .. عندما انفذ اخراج فيلم جديد احرص على تسكين كل ممثل فى مكانه الصحيح واعطاء الفرصة لدماء جديدة ..وتكريس مبدأ الاحترام لدى فريق العمل ..
واخيرا اقدم نصائحى لجيل الفنانين الصاعدين أولا احرص على تطوير نفسك وموهبتك بالممارسة والدراسة.. ثانيا فى تقديرى وعصرنا الراهن لايمكن ابدا للفنان الصاعد أن يعتمد على التمثيل فى بداية مسيرتك كمهنة وحيدة له ومصدر دخل .. فكثيرون نجحوا .. وكثيرون فشلوا ..كن انت من الناجحين فتحتاج أيضا أن تكون متعدد المواهب باحتراف الغناء أيضا وممكن أن تتعلم التصوير السينمائى والمونتاج وتصميم الأفيشات أو تتعلم صنعة فى مجال معين ومهارات التسويق وغيرها فلماذا ذلك ؟ حتى تجنى دخلا يساعدك على مواجهة متطلبات الحياة لأنك عزيزى النجم الصاعد عندما تحقق كل هذه العوامل ستصبح مطلوبا وتسعى جهات الانتاج اليك ..
اقدم لكم وجبة فنية من ابز اعمالى الاخراجية والانتاجيةاتمنى تنال اعجابكم عبر روابط انتاج افلام مجموعة الابداع الفنى متاحة ( مدير عام دميانة اسحق – مستشار فنى فنى ايمن عطا – تسويق جيجى حامد )

فيلم عايزة عريس – ساعة بطولة امل مهنا و دميانة اسحق وايمن عطا وآخرون وتأليف احمد البحيرى اخراج عمرو الكاشف

فيلم السقوط – ١٥ دقيقة بطولة الفنانة عايدة رياض وهادى الجيار وتأليف اسحق فرانسيس

فيلم الرعب الانتقام الأسود – مدته ٣٥ دقيقة

فيلم الحقونا حسونة عنده كورونا – ٥ دقايق

برومو فيلم حبيبة

فيلم مصدع وكورونا بتودع- ١٣ دقيقة

فيلم فصل ثالثة خامس – ساعة

برومو مجمع ثلاثة أفلام

* الكاتب عمرو الكاشف – اعلامى- مخرج سينمائى –

مجلس النواب القادم .. وإصلاح ما عجز عنه الآخرون!!

مميّز

بقلم/ د. أشرف رضوان

هل نستوعب الدروس السابقة فى الانتخابات البرلمانية؟

الإنتخابات البرلمانية على الأبواب.. وقد بدأت بالفعل فى عدد من المحافظات، ولعل كل ناخب حالفه الحظ بالنجاح أن يسترجع ذكريات خمس سنوات مضت من عمر الشعب المصرى دون أن يقدم له البرلمان السابق ما يشعره بالإطمئنان نحو المستقبل القادم، بل على العكس، كان هناك العديد من القوانين قد تم تمريرها لا تخدم الشعب المصرى وكأن الرسالة التى قام بتوجيهها هذا البرلمان إلى الشعب أنه قد جاء ليس من أجل المواطن البسيط الذى كان يأمل في أن يجد فيه الأمل المنشود، ولكن خاب ظن الشعب فى هذا المجلس. فقد ذهب بكل ذكرياته المؤلمة التى لم تجنى سوى الألم والحسرة على ما فات. فالكثير من فئات الشعب المختلفة قاموا بتوجيه النداءات والاستغاثات لهذا المجلس من أجل حمايتهم من براثن اللصوص الذين سرقوا أحلامهم تحت رعاية بعض المسؤلين الفاسدين فى الحكومة، ولم نبالغ إذا أطلقنا عليهم خائنين للوطن، فهناك من يسرق قوت الشعب فى المصالح الحكوميةـ وهناك من يسرق أحلامهم فى مشروعات صغيرة وضعوا كل أموالهم فيها من أجل بناء مستقبل لأبنائهم، ولم تتحرك أجهزة الدولة المعنية لحمايتهم.

ولم نبعد كثيراً، إذ نخص بالذكر هؤلاء المرتزقة الذين يطلقون عليهم مستثمرى النصب العقارى الذين أصبحوا يلعبون بالورق المكشوف على مرأى ومسمع من المسؤولين، ويعلنون عن مشروعاتهم الوهمية لإيقاع المواطن فى فخ النصب من خلال أسعار مغرية وتقسيط على سنوات طويلة، ثم يعلنون إنسحابهم وعدم القدرة على إستكمال المشروع. نقول لهؤلاء هذا ليس خطأكم بقدر ما هو خطأ من يساعدكم من مسؤولى الدولة على ارتكاب هذا الإثم، ويبارك لكم فيه على حساب المواطن البسيط. ولكن الله يمهل ولا يهمل .. فسوف يأتى يوم يُحاسب فيه كل هؤلاء الظالمين الذين ظنوا أن لا حساب لهم لأنهم فوق القانون ولا تستطيع الأجهزة ملاحقتهم.

لذلك نوجه هذه الرسالة إلى مجلس النواب القادم .. تجنبوا كل السلبيات التى وقع فيها المجلس السابق ولا تستخدموا المسكنات بالوعود للشعب دون تحرك حقيقى على أرض الواقع من أجل المواطن، فلم يدخل أحد منكم المجلس الموقر من أجل مصلحة شخصية، وإنما جاء من أجل تحقيق العدالة والعدل لجموع الشعب، ولن تثبتوا ذلك بالكلام والوعود، فالفرصة لا تزال سانحة أمامكم لكى تصلحوا ما أفسده الآخرون.

ضحايا النصب العقاري .. يبحثون عن سند لإنقاذهم من فوضى المستثمرين!!

بقلم/ د. أشرف رضوان

عندما يتملك الفساد من دولة، فإما أن تكون الدولة ضعيفة وغير قادرة على السيطرة على المفسدين، وإما أن تكون إدارتها متواطئة مع الفاسدين، وفى الحالتين لا نستطيع أن نطلق عليها دولة، وإنما هي في الحقيقة عصابة تسير بمنظومة قانون الغابة .. والبقاء للأقوى.

وإذا أخذنا مثالاً لإحدى أنواع الفساد وأكثرها شيوعاً فهو الفساد العقاري، فنرى أن الدولة تبذل كل ما في وسعها من أجل الحفاظ على حقوق المواطن واسترداد أمواله أو استلام وحدته العقارية بعد سنوات من الانتظار. وبسبب الأصوات التي تعالت من الضحايا في الآونة الأخيرة استطاعت الحكومة أن تستعين ببعض الأجهزة الرقابية التي تحظى بتأييد شعبي لا بأس به مثل جهاز حماية المستهلك الذي تدخل مؤخرا لحل مشكلات متضرري النصب العقاري، وبالفعل وجدنا بعض الأحكام الصادرة من المحكمة الاقتصادية ضد بعض مستثمري النصب العقاري لكي نقف عند نفس النقطة التي نقف عندها في كل مرة، وهي تنفيذ الحكم الصادر ضد المتهم بالنصب. فالكوب الفارغ من الماء ليس له فائدة، وكذلك الحكم بلا تنفيذ.

نحن نلف وندور في حلقة مفرغة، في محاولة لاكتشاف اللغز الذي يكمن وراء صمت الحكومة على هؤلاء المرتزقة الذين يعيثون في الأرض فساداً، فما الفائدة التي تعود على الحكومة من وراء هذا الصمت؟ وما هي قيمة المواطن المصري المتضرر من جراء هذه المؤامرة؟ ولماذا يدفع فاتورة أخطاء الكبار؟

ولو نظرنا إلى أسباب الثورات لوجدنا أن هؤلاء المرتزقة هم وقودها، وهم الذين يتسببون في تعكير صفو المصريين الشرفاء الذين يبحثون عن سند لهم بعد الله للخروج من هذه الأزمة بعد طرق جميع الأبواب ولم يجدوا هذا السند حتى الآن!!

ذكرى انتصار جيش وشعب

مميّز

 

محافظات مصر تحتفل بمرور 47 عامًا على حرب أكتوبر

 

تقرير يكتبه/ حسام قنديل

احتفلت القوات المسلحة بمرور 47 عاما على ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، فيما تزايد إقبال المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية للاحتفال ودعم الدولة والرئيس السيسى، حيث رفع المواطنون أعلام مصر وصور الرئيس وسط أجواء مبهجة. وهى ذكرى تضافرت فيها جهود الشعب المصرى والجيش، فى مواجهة العدو الإسرائيلى، حيث انتصرت مصر فى حرب يتم تدريسها عالميا باعتبارها انتصار للعسكرية المصرية. وقد أعاد أبناء مصر أمام أعين العالم تشكيل خريطة قوى العالم فى حرب أكتوبر، التي راح ضحيتها آلاف الشهداء الذين سقطوا أثناء دفاعهم عن تراب مصر الغالى. ولم يكن غريبًا أن يتسابق الجميع إلى الاستشهاد الضباط والجنود والمهندسون ورجال الصاعقة وقادة المعارك من المشاة ونسور الجو من الطيارين وغيرهم، هؤلاء الشهداء خاضوا معارك قتالية مع العدو حتى سقطوا شهداء رغبة منهم فى التضحية فداءً للوطن.

حروب إسرائيل مع العرب قبل أكتوبر 1973

وقعت ثلاثة حروب كبيرة بين العرب وإسرائيل قبل حرب أكتوبر 1973، حيث كانت إسرائيل تمارس العدوان واحتلال الأراضي والتوسع الاستيطاني في المنطقة العربية.

كانت أولى الحروب عام 1948، حيث شن العرب هجوماً عسكرياً عقب إعلان دولة إسرائيل، لكنها انتهت بانتصار إسرائيل وهزيمة العرب.

وجاءت الحرب الثانية بسبب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث تحالفت فرنسا، وإسرائيل، وبريطانيا وحاربت مصر بسبب قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وانتهت بقرار أممي لوقف القتال، ونشر قوات دولية في سيناء، وفتح مضائق تيران للشحن الإسرائيلي.

والحرب الثالثة هى نكسة يونيو عام 1967، والتي احتلت فيها إسرائيل أرض سيناء بمصر، وهضبة الجولان بسوريا، والمزيد من الأراضي الفلسطينية.

أسباب حرب 6 أكتوبر 1973

أدت نكسة 67 لخسائر جسيمة في الجيش المصري والسوري والأردني، واحتلال إسرائيل لقناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية، ومدينة القدس، وأصبح العمق العربي في خطر. واستولت إسرائيل على معدات حربية عربية، وعلى حقول النفط في سيناء، وأنشأت ساتراً ترابياً على امتداد قناة السويس (خط بارليف)، وأيضاً (خط آلون) على جبهة الجولان، وأصبحت مضائق تيران والبحر الأحمر تحت السيطرة الإسرائيلية. وأصدر مجلس الأمن قراراً بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود 67، لكن دون تأثير أو ضغط من الدول العظمى.

وبدأت مصر وسوريا حرب الاستنزاف، وهى معارك محدودة ومتكررة لإنهاك واستنزاف العدو الإسرائيلي، كما نشطت في فلسطين حركات المقاومة الشعبية، وأدت هذه الجهود المتناثرة لنتائج أدهشت المراقبين، وشجعت القيام بالخطوة الأكبر. وبدأت مصر وسوريا تعدان العدة لحرب كبرى تهدف لاستعادة الأراضي التي تم احتلالها عام 1967. واهتم الجيش بتربية الروح المعنوية على أساس الإيمان بالله والصبر والثبات والتضحية في سبيله، فبرزت أدوار العلماء والفقهاء بين صفوف الجنود في المعسكرات، بعدما كانت تعتمد سابقاً على الأغاني في التحفيز المعنوي.

قامت القوات المسلحة المصرية بإنشاء تحصينات لحماية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر، وحفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية. كما أنشأت مراكز قيادة، وإقامة سواتر ترابية غرب القناة، وفيها هضبات لاحتلال الدبابات، وإنشاء شبكة صواريخ مضادة للطائرات. وتم إنشاء ملاجئ ودشم خرسانية مسلحة للطائرات والمعدات الفنية بالقواعد الجوية والمطارات وزودت بأبواب من الصلب. وتم إنشاء 20 قاعدة ومطار جديد وتشكيل وحدات هندسية في كل مطار لصيانة وسرعة إصلاح الممرات بمجرد قصفها. كما تم تزويد المشاة بمعدات خاصة وأسلحة دعم تتناسب مع مشكلة عبور قناة السويس.

وقد حرصت مصر على تطوير الإمكانيات العسكرية والاستفادة من خبرات ودعم الدول الصديقة، ووطدت العلاقات والتنسيق العسكري مع سوريا، واتفقتا سوياً على موعد وخطة الحرب. واتفقتا على أن يكون الهجوم يوم عيد الغفران اليهوي حيث تتعطل عندهم الخدمات الجماهيرية بما في ذلك وسائل الإعلام والنقل الجوي والبحري.

بدأت الملحمة بعد حرب 67 ببناء دشم حصينة لحماية الطائرات من ضربها على الأرض وأدركت القيادة السياسية أهمية الصواريخ المضادة للطائرات، وخلال حرب الاستنزاف سطر المقاتل المصرى سطورا مضيئة ببناء حائط الصواريخ للدفاع الجوى المصرى واستطاع أبناء مصر بناء شريط بكامل طول قناة السويس وبعرض 15 كيلو متر شرق القناة موفرا بذلك الحماية الجوية اللازمة لعبور الأفراد والأسلحة الثقيله ولم يكن العبور ممكنًا دون تضحيات.

وأنشأ العدو الإسرائيلى سد ترابي على الضفة الشرقية لقناة السويس بارتفاع 20 متر وانحدر 45 درجة لاستحالة عبور أي مركبة برمائية من القناة إلى الضفة، وعلى طول هذا السد بُني خط دفاعي قوي أُطلق عليه “خط بارليف” يتكون من 35 حصن، كانت تلك الحصون مدفونة في الأرض وذات أسقف يمكنها تحمل قصف المدفعية وكانت تحيط بها الألغام والأسلاك الشائكة الكثيفة لتصعيب مهمة الاقتراب منها، وتمكينها من غمر القناة بالنيران الكثيفة لمنع أي مهمة عبور للقوات المصرية.

الضربة الجوية فى 6 أكتوبر .. والعبور العظيم

 في تمام الساعة 14:00 (الثانية ظهراً) نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية. واستهدفت الطائرات المطارات، ومراكز القيادة، ومحطات الرادار، والإعاقة الإلكترونية، وبطاريات الدفاع الجوي، وتجمعات الأفراد، والمدرعات، والدبابات، والمدفعية، والنقاط الحصينة في خط بارليف، ومصافى البترول، ومخازن الذخيرة.

بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، في تمام الساعة 14:20 توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن القصف ونقلت نيرانها إلى العمق  وقامت المدفعية بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها.

العبور

عبر القناة في تمام الساعة 18:30 2000 ضابط، و30000 جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري، واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وذلك ما عدا لواء برمائي مكون من 20 دبابة برمائية، و80 مركبة برمائية عبر البحيرات المرة في قطاع الجيش الثالث، وبدأ يتعامل مع القوات الإسرائيلية. وفي تمام الساعة 20:30 اكتمل بناء أول كوبري ثقيل، وفي تمام الساعة 22:30 اكتمل بناء سبع كباري أخرى، وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمة السبع كباري و31 معدية.

وفى صباح  7 أكتوبر أنجزت القوات المصرية عبورها لقناة السويس، وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، بالإضافة إلى 1000 دبابة، وتهاوى خط بارليف الدفاعي وتحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وخلال هذا اليوم واصلت القوات المصرية بتوسيع رءوس كباري فرق المشاة وسد الثغرات بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش. فيما قامت القوات الخاصة وقوات الصاعقة بتنفيذ ضرباتها المحمولة جواً بمؤخرة القوات الإسرائيلية مما أرغمه على التحرك ببطء وحذر. وفى اليوم التالى حشدت القيادة الإسرائيلية قواتها ومدرعتها ونفذت القوات الإسرائيلية هجومها المضاد في عدة اتجاهات، كما شهدت بورسعيد أشد المعارك بين قوات الدفاع الجوى المصرية وقوات العدو الجوية، حيث بلغ عدد طائرات العدو المهاجمة لبورسعيد في بعض الطلعات أكثر من 50 طائرة، ونجحت قوات الدفاع الجوي المصرية في إيقاع الكثير من الخسائر بتلك الطائرات وتشتيت هجمات العدو على بورسعيد. وعاودت قوات العدو فى 9 أكتوبر هجومها في قطاع شرق الإسماعيلية، ودارت معركة الفردان بين فرقة العدو والفرقة الثانية مشاة الذي نصب كميناً لدبابات العدو المندفعة نحو القناة وفتح النار عليها من ثلاث جهات في وقت واحد باستخدام المشاة المحملين بالأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية مما اضطر العدو لسحب قواته بعد تكبده خسائر جسيمة وأسر قائد هجومه، وفشل هجوم العدو يومي 8 و 9 أكتوبر من تحقيق أى تقدم، وحافظت فرق المشاة المصرية على مواقعها شرق القناة.

فى يوم 13 أكتوبر حلقت طائرة استطلاع أمريكية من نوع إس آر-71 فوق منطقة القتال وقامت بتصوير الجبهة بالكامل، ولم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها بسبب ارتفاعها فوق مدى صواريخ الدفاع الجوي على ارتفاع 30 كم وبسرعة 3 ماخ. وقامت نفس الطائرة فى 15 أكتوبر برحلة استطلاعية أخرى فوق الجبهة والمنطقة الخلفية، وبذلك تحققت القوات الإسرائيلية من خلو المنطقة غرب القناة، وأنه يمكن اختراقها. وركزت قوات العدو هجومها ضد الجانب الأيمن للجيش الثاني بمنطقة الدفرسوار على ضوء المعلومات التي قدمتها طائرات الاستطلاع الجوي الأمريكي، بغرض اختراق الجبهة غرب القناة هجوم فرقتان مدرعتان لقوات العدو شرق الدفرسوار في مواجهة الفرقة مشاة يدعمها لواء مدرع  وتمثلت مهمة العدو في إقامة معبر ورأس كوبري في منطقة الدفرسوار لتعبر من خلاله إلى الضفة، وقابلت فرقة العدو رداً عنيفاً من فرقة المشاة المصرية مما حد من تقدمها، ولكن لعدم تكافؤ المواجهة (مدرعات ضد مشاة) تكبدت فرقة المشاة خسائر شديدة.

وتصاعدت حدة القتال في شرق الدفرسوار في معركة شهيرة سُميت بـ”معركة المزرعة الصينية”، تكبد فيها الطرفان خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات نظراً لضراوة مقاومة فرقة المشاة المصرية. وبعد تطور الأوضاع ودخول أمريكا الحرب بأسلحتها الحديثة لإنقاذ إسرائيل، أيقن الرئيس السادات أنه يواجه أمريكا بثقلها، في حين لم يلبي الاتحاد السوفيتي طلباته من السلاح، فقبل العرض الذي طرحه كيسنجر في 16 أكتوبر بوقف إطلاق النار.

أُصدر قرار وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر بين جميع الأطراف المشتركة في موعد لا يزيد على 12 ساعة من لحظة صدور القرار، ووافقت كل من مصر وإسرائيل رسمياً على القرار، إلا أن إسرائيل لم تحترم القرار فعلياً نظراً لأنها لم تحقق حتى ذلك التوقيت أي أهداف عسكرية أو استراتيجية، فدفعت خلال أيام 22 و23 و24 أكتوبر بفرقة مدرعة ثالثة إلى غرب القناة لاكتساب مزيد من الأرض في ظل حالة عدم التكافؤ سواء العددي أو العتادي وتحت القصف الجوي للطيران الإسرائيلي فاستطاعت تطويق مدينة السويس. وتم حصار الجيش الثالث الموجود شرق القناة وعزله عن مركز قيادته بالغرب، وتدمير وسائل العبور بمنطقته من كباري ومعديات، ومحاوله قوات العدو اقتحام السويس يوم 24 أكتوبر، إلا أنهم قوبلوا بمقاومة شعبية شرسة من أبناء السويس مع قوة عسكرية  من الفرقة 19 مشاة  ورجال الشرطة، وبين المدرعات والدبابات الإسرائيلية سميت بـ”معركة السويس”، تكبدت خلالها القوات الإسرائيلية خسائر فادحة ولم تستطع اقتحام المدينة وتمركزت خارجها، وأصبح يوم 24 أكتوبر عيداً قومياً لمدينة السويس رمزاً لفدائية وشجاعة أهلها. وبعد ضغط من الاتحاد السوفيتىأعلنت  إسرائيل قبولها  وقف إطلاق النار وإنشاء قوة طوارئ دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن القوات الإسرائيلية استمرت في عملياتها خلال أيام  25 و26 و27 أكتوبر ولم يتوقف القتال فعلياً.

تقرر يوم 28 أكتوبر عقد مباحثات الكيلو 101 بين الطرفين برعاية أمريكا لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإجراءات توصيل الإمدادات غير العسكرية لقوات الجيش الثالث شرق القناة، وفي الوقت نفسه بحث كيفية تخليص القوات الإسرائيلية غرب القناة من نزيف خسائرها المستمر. فانسحبت القوات الإسرائيلية من غرب القناة إلى شرقها عند ممرات متلا والجدي، واحتفظت القوات المصرية بالخطوط التي وصلت إليها خلال الحرب، فيما قامت بتخفيض عدد قواتها بالشرق، وبقيت منطقة فاصلة بين القوات بين الخطوط الأمامية للطرفين تعمل فيها قوات الطوارئ الدولية.

افتتاح قناة السويس

افتُتحت قناة السويس للملاحة الدولية في يونيو 1975 بعد جولات طويلة من المفاوضات تم الاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار بين الطرفين، وتقدم القوات المصرية لاسترداد 4500 كم من أرض سيناء بعمق بلغ أقصاه 35 كم، وانسحاب القوات الإسرائيلية، بحيث يصبح خط قواتها الأمامي يبعد 55 كم عن قناة السويس. وانتهت الحرب رسمياً من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين، حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية، تلا ذلك مباحثات واتفاقيتات فض الاشتباك، ثم جرى لاحقاً بعد سنوات توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979، واسترداد مصر سيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل عام 1982.

واكتمل التحرير بعد ان مهدت حرب اكتوبر استرداد طابا في  19 مارس 1989.